د/علي بن حمد بن عبدالله المسلمي
aha. 1970@hotmail.com
تبنت رؤية "عُمان 2040م" النهج التشاركي من خلال مشاركة كافة قطاعات المجتمع في صياغة رؤيتها؛ من أجل تحقيق أهداف مستدامة في التنمية بمفهومها الشامل، ومن ضمن هذه القطاعات وزارة التربية والتعليم التي تهدف إلى تعزيز الشراكة المجتمعية بين المدرسة والمجتمع المحلي ومختلف الجهات الحكومية والخاصة؛ من خلال تفعيل دور مجالس أولياء الأمور، وتنمية الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية، وتوفير فرص للتعاون بين المدرسة والمجتمع في مختلف المجالات التعليمية والتربوية والرياضية.
وفي هذا الإطار تم تدشين الاتحاد المدرسي للرياضة المدرسية عام ٢٠١٦م.
ومن ضمن أهدافه: اكتشاف ورعاية المواهب الطلابية الرياضية في المدارس؛ من خلال تنظيم المسابقات والبطولات واختبارات القدرات الرياضية، وكذلك توثيق العلاقة مع القطاع الخاص من خلال دعم الأنشطة الرياضية بالمدارس، ويكون ذلك عن طريق المسؤولية الاجتماعية للشركات، وأيضا الجهات ذات الصلة مثل: الاتحادات ومن ضمنها الاتحاد العماني لكرة القدم.
وفي ضوء رؤية ورسالة الاتحاد العماني لكرة القدم لأداء رسالتها المجتمعية، وتمكين المجتمع لتحقيق العوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجال الرياضي.
وأيضا في ظل الإدارة الجديدة التي تم انتخابها حديثا برئاسة السيد سليمان بن حمود البوسعيدي، والتي باركها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والتي لديها رؤية تسعى من خلالها إلى تطوير كرة القدم في سلطنة عمان.
وفي إطار سعي الاتحاد المدرسي للرياضة المدرسية إلى النهوض بها، ونشر ثقافتها، وتوفير فرص ملائمة لممارستها، ودعم الأنشطة الرياضية وتضمينها في المناهج والخطط والبرامج الدراسية في مختلف مدارس التعليم الأساسي وما بعده؛ لاكتشاف ورعاية الموهوبين رياضيًا من الطلبة، إلا أن هذا الأمر لا يخلو من التحديات، ومن ضمن هذه التحديات: عدم وجود الملاعب المعشبة في مدارس الذكور، والصالات المغلقة لمدارس الإناث وقلة عدد الحصص المخصصة للطلبة في الرياضة المدرسية وكذلك كثافة عدد الحصص الدراسية لدى معلمي الرياضة المدرسية و ضعف الموارد المادية المخصصة للرياضة المدرسية وكذلك ضعف شبكة الإنترنت التي يستفاد منها في الدروس التطبيقية وتدني الاهتمام بالطلبة الموهوبين.
وهذا لا يتأتى له إلا من خلال تعزيز الشراكة المجتمعية بينه وبين المؤسسات الحكومية والخاصة والاتحادات الرياضية، وعلى وجه الخصوص الاتحاد العماني لكرة القدم؛ من أجل رعاية الطلبة الموهوبين وصقل مواهبهم.
ومن أجل ذلك لا بد من وضع رؤية ورسالة مشتركة يتم الانطلاق منها لرعاية الموهوبين في المجال الرياضي في كرة القدم بداية من الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، وحتى ما بعد التعليم المدرسي وتضمينها في الخطط المدرسية، والمناهج والبرامج المنفذة للرياضة المدرسية.
ونظرًا لضعف البنية التحتية في المدارس في المجال الرياضي؛ بسبب الطبيعة الجغرافية للسلطنة الممتدة، وحاجة هذه المدارس الملحة للمرافق الرياضية، إلا أنه يمكن تعزيز الشراكة في هذا الجانب؛ من خلال استثمار الاتحاد العماني لهذه المرافق وتطويرها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وهذا لا يقلل من الجهود المبذولة من قبلها بما يعود بالنفع على الطرفين ماديا ومعنويا وفق مدخلات ومخرجات النظام التربوي.
وأيضا يمكن الاستفادة من الأندية الرياضية، والملاعب الأهلية؛ لتعزيز الشراكة المجتمعية بينها وبين الاتحاد المدرسي في ظل انتشار مجموعة كبيرة من هذه الملاعب في المدن، والقرى، والسهل، والجبل، والوادي.
ويكون ذلك بالتنسيق مع مجلس الإدارة، ووضع خطة مشتركة لتنفيذ البرامج الرياضية من قبل المدارس، ويكون ذلك وفق الخطط والبرامج الموضوعة من قبل وزارة التربية والتعليم لرعاية الطلبة الموهوبين.
وكذلك يمكن الاستفادة في هذا الجانب من خلال المؤسسات الخاصة في مجال المسؤولية المجتمعية التي تقدمها للمجتمع المحلي، ولا سيما أن بنك مسقط يقوم بدعم الفرق الأهلية في إنشاء وتطوير الملاعب القائمة في مختلف محافظات السلطنة، وقطع شوطا كبيرا في هذا الجانب.
إن تبني مبادرات هادفة، وتعزيز الشراكة في رعاية الموهوبين في المجال الرياضي، وخاصة كرة القدم، لا شك أنه يعود بالنفع على السلطنة في ظل الاهتمام العالمي بهذه اللعبة الشعبية.