نيابة عن جلالة السلطان.. السيد فهد يترأس وفد السلطنة في المؤتمر

السيد فهد: عُمان تؤكد العزم على مواصلة الجهود الخليجية المشتركة في جميع مجالات التعاون

 

◄ "إعلان الكويت" يُرحِّب بجهود سلطنة عُمان لإحياء العملية السياسية في اليمن

◄ "القمة الخليجية" تطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي وتهجير السكان في غزة

◄ تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

◄ إدانة استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.. وتحذير من توسع رقعة الصراع

◄ تأكيد النهج السلمي لدول الخليج وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات

 

 

الكويت- مدرين المكتومية- العُمانية

 

نيابةً عن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- ترأس صاحبُ السُّمو السّيد فهد بن محمود آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وفد سلطنة عُمان في مؤتمر القمة الخامس والأربعين للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عُقِد أمس في قصر بيان بدولة الكويت الشقيقة.

وألقى صاحب السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى بدول المجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقال: "يُجسّد مجلس التعاون تجسيدًا مشرّفًا لوحدة الصف ومثالًا مشرقًا لقوة الاتحاد والتلاحم والتكامل، وانعكاسًا دقيقًا لإيماننا الراسخ بضرورة تعزيز وتوحيد العمل الخليجي المشترك، من أجل مواكبة التحديات الناجمة عن تسارع الأحداث الإقليمية والدولية وانعكاساتها والارتقاء بمجالات التعاون نحو آفاق أوسع تلبّي تطلعات شعوبنا". وأضاف سموه أنه منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي ولا يزال شامخًا في وحدته، ثابتًا في مواقفه، صلبًا في إرادته، صامدًا في سعيه لإرساء دعائم من الأمن والسلم الدوليين. وأكّد سموه على ثبات مجلس التعاون الخليجي على موقفه التاريخي المساند للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة، ونيل حقوقه السياسية كافة، وإقامة دولته المستقلة على أرضه في حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للمرجعيات والقرارات الدولية.

وقد ألقى صاحبُ السُّمو السّيد فهد بن محمود آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء كلمة، وقال "يطيب لي أن أعرب لكم عن تحيات جلالة السلطان وتمنياته الطيبة لهذه القمة بالنجاح والتوفيق، كما يسعدنا أن نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن خالص التهاني لصاحب السمو الشيخ أمير دولة الكويت الشقيقة على تولي رئاسة أعمال الدورة الحالية للمجلس الأعلى، معربين عن تقديرنا لحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، مع تمنياتنا لأعمال الدورة الحالية للمجلس بالتوفيق والسداد، ولا يفوتنا هنا التعبير عن الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ أمير دولة قطر الشقيقة على الإدارة المتميزة والموفقة للدورة 44 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس لدول الخليج العربية". وأضاف سموه: "إن انعقاد هذه اللقاءات بانتظام يزيد التلاحم بين أبناء دول مجلس التعاون، ويعزز من مكانة المجلس في المجتمع الدولي، وقدرته على معالجة التحديات المشتركة وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لدوله كافة، وإننا في سلطنة عُمان لنؤكد العزم على مواصلة الجهود المشتركة في جميع مجالات التعاون، وصولًا لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتنا والتفاعل الإيجابي مع القضايا الراهنة".

وقال معالي جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن المجلس يُطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بفعل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة، التي امتدّت آثارها إلى لبنان مما أدى إلى تصعيد عسكري خطير.

وناقش مؤتمر القمة الخليجية عددًا من القضايا الاستراتيجية، منها قضايا الأمن الإقليمي، وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي، وآليات تطوير السوق الخليجية المشتركة، وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، إضافة إلى مشروعات الربط البيئي والطاقة وكذلك ملفات سياسية، منها مستجدات الوضع في فلسطين والجمهورية اللبنانية والأوضاع في اليمن والقضايا العالقة في العراق، والعلاقات مع القوى الإقليمية والدولية.

وسعت القمة الخليجية إلى الخروج بقرارات تخدم الأهداف الاستراتيجية لمجلس التعاون والدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك إلى آفاق جديدة وتأكيد الالتزام لدول الأعضاء بتحقيق التكامل بما يضمن تعزيز مكانة دوله على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات ورسم ملامح مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا والتنسيق المكثف واتخاذ مواقف موحدة.

إلى ذلك، عاد إلى البلاد مساء أمس صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بعد أن ترأس وفد سلطنة عُمان في اجتماعات مؤتمر القمة الـ 45 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدولة الكويت الشقيقة. وعقب اختتام أعمال المؤتمر، بعث صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد برقيات للقيادة في دولة الكويت، ضمنها سموه الشكر والتقدير لما لقيه والوفد المرافق من حسن استقبال وضيافة.

البيان الختامي

وطالب البيان الختامي للقمة- الذي حمل اسم "إعلان الكويت"- بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي في قطاع غزة، وتهجير السكان، وتدمير المنشآت المدنية والبنية التحتية، بما فيها المنشآت الصحية والمدارس ودور العبادة، في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كما طالب المجلس بالتدخل لحماية المدنيين ووقف الحرب ورعاية مفاوضات جادة للتوصل إلى حلول مستدامة، مؤكداً مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

ورحب القادة بقرارات القمة العربية الإسلامية غير العادية، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في 11 نوفمبر الماضي، لتعزيز التحرك الدولي لوقف الحرب على غزة وتحقيق السلام الدائم والشامل وتنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، وبالجهود المباركة في حشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطين وقيادة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، كما أشادوا بالجهود المقدرة لدولة قطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين.

وأدان قادة دول مجلس التعاون إستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وحذروا من مغبة استمراره وتوسع رقعة الصراع؛ مما سيؤدي إلى عواقب وخيمة على شعوب المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين.

ورحب المجلس الأعلى باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، وتطلع لأن يكون ذلك خطوة نحو وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم، وعبّر القادة عن التضامن التام مع الشعب اللبناني الشقيق، مستذكرين جهود دولة الكويت ومبادرة مجلس التعاون بشأن لبنان، ودعوا الأشقاء في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العُليا، والتأكيد على المسار السياسي لحل الخلافات بين المكونات اللبنانية وعلى تعزيز دور لبنان التاريخي في الحفاظ على الأمن القومي العربي والثقافة العربية، وعلى علاقاته الأخوية الراسخة مع دول مجلس التعاون.

ورحب القادة باستمرار الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان مع كافة الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية.

وأكد القادة على النهج السلمي لدول المجلس وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل كافة الخلافات في المنطقة وخارجها وفقاً لمقتضيات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية واستقلالها السياسي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.

وأشاد القادة- في البيان الختامي- بالدور المتنامي لدول المجلس في التصدي للتحديات السياسية والأمنية والإقتصادية في هذه المنطقة وخارجها، ومساهمتها في حل القضايا التي تهدد السلام والأمن والاستقرار، وتعزيز الحوار الدولي والتواصل بين الشعوب، والشراكات الإستراتيجية المثمرة مع الدول والمجموعات الأخرى، والتأكيد على أهمية متابعة ما صدر من قرارات عن القمم والإجتماعات الوزارية التي عقدت في هذا الإطار، لضمان التنفيذ الكامل لتلك القرارات وفق جداول زمنية محددة، وتعظيم الفوائد المرجوة منها وفق أسس عملية مدروسة.

ووجه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، بتكثيف الجهود لترسيخ هذا الدور وتعزيز مكانة المنطقة كمركز دولي للأعمال والاقتصاد، واستمرار الجهود الرامية للتنوع الإقتصادي المستدام، وتحقيق الإستقرار في أسواق الطاقة، والتعامل الناجح مع التغير المناخي، كما وجه القادة بأهمية التنفيذ الكامل والسريع لما تم الاتفاق عليه من قرارات في إطار مجلس التعاون بما يحقق مصالح مواطني دول المجلس وتطلعاتهم.

وأبدى القادة حرصهم على استمرار دول المجلس في تمكين المرأة الخليجية في كافة المجالات، وتعزيز الدور الأساسي للشباب في دول المجلس، وأهمية دور الجامعات ومراكز الأبحاث والمفكرين وقادة الرأي في الحفاظ على الهوية والموروث الخليجي والثقافة العربية الأصيلة ومنظومة القيم الإسلامية السامية، ومبادئ الحوكمة الرشيدة، مؤكدين دور مؤسسات مجلس التعاون في تحقيق هذه الأهداف.

وفي إطار سعي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتحقيق التنويع الاقتصادي والانتقال إلى نموذج اقتصادي مستدام ومبتكر، شدد قادة دول المجلس على الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الرقمي باعتباره ركيزة رئيسية تدعم مستقبل التنمية في المنطقة، وأكدوا أن الاقتصاد الرقمي يمثل فرصة تاريخية لتعزيز النمو الاقتصادي، وتحقيق التكامل بين دول المجلس.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة