أضواء منسية تعرفها ميرابيلا (1)

 

 

مُزنة المسافر

أيقظتني أليتشيه إيقاظاً ليس فيه رجعة إلى النوم اللذيذ.

 

أليتشيه: افيقي يا كيارا.

كيارا: ماذا يا أليتشيه.

أليتشيه: البريد!.

كيارا: ما به؟

أليتشيه: رسالة مهمة لك من مسرح ما.

 

كان حلماً صار حقيقة علي بلعها مثل حبات العنب التي يزرعها أبي في حقول الماركيز.

لقد رأيت الرسالة وفتحتها وكأني لم أر رسالة من قبل.

طلبت من أليتشيه أن تقرأها لأنني كنت ببساطة ارتجف.

ثم طلبت أن لا تكملها وأنني أود فقط أن أحضن الرسالة لأصدق بأم عيني ما يحدث.

 

لم أنم تلك الليلة، وفكرت في ألف طريقة اتحدث فيها مع أبي.

ثم الضيعة التي نحن فيها.

ولأن والدي بالطبع سيرفض، جمعت أغراضي ووضعتها في حقيبة جلدية صغيرة.

وخبأت نفسي في برميل كبير.

وطلبت من أليتشيه أن تأخذني بالعربة.

إلى البلدة.

 

 

 

 

كانت الخطة.

أن لا أودع أحداً أبداً.

لم أفكر في أمي التي وبخت أليتشيه كثيراً لاحقاً.

ولم أود أن أتحدث مع أبي حتى لا يخبر القرية بأكملها.

 

وصلت لمحطة القطار.

وكانت نشوة الذهاب للمدينة قد غمرتني.

وحملت حقيبتي الجلدية.

ووضعتها على كرسي القطار.

كنت بقبعة جميلة.

وفستان يناسب المدينة.

لونه لون الكرز.

 

ماذا سيحدث للضيعة حين أغيب.

ولا يراني أحد منهم.

وسط الكروم والشجر.

ومضي القطار.

وأنا ابتعد أكثر عن الضيعة والناس جميعها.

قلت لهم وداعاً في داخلي.

لكن زعجتني فكرة واحدة.

حين اخترق ذهني وفكري.

شئ واحد لم أتوقعه.

 

إن سأل ابن الماركيز جوليو عني.

 من سيجيبه؟

أين هي كيارا؟

لن تخبره أليتشيه أنني غائبة عنه للأبد.

لكن لماذا.

إنه دائماً يتأخر.

ويأتي معتذراً.

وانسى أنا لماذا تأخر.

 

كان يرى في عيني الجرأة.

وأنني أتبحلق في عينيه.

مراراً وتكرراً.

وأخبره عن قصص المشهورات.

والنجمات المعروفات.

وكان يضحك في وجهي.

معتقداً أنني أحلم.

لم يصدقني.

سيصدق الآن.

حين يرى أن كيارا ليست هنا.

بين الكروم والأغصان.

لا يعرف جوليو الأضواء.

والمسرح والخشبة.

ولا يدرك المسافات التي بيننا الآن.

وأنني لست بعائدة للضيعة.

أنا الآن في المدينة الكبيرة.

وسط المبتدئين.

والساهرين على النصوص.

والمنتظرين ساعات طويلة للفرصة.

 

وصدقوني لم تكن الفرصة يسيرة.

كانت عسيرة.

وصغيرة.

وصنعوا مني بادئ الأمر.

أضحوكة.

ولاحقاً لم احتمل.

أن أكون مهزلة.

وفي أول مأدبة.

ألقيت صحن المعكرونة على وجه مالك المسرح السمين للغاية.

 

حملت حاجياتي.

وبعدها بأيام قليلة.

ترك لي القدر.

رجلاً ستينياً اسمه ريكاردو.

كان مخرجاً مسرحياً متواضعاً.

لكنه أشعرني بشعاع نفسي الجديدة.

وغير اسمي من كيارا.

إلى ميرابيلا.

 

قال لي ريكاردو: أنت ميرابيلا المذهلة.

 

وسمعته يصفق لي بحرارة لأول مرة.

وأعجبني تصفيقه وأردت أن تعتاد أذناي على التصفيق.

 

وصرت أكرر اسمي وأصفق لنفسي كثيراً.

حتى أحب النجومية.

وشعرت أنني نجمة شعشاعة لماعة.

لابد أن يراها الجميع.

تعليق عبر الفيس بوك