توصيات بإنشاء مركز متخصص في توثيق الرواية الشفوية بختام "المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي"

 

 

◄ الحث على دعم تنفيذ أبحاث ودراسات في منهجيات وتقنيات توثيق الرواية الشفوية

◄ التأكيد على أهمية استثمار الوثائق الشفوية في دعم الصناعات الإبداعية

◄ تعزيز برامج التبادل الأكاديمي ونقل الخبرات بين المؤسسات البحثية العربية

 

الرؤية- مدرين المكتومية

أوصى المُؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي "المفهوم والتجربة عربيا" بنشر البحوث والتجارب العلمية التي قُدمت بالمؤتمر في سلسلة البحوث والدراسات التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن،  والعمل على  دعم إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات المعمقة في المنهجيات والتقنيات اللازمة في توثيق الرواية الشفوية، واستمرارية إقامة المؤتمرات الدولية وإبراز أهمية توثيق التاريخ الشفوي، والعمل على استثمار موضوعات ومنهجيات التاريخ الشفوي في تمكين ثقافة التاريخ الشفوي من خلال إدخاله في الدراسات الجامعية المخصصة في الإنسانيات وفي المناهج الدراسية في التعليم العام.

كما أوصى المؤتمر في ختام أعماله أمس الأربعاء بإنشاء مركز متخصص في التاريخ الشفوي يتضمن برامج تدريبية لرفد مجال التاريخ الشفوي بالكوادر المؤهلة وتطوير المهارات والقدرات، والعمل على تعزيز جهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن وتطويرها لتشمل جهات عربية أخرى، وإصدار دليل علمي للتقنيات والمهارات اللازمة للتاريخ الشفوي، الى جانب تعزيز برامج التبادل الأكاديمي والتعاون ونقل الخبرات والمعرفة وإنشاء شراكات بين المؤسسات البحثية في العالم العربي، والعمل على استثمار الوثائق الشفوية في دعم الصناعات الإبداعية ونشر الأفلام الوثائقية في التاريخ الشفوي، والانفتاح على التكنولوجية الرقمية في التاريخ الشفوي وتطوير المنصات الرقمية واستخدام أدوات التحليل الرقمي في كل مراحل التاريخ الشفوي.

وتضمن اليوم الختامي كلمة للمشاركين، قدمها الأستاذ الدكتور مأمون وجيه قال فيها: "أقول للباحثين المشاركين وقد جاؤوا من كل حدب وصوب من الشرق والغرب لقد أسعدتمونا بدراساتكم وبحوثكم في أعمال هذا المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام متواصلة نطقت فيها بحوثكم بلسان التاريخ وضميره وهو يراجع أوراقه وسجلاته ليستدرك ما سقط من أحداثه ويلتقط ما دفن من مروياته إنصافا لسجل الحقائق والوقائع والمرويات، فلأمثالكم يكون الشكر، وبكم ينعقد الفخر، وقديما قالوا: ما الفخر إلا بأهل العلم إنهم .. على الهدي لمن استهدي أدلاء".

وتناول اليوم الختامي للمؤتمر عددا من الأبحاث والعروض، ومن بينها بحث بعنوان "التاريخ الشفوي كمصدر معلومات في الدراسات التاريخية مع وضع نموذج لاستحداث برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في جامعة دمشق" قدمه الأستاذ الدكتور عيسى العسافين أستاذ علم المكتبات والمعلومات ورئيس جمعية المكتبات والثوائق السورية بجامعة دمشق بالجمهورية العربية السورية.

وقال العسافين: "إن الهدف هو التعرف على أبرز الصعوبات والمعوقات التي تعرقل استخدام التاريخ الشفوي في قسم التاريخ بجامعة دمشق، وبالتالي تقديم صورة واقعية للمسؤولين في جامعة دمشق عن مدى استخدام التاريخ الشفوي في العملية التعليمية والتخطيط لاستحداث برامج ماجستير تأهيل وتخصص في التاريخ الشفوي في جامعة دمشق، وقد وتركزت الدراسة حول أربعة محاور رئيسية هي: التاريخ الشفوي بين البحث عن الهوية وتأصيلها، ومدى استعمال التاريخ الشفوي كمصدر معلومات أثناء إلقاء المحاضرات، ومعايير وضوابط المقابلة الشخصية في الرواية الشفوية باعتبارها سند التاريخ الشفوي، وأخيرا وضع نموذج علمي لاستحداث برنامج تأهيل وتخصص في التاريخ الشفوي في جامعة دمشق".

واستعرضت الأستاذة الدكتورة أمل دكاك تجربة درجة الماجستير في التأهيل والتخصص في التراث الشعبي في جامعة دمشق، حيث هدفت  ورقة العمل البحثية إلى مناقشة تجربة قسم علم الاجتماع في رصد ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي في الحالات الاجتماعية والتراثية، وذلك من خلال اللقاءات الشفهية التي تشكل الأداة الأساسية لجمع المعلومات وتحليلها والحصول عليها، والنتائج ذات العلاقة.

كما تناولت ورقة العمل ثلاثة مواضيع أساسية تابعة للتراث الشعبي تشمل قضايا الأسرة وما تنطوي عليه من عادات وتقاليد وقيم تتعلق بالزواج والطلاق والاحتفالات والأفراح والأحزان، كما تتناول المهن اليدوية والتسويق والإنتاج، بالإضافة إلى القضايا الشعبية والثقافية وارتباطها بالأدب والشعر والفن الشعبي، وتختتم الورقة بملخص عام للنتائج ذات الصلة.

وقدم موسى الخوري مدير المشاريع بمؤسسة وثيقة وطن عرضا حول "إصدار مجلة عربية في التأريخ الشفوي.. تأليفا وترجمة"، حيث ركز في الورشة على ثلاث نقاط أساسية: الأولى حول الدور الذي تملؤه مجلة مختصة بالتأريخ الشفوي عربياً من حيث التعريف بالتأريخ الشفوي وتوطين المعارف ونقلها ونشر البحوث والترجمات ذات الصلة وإيجاد منبر للباحثين في هذا المجال، والثانية تتعلق بأهمية تبادل الخبرات والتجارب والإسهام في توحيد المنهجيات والمصطلحات، والثالثة تناقش المجالات والأبواب التي ستتناولها المجلة، خاصة أبواب الدراسات، والأبحاث المترجمة، والتعريف بمشاريع ومؤسسات التأريخ الشفوي في العالم العربي.

واشتمل اليوم الختامي على جلسة حول "الرؤى المستقبلية في التجربة العربية"، أدارتها المكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية، بمشاركة كل من: معالي الأستاذة الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية ومؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.

يشارإلى أن المؤتمر ناقش العديد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالتأريخ الشفوي عبر ثلاثة محاور رئيسية: المحور النظري وناقش مفهوم التأريخ الشفوي عربيًّا، والمحور العلمي وناقش التجارب العربية الإقليمية والعالمية  (المنهج والمنتج)، والمحور المستقبلي وناقش آفاق التجربة العربية في التأريخ الشفوي.

تعليق عبر الفيس بوك