مواطنون يؤكدون الدور المؤثر لهبطات العيد اجتماعيا واقتصاديا

"هبطة العيد".. موروث حضاري وحراك اقتصادي يبحث عن التطوير والحداثة

◄المعمري: الهبطة جزء من تراثنا وثقافتنا

◄ الرواحي: المنتجات المعروضة تناسب جميع فئات المجتمع

◄ الفارسي: هبطة العيد وسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية

◄ الخوالدي: تطوير الهبطات يساهم في زيادة الحركة التجارية

◄ العبري: سوق الماشية أكثر ما يميز هبطة العيد

◄ الهنائي: يجب تطوير هبطات العيد لتستوعب جميع المنتجات

الرؤية- محمد الفارسي- هيثم الصبحي

 

يؤكد عدد من المواطنين أن هبطة العيد تعد من الموروثات والعادات الاجتماعية العمانية التي يحرص العمانيون على إقامتها قبل أيام العيد، باعتبارها سوقا تجاريا تنعش حركة البيع والشراء، بالإضافة إلى استعراض المنتجات العمانية المحلية، إذ يفد إليها السكان من مختلف الأماكن للتسوق وشراء مستلزمات الأعياد مثل الأضاحي والمنتجات الغذائية والألعاب وغير ذلك من مستلزمات العيد.

ويقول راشد المعمري من ولاية السويق، إن يوم هبطة العيد يعد حدثا اقتصاديا تنتعش فيه أزقة وساحات السوق بالحياة والنشاط، حيث يتم إعداد بسطات خاصة لبيع المواشي والأغراض المختلفة المرتبطة بالعيد، ويتوافد الناس لشراء أضاحيهم من الأبقار والأغنام، بالإضافة إلى الأغراض المنزلية والملابس التقليدية والحلويات والعطور وغيرها من المنتجات، مضيفا: "لا يقتصر دور هبطة العيد على البيع والتجارة فحسب، بل تشكل فرصةً للتواصل والتلاقي بين الأهالي والأصدقاء والأقارب لتبادل التهاني والتحايا، الأمر الذي يزيد من المودة بين الناس، كما أن هبطة العيد جزء من تراثنا العماني وتعكس روح المجتمع وترابطه، وهي فرصةٌ للاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها وتوفير احتياجات العيد بأسعار مناسبة".

ويرى سلطان الرواحي من ولاية سمائل، أن هبطة سرور بولاية سمائل تمثل بعدًا ثقافيا واقتصاديًا، حيث يحرص أهالي القرية في السادس من ذي الحجة على إقامة الهبطة التي تحتفظ بنفس الملامح القديمة، كما أن مشهد توافد السكان على الهبطة يؤكد صدق التلاحم المجتمعي والحفاظ على الإرث العماني، مبينا أن الهبطة تتنوع فيها المنتجات المعروضة والتي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية.

ويشير هود الفارسي إلى أنه عندما يقترب موعد هبطة العيد يتزين السوق بالألوان وعرض المنتجات وتعلو أصوات الباعة ويتبادل الجميع الأحاديث الودية، ويجتمع الأهلي في هبطة العيد بحماس أملا في شراء ما يريده من منتجات أو أضاحي أو أغراض منزلية، موضحا: "تتلاقى في هذا السوق مشاعر الفرح والترقب والأمل، حيث يتسابق الجميع لاختيار أفضل الأشياء وأجملها وتجد الأطفال يتجولون بين الأكشاك بابتسامات، والرجال يتبادلون النصائح والتجارب في اختيار المواشي لأضاحي يوم العيد، وتتجلى مشاعر البساطة والتواضع والترابط الاجتماعي، فالحديث ليس فقط عن الأغراض المادية بل يكثر الأحاديث التي تعزز العلاقات الاجتماعية".

ويقول عبد الله الرواحي من ولاية بدبد: "أرى أنه من المهم المحافظة على إقامة مثل هذه الهبطات حسب التواريخ المتعارف عليها، إذ إنها تلقى إقبالا من قبل مختلف فئات المجتمع، حتى تعتبر أسواقا لشراء مختلف المنتجات بأسعار في متناول الجميع مقارنة بالوقت الحاضر، لكن في الوقت الحاضر أصبح الإقبال على الهبطات أقل من السنوات الماضية نظرا لانتشار الأسواق والمحلات التجارية التي تعرض نفس المنتجات التي تعرض في الهبطات، بالإضافة إلى انشغال الناس في أعمالهم وشؤون حياتهم".

ويلفت أحمد الخوالدي من ولاية الخابورة، إلى أن سوق الهبطة بالولاية كان عشوائيا وغير منظم في السابق، لكن السنوات الأخيرة شهدت تغيير مكان الهبطة في مكان خصصته البلدية، إذ إن تطوير الهبطات يساهم في انتعاش الحركة التجارية".

ويعتبر حمد العبري عضو المجلس البلدي بولاية الحمراء، أن هبطة العيد من الموروثات الشعبية القديمة، مضيفا: "ما يميز الهبطات هو سوق الماشية حيث يكون له طابع مخصص في عرض الأغنام والأبقار المحلية، وهو فرصة للأهالي لشراء الأضاحي".

من جهته، يلفت أحمد الهنائى إلى أن هبطات العيد تحتاج إلى عناية وتطوير وتنظيم، لأن سوء التنظيم يؤدي إلى عزف الشباب عن الذهاب إلى هبطة العيد، مقترحا تخصيص مكان ملائم وتنويع المناشط الموجودة في الهبطة من حيث إضافة أماكن لبيع المنتجات الفخارية التقليدية والفضيات ومكان لبيع الفواكه الموسمية وغير ذلك، مما يلبي احتياجات السكان.

ويقول عبد الله الرواحي: "بإمكاننا أن نعيد مكانة وأهمية الهبطات ونعمل على تطوير الفكرة من خلال استثمار مكان إقامة الهبطة وتطويره وتوفير بعض الخدمات وخلق بيئة جاذبة للصغار والكبار، وفي العادة كانت هبطات العيد تحت الأشجار والنخيل، والآن بإمكاننا إقامة بعض الأشكاك لتستوعب أصحاب المنتجات وتضمن وجود قوة شرائية تعود بالفائدة على البائع والمشتري، بالإضافة إلى تطويرها معمارية تناسب حداثة الحاضر وعراقة الماضي، وتوفير الخدمات الأساسية للبائع والمشتري.

تعليق عبر الفيس بوك