بحث تحديات الاستثمار في الأنشطة السياحية التراثية بمحافظة الداخلية

 

إزكي- ناصر العبري

نظمت محافظة الداخلية صباح أمس ملتقى "في ضيافة المحافظ" في نسخته الثانية، وذلك في حارة العين والسواد بقرية إمطي بولاية إزكي، بحضور سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية، وأصحاب السعادة الولاة وأعضاء مجلس الشورى، وعدد من أعضاء المجلس البلدي وعدد من أعيان الولاية، والإدارات المحلية بمحافظة الداخلية، بالإضافة إلى عدد من أبناء المحافظة المهتمين بالقطاع التراثي والسياحي.

وهدف اللقاء إلى تعزيز إيرادات القطاع السّياحي التراثي (الحارات)، وبحث أسباب عزوف الشركات للاستثمار في الحارات القديمة.

 وأشار سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري المحافظ إلى أن رؤية "عمان 2024" واستراتيجية التنمية العمرانية تسعى إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق الريفية والحضرية، ومواكبة متطلبات التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، واغتنام الفرص المتاحة لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية كأحد أولويات رؤية عمان 2040. وأكد سعادة الشيخ محافظ الداخلية أن المحافظة تزخر بالعديد من الحارات العمانية القديمة التي تروي بين حيطانها قصص كفاح أبناء هذه الحارات وإلى أهمية معرفة الأسباب التي تحد من إقبال المستثمرين لهذه الحارات بالرغم من قيمتها الاستثمارية والسياحية، بالإضافة إلى أهمية زرع الوعي والتثقيف بأهمية القرى التراثية.

واستعرض المختصون بوزراة التراث والسياحة الجهود التي تبذلها الوزارة في الحفاظ على الحارات القديمة، متمثلة في حصر وتوثيق الحارات القديمة وإعداد سجل خاص لها متضمنا الأهمية التاريخية والحضارية والاجتماعية والحالة المعمارية للحارات. اضافة إلى وضع خطة تشغيلية تجارية للحارات القديمة.

وأكد المختصون أن وزارة التراث والسياحة دشنت حتى الآن 16 دارسة توثيقية للحارات التاريخية، تحتوي على خطة ادارة التراث والسياحة من خلال تقييم البنى الأساسية للحارات مثل الخدمات والزراعة والري، كما تتضمن على المخاطر الإنشائية وحالة الحفظ والصون ويتضمن التوثيق أيضا على خطة تأهيل وتطوير وتشغيل الحارات.

يُشار إلى أن الوزارة حصرت ووثقت حتى الآن 320 حارة في محافظة الداخلية، بينها 50 حارة تاريخية بحالة انشائية ممتازة.

وشهد الملتقى تفاعلًا كبيرًا من أبناء المحافظة، ومناقشة المواضيع المختلفة المتعلقة بالحارات والقرى القديمة وتبادل الاقتراحات والأفكار والتجارب الناجحة من خلال المشاركة من مختلف الجهات الحكومية والأهلية، وأيضا دعوة الجهات المختصة من أجل المساهمة في الحفاظ على الحارات والقرى التراثية القديمة والاستمرار في توثيق الحارات وتكثيف حملات التوعية بأهمية الحارات القديمة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذه الحارات لما تمثله من إرث تراثي وحضاري وسياحي مستدام لجذب السياح سواء من الداخل أو الخارج. واطلع المسؤولون على أبرز التحديات التي تواجه أبناء المحافظة والتي تحد من النمو السياحي والاستثماري المنشود.

واختتم الملتقى بمناقشة جملة من التوصيات التي يعول عليها أن تسهم في وضع الخطط التنموية المستقبلية المختلفة وتعزيز الخدمات في الحارات القدمية في المحافظة لتكون موقع جذب سياحي بارزًا محليًا وإقليميًا. وأوصى الملتقى بضرورة الاستمرار في الرؤية الاستثمارية للقطاع السياحي التراثي في الحارات والقرى التراثية القديمة وجلب الاستثمارات الداخلية والخارجية لتنمية وإحياء هذه الحارات مع إعطاء الأولوية للشركات المحلية وتقديم كل التسهيلات اللازمة لذلك.

تعليق عبر الفيس بوك