محافظ مسقط يرعى افتتاح "الجلسات الحوارية" لتعزيز دور الشباب في التنمية والتطوير

 

 

◄ البوسعيدي: الشباب ثروة الوطن وأفكارهم تساهم في تحقيق الازدهار

◄ استعراض منهجية التخطيط العمراني والأماكن العامة النابضة بالحياة

◄ بحث الجهود البيئية للحد من التلوث وتعزيز الوعي المجتمعي

 مسقط- الرؤية

انطلقت أمس جلسات مسقط الحوارية التي نظمتها محافظة مسقط؛ استكمالًا لسلسلة اللقاءات والحوارات السابقة، وذلك تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، وبحضور سعادة رئيس بلدية مسقط، وعدد من الأعضاء المكرمين من مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وأصحاب السعادة الولاة، وأعضاء المجلس البلدي، وممثلي الجهات الحكومية، وعدد من أبناء مُحافظة مسقط.

ويأتي تنظيم هذه الجلسات ترجمةً للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الهادفة إلى تعزيز دور الشباب العُماني في التنمية والتطوير بما يتوافق مع رؤية عُمان 2040، وسعيًا لخلق شراكة مجتمعية فاعلة تتبنّى آراء الشباب وأفكارهم ومقترحاتهم وتطلعاتهم نحو مستقبلٍ أرحب.

وفي كلمته، تحدث معالي السيد محافظ مسقط حول أهمية إشراك الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم في خطط التنمية، باعتبارهم ثروة الوطن ومحركه الأساسي نحو التنمية والتطور والازدهار، مشيرا إلى أن هذه الجلسات تأتي لدعم وتعزيز الشباب والاستفادة من آرائهم البناءة ومقترحاتهم المثرية وأفكارهم النيرة، مع ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات كأحد صور التكامل بين دور الشباب والمؤسسات.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية مادةً فيلمية عن الحوارات السابقة المنبثقة من التوجيهات السامية، مركزةً على محاور الجلسات الحوارية الحالية الأربعة وهي أنسنة المدن وصناعة الترفيه، والتطوع البيئي، والفرص الاستثمارية، والتقنية والابتكار، وأهدافها المتمثلة في تحديد الفرص والتحديات وطرح الحلول والمقترحات التي سترفد الخطط التنموية الإستراتيجيّة لمحافظة مسقط وولاياتها، إضافةً إلى مادة فيلمية أخرى عن مقومات محافظة مسقط، وأبرز المشاريع المنجزة فيها والمقترحة.

وتبلور المحور الأول من الجلسات النقاشية حول موضوع أنسنة المدن وصناعة الترفيه؛ انطلاقًا من أن الأماكن العامة والمساحات المفتوحة التي تُعدّ متنفسًا للسكان في المدن العصرية، والتأكيد على ضرورة تطويرها وتحسينها وفق معايير تخطيطية متطورة، بحيث تصبح أماكن نابضة بالحياة وملبية لاحتياجات السكان.

واستعرضت د. حنان الجابرية المديرة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، منهجية التخطيط العمراني والتركيز على جودة الأماكن العامة من خلال خلق مدن صغيرة داخل المدن الكبيرة تهدف بشكل أساسي إلى تسهيل الوصول لجميع الخدمات بسهولة ويسر؛ الأمر الذي ينعكس أثره اقتصاديًّا نتيجة سهولة الوصول للعقارات المختلفة لتلبية احتياجات المستفيدين، بالإضافة إلى استعراض المدن المستقبلية التي تمثل أحد النماذج المعززة لموضوع أنسنة المدن، مثل: مدينة السُّلطان هيثم، ومسقط الكبرى، وصلالة الكبرى، ونزوى الكبرى، والتي تهدف إلى أن تكون شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، وذات جودة خدمات مرتفعة، وتعزز العلاقات الإنسانية داخل المجتمعات وتعزز صحة ورفاهية السكان.

كما أشارت الدكتورة حنان إلى مبادرة "الأماكن العامة النابضة بالحياة" التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية وجود الأماكن العامة والمساحات المفتوحة في الأحياء السكنية، وأنسنة المدن وفق نمط حياة مستدام، والتقليل من حدة الكتل الإسمنتية في المدن، والإسهام في التنوع الاقتصادي، والعمل على التكامل مع الجهات الأخرى المعنية، وتفعيل المبادرات المشتركة في توفير الأماكن العامة للسكان.

وتضمنت جلسات مسقط الحوارية في يومها الأول مناقشة محور التطوع البيئي، حيث أدار الجلسة إبراهيم السالمي مساعد نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة أومينفست للاتصالات المؤسسية، وقدمت من خلالها منار الريامية أخصائية جودة وخبيرة متحدثة من هيئة البيئة عرضًا حول مرتكزات التطوع البيئي، وأهمية إشراك الأفراد بالمجتمع في تبنّي هذه الثقافة، وأهم الأهداف والمنجزات والتجارب الوطنية في المجال البيئي، وتجارب دول الجوار، مع تحليل الوضع الحالي ومقومات ولايات محافظة مسقط.

وأشارت الريامية إلى أن رؤية عُمان 2040 تركز في مضامينها على إيجاد بيئة عناصرها مصانة وآمنة، وتكون نظمها متزنة وموارها متجددة، مؤكدة أن المسؤولية البيئية هي مسؤولية مشتركة ما بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة مع ضرورة إشراك المجتمع والأفراد في تبنّي القضايا البيئية، وتفعيل أدوارهم من خلال التطوع البيئي في المجالات المختلفة.

كما ناقشت الجلسة في محور التطوع البيئي الأهداف الوطنية القائمة على إيجاد أوساط بيئية ذات جودة عالية وخالية من التلوث، وإيجاد مصادر متجددة للطاقة مع ترشيد الاستهلاك ورفع سقف الوعي البيئي اللازم لتطبيق قواعد الاستهلاك والإنتاج المستدامين، إلى جانب الأهداف الوطنية التي تركز على تكوين اقتصاد أخضر يستجيب للاحتياجات الوطنية، وبيئة تحقق التوازن بين المتطلبات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والعمل بقواعد التنمية المستدامة.

كما تم استعراض المنجزات والتجارب الوطنية الناجحة حول التطوع البيئي، وما يحققه على مستوى دعم السياحة البيئية، وحماية البيئة والمرافق والممتلكات، مع التطرق إلى المقومات الوطنية التي من شأنها أن تحافظ على البيئة الطبيعية، وتعمل على استدامة العطاء الفردي في الجانب البيئي وتشجيع الابتكار.

وتستكمل جلسات مسقط الحوارية ستستكمل أعمالها الأربعاء لمناقشة محور الفرص الاستثمارية وأهمية تمكين بيئة رواد الأعمال للتنافسية وإيجاد الفرص الممكنة للاقتصاد وتوليد المشاريع، كما سيناقش ضمن الجلسات محور التقنية والابتكار، بهدف إبراز أهمية أدوار تكنولوجيات المعلومات والابتكار المعلوماتي عند تخطيط وتنفيذ المشاريع، مع استخراج الأفكار ومناقشة التحديات والفرص بالمحافظة من وجهة نظر الشباب المشاركين في جلسات المحاور.

يشار إلى أن محافظة مسقط تسعى من خلال هذه الجلسات إلى استقطاب المبادرات وبلورتها، من خلال إشراك فئات المجتمع المختلفة في مناقشة المشاريع ذات الأولوية لكل محور، والنظر في تنفيذها وفقًا للأولويات والموازنات المعتمدة.

تعليق عبر الفيس بوك