مسقط- الرؤية
أنهت وزارة التربية والتعليم ممثلةً بالمديرية العامة لتقنية المعلومات "دائرة الدعم الفني وإدارة الأجهزة"، مشروع توزيع الطابعات ثلاثية الأبعاد (المرحلة الأولى)، الذي استهدف "ثلاثمائة وتسعًا وثلاثين" مدرسة ذوات الصف العاشر بمختلف المديريات التعليمية بالمحافظات، بمشاركة المديرية العامة لتطوير المناهج، والمديرية العامة للإشراف التربوي، والمديرية العامة للمشاريع والخدمات، ومكتب إدارة مشاريع تقنية المعلومات، وبدعم من شركة تنمية نفط عُمان، وشركة السوادي للطاقة، وشركة أس أم أن باور القابضة، وبنك عمان العربي.
المشروع
يتضمن المشروع توفير طابعات ثلاثية الأبعاد للمدارس الحكومية، التي تتضمن الصف العاشر بعدد (640) مدرسة، المطبقة لوحدة النمذجة ثلاثية الأبعاد لمنهج مادة تقنية المعلومات، بواقع طابعة إلى طابعتين لكل مدرسة حسب الكثافة الطلابية، وعدد مختبرات الحاسوب في المدرسة؛ بالإضافة إلى توفير مادة الطباعة، حيث ستتيح هذه الطابعات للطلبة استخدامها لطباعة نماذج متنوعة أثناء تدريس مادة تقنية المعلومات.
المرحلة الأولى
تم تنفيذ المرحلة الأولى خلال ثلاثة الأشهر الماضية من السنة الحالية، حيث تضمن التنفيذ، استلام الطابعات ثلاثية الأبعاد من الشركة الموردة، وتوزيعها على المدارس المستهدفة بالمرحلة، وتدريب مشرفي، ومشرفات، ومعلمي، ومعلمات مادة تقنية المعلومات، وفنيي، وفنيات دعم أجهزة مدرسية، ومكتبية على تركيب، وتشغيل، واستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد.
الأهداف
يهدف المشروع إلى تعريف الطلبة بتقنية الطابعات ثلاثية الأبعاد، وأهميتها في الاقتصاد المحلي والعالمي في القرن الحالي؛ كونها تعد إحدى التقنيات الرئيسة بالمستقبل، وغرس القيم والمبادئ، وتنمية المهارات اللازمة لريادة الأعمال، والتكامل بين مادة تقنية المعلومات والمواد الدراسية الأخرى؛ لتنفيذ مشاريع طلابية تخدم المواد الدراسية، وأهمية توفير التقنيات الحديثة اللازمة لتطبيق سلاسل عالمية لمادة تقنية المعلومات، التي تعد ضمن أولويات، واهتمامات، وزارة التربية والتعليم.
آراء وتطلعات
وقال خاتم بن عبد الله المعمري، المدير المساعد لدائرة الدعم الفني، وإدارة الأجهزة بالمديرية العامة لتقنية المعلومات: تكمن أهمية مشروع توفير طابعات ثلاثية الأبعاد؛ لتمكين الطلبة وتهيئتهم للمستقبل من خلال تعريفهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، حيث يحرص المشروع على امتلاك الطلبة مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل: ريادة الأعمال، والابتكار، والتعامل مع معطيات التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز مهارات التفكير والبحث.
جوانب الاستفادة
وذكر معتصم بن حمود الناعبي مشرف مادة تقنية المعلومات بدائرة الإشراف التربوي، بوحدة تقنية المعلومات، بتعليمية محافظة جنوب الباطنة، قائلاً: هناك عدة جوانب للاستفادة من هذا المشروع أهمها: توظيف الوسائل التعليمية المرئية والملموسة؛ ليتمكن المعلم والطالب من قياس مدى إدراك المهارات والمعارف، وتحويل المشروع إلى مشاريع وأفكار تخدم المادة والمدرسة بواسطة الوسائل التعليمية لبقية المواد، وصناعة الأدوات التي تُساعد على الابتكار دون تكلفة عالية.
خطوة جوهرية
وقالت عبير بنت سالم المعولية، مشرفة تقنية معلومات، بدائرة الاشراف التربوي بوحدة تقنية المعلومات، بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: الطابعات ثلاثية الأبعاد أداة تعليمية مهمة في المدارس، حيث توفر للطلبة تجربة تعلم عملية وتفاعلية تُعزز الفهم والإبداع؛ لذا فإن توفرها لدعم منهج الصف العاشر "وحدة النمذجه ثلاثية الأبعاد"، تُعد خطوة جوهرية نحو تعزيز التعلم التفاعلي والإبداعي، وتمنح الطلبة فرصة تحويل أفكارهم إلى نماذج ملموسة؛ مما يُعزز الفهم العميق للمفاهيم الهندسية والتصميمية.
جهود الوزارة
وأشار إبراهيم بن حمود العويمري، معلم تقنية مادة تقنية المعلومات، بمدرسة عبدالله بن الحارث للتعليم الأساسي الصفوف (5ـــ 10) بولاية وادي المعاول بتعليمية محافظة جنوب الباطنة، قائلاً: أصبحت الطابعات ثلاثية الأبعاد جزءاً من التطور الرقمي المتسارع الذي نشهده، حيث ترتبط هذه التقنية ارتباطاً وثيقاً بمفاهيم مثل : الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، إذ نرى اليوم كيف يمكن دمج هذه الأدوات لابتكار حلول واقعية في مجالات متعددة، حيث نُعلِّم طلبتنا كيف يمكن توظيف الطابعة ثلاثية الأبعاد في الحياة اليومية، مثل: طباعة الأدوات التعليمية، والنماذج الهندسية، أو حتى قطع غيار بسيطة، ونُثمن عاليًا جهود وزارة التربية والتعليم في توفير هذه الطابعات في مدارسنا، لمواكبة مستجدات العصر؛ مما كان له أثر كبير في تعزيز العملية التعليمية التعلمية، وتزويد الطلبة بمهارات المستقبل التي تنسجم مع متطلبات التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة.
تحويل الأفكار
وتقول منيرة بنت محمد الحراصية، معلمة مادة تقنية المعلومات، بمدرسة نفيسة بنت أُمية للتعليم الأساسي الصفوف (10ـــ 12) بولاية بركاء بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: تُعد هذه الطابعات واحدة من أهم أدوات التعلم الحديثة، فهي ليست مجرد وسيلة للطباعة بل تجربة تعليمية متكاملة، تُنمي الإبداع، وتُساعد الطلبة على تحويل أفكارهم إلى مجسمات حقيقية، يمكن مشاهدة نتائجهم. وخلال وحدة النمذجة ثلاثية الأبعاد شاهدنا تفاعلاً جميلاً من الطالبات، حيث صممن باستخدام برنامج البلندر، وأبدعن في تحويله إلى نماذج ملموسة، ومع دخول الذكاء الاصطناعي، أصبح الطالب قادرًا على استخدام التقنية بطريقة ذكية وسهلة، تُعزز فهمه وتطور مهاراته.
مجال للإبداع
وتحدث الطالب الحارث بن هلال المعولي من الصف العاشر بمدرسة عبدالله بن الحارث للتعليم الأساسي الصفوف (5ـــ 10)، قائلاً: تجربة الطابعات ثلاثية الأبعاد من أفضل التجارب الدراسية، التي تُساعد على تطوير الدراسة من الجانب النظري إلى الجانب الحسي، وهذا من المتطلبات التي تحتاجها المدارس لتطوير الدراسة، وفتح المجال للطلبة للإبداع من خلال التطبيق العلمي، وأقترح تطوير هذه الطابعات بحيث تستطيع طباعة أكثر من لون، وتوفير ألوان من خيط الطباعة "الفلمنت" أو المادة التي يُطبع بها.
واقع ملموس
وقالت الطالبة عبير بنت أحمد الناعبية، من الصف العاشر بمدرسة نفيسة بنت أُمية للتعليم الأساسي الصفوف (10ـــ 12): وحدة النمذجه ثلاثية الأبعاد، علمتنا جانب من جوانب التقنية الجديدة التي سيكون لها مستقبل باهر، تعتمد عليها الصناعات، حيث تعلمنا تصميم مجسمات، وتشكيلها، وتصديرها، وطباعتها، كذلك أتاحت لنا رؤية الأعمال، والتصاميم التي عملنا على تشغيلها، وتصميمها في واقع ملموس، وهي تقنية صديقة للبيئة، يكمن الاستفادة منها دون أضرار، كذلك استفدت منها في تعلم التصميم، وتطوير مهارتي، حيث رأيت المجسمات تُطبع أمام عيني، وأرى توفير مادة الطباعة بكافة الألوان لتبدو المجسمات واقعية أكثر.