شكراً.. والي العوابي

 

خالد بن سالم السيابي

 

سعادة الشيخ محمد بن أحمد بن حمودة والي العوابي جاء على عجالة، فلم تقر عيوننا وقلوبنا به حتى رحل سريعًا متوجهًا إلى ولاية وادي بني خالد واليا عليها.

أشهرٌ قليلةٌ اختصرت المسافات من سنين كثيرة جدباء ممحلة، تفتحت عيوننا بقدومه، فكانت إطلالته الأولى قصيدة عربية شامخة من أبناء البادية ارتقت سلم العزم على قمة جبل سوني ليكشف لنا عن مكنونات رجل عظيم، ومثقف بارع، وملهم فطن، وشخص أصيل بتوجهاته وأحكامه وقوانينه.

اختار نقطة لا أرقام بها لينطلق منها فما أن انطلق حتى قفز إلى رقم واحد بدون منازع، فاستلهم من الإخلاص أيقونة العمل، ومن التفاني خريطة للنجاح، ومن المستحيل شيئاً ممكناً أمام أنظار أبناء ولاية العوابي.

صور للوالي داخل المقال  (1).jpeg
 

خلال تسعة أشهر فقط جعل من ولاية العوابي محط أنظار الجميع، وجعلها في مقدمة ولايات المحافظة، فلن أحصي ما عمله، ولكنه سيخلد في ذاكرة أبنائها أجيالا وأجيالا على مر التاريخ.

الكتابات كلها في حقه ناقصة، وكلمات الشكر لن تتمكن من الشكر فكيف تشكر من إذا رأيته فقط ترى سهولة الوصول إلى الآفاق البعيدة التي ليس لها مدى، قدر كل شيء بميزان العدل والإنصاف والتيقن، فلم تُمل كفه على أخرى.

أراك تتركنا سريعًا، ولكن أشهراً قليلة عجز عنها الآخرون في أعمارهم الكاملة، هكذا هي الحياة تنقلٌ وارتحال، فقد خسرنا قائداً ملهما، والياً عادلاً، ورجلا مثقفا، ومخلصا ومتفانيا فهنيئا لكم يا أبناء ولاية وادي بني خالد كسبتم الكثير فسخروا له أنفسكم ستجدون منه الكثير وإني ناصح أمين لكم.

سيرة عطرة، تظل قابعة في ذاكرتنا، وشخصية عظيمة دخلت ولاية العوابي بكل الحب والتقدير، وتخرج منها بالحب والتقدير، فليت الزمان يعود لتكون معنا مجددا شكرًا أيها القائد، شكرا يا والي العوابي سابقا سعادة الشيخ محمد بن أحمد بن حمودة الجنيبي فصاحب الخير أينما حل نفع.

تعليق عبر الفيس بوك