هلال بن سالم السيابي
كل الأشقاء في لبنان.. وإلى كل اللبنانيين
شعر: هلال بن سالم السيابي
حيَّاك بالرُّوح والرَّيحان لبنان
سَارِ من الخلد، والألطاف ألوان
***
وباكرتك من الفردوس غاليةٌ
لبنان، والدهر بالأفراح جذلان
***
تزهو بواديك ألوانا ملونة
وترتئي منك ما لم يشهد الجان
***
ولم تزل بك من أبرادها حلل
يندى بها من رباك الخضر ريَّان
***
تلك الجنان من الفردوس، أو ألق
منها، إذا اشتبهت بالخلد بلدان
***
ما هبَّ والله عرف من خمائلها
إلا وحيٌ به طاوٍ وظمآن
***
ولا تأرَّج من أبرادها أرج
إلا ورَفَّت له بالحور أجفان
***
ضاءَ الجمالُ على أفيائِها، وزهى
على الروابي، فمفتون وفتان
***
يكاد ينساب عَرفا من مرابعها
و تنثني منه روضاتٌ ووِديان
***
كم جئتها والضحى من فوق مفرقها
تقول: إن جنان الخلد لبنان
***
رست بها شامخات المجد من قدم
فما (ثبير)، وما (رضوى) و(ثهلان)!
***
واستوطنت من ذرى التاريخ أرفعها
من عهد كنعان، والأزمان أزمان
***
وطال منها بعدنان طوائلها
يوم الفخار، وأرسى المجد قحطان
***
حتى غدت بجلال الضاد مشرقة
يزهو بها منه إنجيل وقرآن!
***
إن يذكر الضاد، أو تشمخ فواتنه
فإنه بذرى لبنان مفتان
***
كم أصيد مدره، منها وباقعة
كأنه لجلال الضاد عنوان
***
وعبقري تكاد الشهب تحسده
وألمعي له من عزه شان
***
لله لبنان ما أسمى شمائله
لو أنصف الدهر، منه سال عقيان
***
تاريخه في الليالي، لا يماثله
إلا على مفرق الفيحاء سلطان
***
أم الشآم دمشق منذ أولها
فالشام فرق له لبنان تيجان
***
تعاورتها الليالي في تقلبها
وجاس أرباعها ترك ورومان
***
حتى اطمأنت لسحر الضاد، وائتلقت
بها القوافي، فـ(حسان) و(مطران)
***
وآزرتها على الجلى غطارفة
من جلّق، وازدهى لبنان حوران
***
من كل أبلج في عرنينه شمم
واري الزنادين مطعام ومطعان
***
مثل الأسود الضواري في تقحّمها
إذا دعتهم إلى العلياء أوطان
***
لا يعبأون أجدَّ الناس أم هزلوا
ولا يراع لهم في البأس جيران
***
ولا يقعقع يوما بالشنان لهم
ولا يروعهم بطش وعدوان
***
ولا يهولهم الأعداء لو كثروا
ولا يفرقهم جور وطغيان
***
تلكم شمائل لبنان ونخوته
ولن يغيره طاغ وخوَّان
***
أبناءَ لبنان.. يا أسد العرين إذا
ما جلجل الخطب، والأيام نيران
***
ومن هم أبدًا في كل ملحمةٍ
صيد صناديد، وثَّابون فرسان
***
مالي أراكم تناديتم لمعترك
يخطه لكم باغ وشيطان
***
عرفتم خطط الغاوين من قدم
فكيف يعروكم وَهْمٌ ونسيان!!
***
بالأمس شارون قد أورى اللظى بكم
واحتل بيضتكم والغرب أعوان!
***
واليوم (أنتنُ) منه في ضراوته
آتٍ إليكم، وللعدوان طوفان!
***
فكيف بالله تسليم السلاح وقد
خفَّت إليكم ثعابينٌ وذؤبان
***
بأي منطقِ حق تسحبون إذًا
سلاحَ إخوانكم، والأمر عدوان
***
وما الذي بعد هذا غير قاصمة
يعيا اللبيب بها والمجد والشان
***
أعيذكم يا بني لبنان من شَرَكٍ
يحيكه ضدكم بغي وطغيان
***
فما يريد الأعادي غير قمعكم
طُرًّا، وقد لاح إبان وإبان
***
الله الله في ذاك السلاح، فإن
سلمتموه، فأنتم بعدُ قطعان!
***
لسوف ترمون في سوق النخاسة يا
قومي، كأنكم للقوم عبدان
***
بالله شدُّوا الأيادي دونَ موطنكم
فإنما خدع الأعداء أدران
***
واستصغروا في هوى العلياء نار لظى
ولو تلَّظت بها بيد وخلجان!
***
ولاتراعوا بتهويل العداة لكم
فإنما كل ذا التهويل خزيان
***
حذارِ.. أن تسحبوا منكم سلاحكم
فمالكم أبدًا من بعدِه شان
***
فسوف يرتكب الأعداء محرقة
بكم، وما لكم من بعدُ أوطان
***
في كل يوم نرى صهيون سادرةً
في غَيّها، وجميع الغرب أعوان
***
لا يأبه الغرب إلا للقوي، ولا
يُبدي احتراما لمن يعروه خذلان
***
سيان في الغرب - ياقومي - طوائفكم
أكان مارون أم قد كان مروان؟
***
مافيهم أبدًا رحمى لطائفة
من يوم ماجاء غازيهم ومذ كانوا
***
إني على ثقة منكم بوعيكم
وقد تبين برهان وبرهان
***
فلا تظنُّوا بنا إلا مَعزَّتكم
والحقُّ يشهد، والتاريخ ديَّان
٢٢ صفر ١٤٤٧هج - 16 أغسطس 2025م - مسقط / سلطنة عمان
************
مهداة إلى كل الأشقاء في لبنان.. وإلى كل اللبنانيين.