هل السياحة تُثري حقًا؟

 

 

أحمد الشنفري

 

‏ شعار السلطنة الذي لاقى كثيرًا من الانتشار، وغير الفهم كثيرًا لدى أبناء الوطن هو شعار "#السياحة_تثري"، ومن المعوقات والصعوبات التي واجهتها الدولة في حينه قبول المجتمع لهذا المفهوم الجديد.

اليوم، وبعد إطلاق هذا الشعار لعدة مواسم سياحية، نجد أن السياحة ما زالت تواجه تحديات، انتقلت إلى مستوى أكثر تأثيرًا على نجاح السياحة المحلية؛ مما ينتج عنه تباطؤ عجلة الاقتصاد الوطني. وللأسف الشديد كتبنا وكتب المسؤولون، وعلى رأسهم مكتب محافظ ظفار والسياحة وأعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي في ظفار وعدد من المثقفين وغيرهم، حول هذه التحديات ولا مجيب أبدًا.

قلنا ولا نزال نكرر أن الفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فكر اقتصادي قوي، مبشِّر بالخير الكثير، وقد أمر -أعزَّه الله- باقتطاع أجزاء من ملكيات جهات حكومية أمنية وعسكرية ومدنية لأجل تطوير صلالة، وأمر بفتح مزرعة رزات السلطانية للعامة. وهذا الفكر السلطاني النير لدعم السياحة والتقدم والازدهار وتحقيق التنمية في محافظة ظفار، وبالتالي دعم الاقتصاد المحلي والوطني.

الآن، أكبر تحديات نجاح موسم خريف ظفار تنحصر في النقطتين التاليتين:

 

أولًا: موعد بدء العام الدراسي

ننصدم سنويًا بموعد بدء العام الدراسي، حيث تخسر السياحة بسبب هذا القرار. وكل من يأتي إلى ظفار سيجد أبناء عُمان من أقصى مسندم إلى أقصى ظفار يعملون ويرتزقون الخير من هذا الموسم الناجح. وبالتالي، بدلًا من تشجيعهم ودعمهم ليجد الباحث عن العمل ورائد الأعمال ما يجعله يعيش عفيفًا عن السؤال، ويجد رواد الأعمال الدعم في نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة وانتشارها من خلال ظهورها عند عدد كبير من زوار الموسم من دول مجلس التعاون الخليجي وأبناء الوطن، وكذلك يجد المستثمرون ما يدعم ويشجع وتيرة الاستثمار المحلي والخارجي بنسبة كبيرة جدًا مما يسهم في توظيف الشباب، إلا أن هذا القرار يقف حجر عثرة أمام كل تلك الآمال والطموح.

اليوم، الوزارة ترفض تأجيل موعد بدء العام الدراسي ليصبح من تاريخ 15 سبتمبر من كل عام باستثناء طلبة الثاني عشر؟!

هل هذا الأمر معقد لهذه الدرجة؟ وهل الدول التي تداركت هذا الأمر أصبحت أقل في مستوى تقييم التعليم العام؟ ومنها دول أوروبية عريقة غيّرت موعد بدء الموسم الدراسي لأجل اقتصادها المحلي والوطني.

اليوم، يتخرج أكثر من 50 ألف طالب نصفهم بدون قبول جامعي ويُضافون لمن سبقهم، أليس حصولهم على عمل موسمي في الخريف يساعدهم في تنمية مهاراتهم العلمية والعملية أولى من عدم وجود هذه الفرصة لهم ولا فرصة إكمال التعليم العالي؟!

ولذلك أتمنى عدم الاستمرار في هذا النهج لصالح دعم الاقتصاد الوطني.

 

ثانيًا: تحدي شركات الطيران

هناك عائلات عمانية وخليجية لم تتمكن من الوصول إلى صلالة بسبب عدم وجود تذاكر سفر.

هل موسم الخريف يأتي فجأة؟! متى نعي أن هناك رحلات دولية على متن مشغلي الرحلات الوطنيين تذهب أكثر من 50% فارغة لوجهات مختلفة، في الوقت الذي لديهم فيه طلبات كبيرة ورحلات ممتلئة وحجوزات في الانتظار إلى خريف ظفار، ولا يغيرون من خطتهم السنوية لصالح نجاحهم ونجاح وطنهم؟

كفى خسارة، وكفى عدم تكامل بين المؤسسات. وأرجو فعلًا تجاوز هذه العقبات، وإيجاد قرارات جديدة لتعظيم عوائد موسم خريف ظفار على الاقتصاد الوطني والمحلي؛ مما يشجع المستثمرين على مزيد من الاستثمارات، ونجاح الحكومة في مشاريعها الطموحة وعلى رأسها مشروع مدينة صلالة المستقبلية، ولأجل ضمان تحقيق عوائد من استثماراتها الكبيرة في البنية الأساسية وتنفيذ مشاريع جديدة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة