وداعًا عادل الخروصي

 

خالد بن سالم السيابي

فقدت محافظة جنوب الباطنة واحدًا من أبنائها البررة، حيث غيَّب الموت الأستاذ عادل بن سعيد بن سليمان الخروصي مدير مساعد دائرة القياس والتقويم بالمديرية العامة للتربية والتعليم في محافظة جنوب الباطنة، بعد مسيرة حافلة من العطاء في الحقل التربوي بين التعليم والإشراف والإدارة وفي العمل التطوعي والخيري؛ إذ كان منظومة متكاملة في شخصه الكريم.

فكان إحرامه هذا العام مختلفا عن الإحرام في الأعوام السابقة، فيقينه رغم المرض كان حاضرا، وأن رحلة حملة الإحسان غادرت مبكرا أرض الوطن وستصل إلى مكة بعد يوم من الآن.

داخل النص.jpeg
 

لكن الأستاذ عادل بن سعيد الخروصي أبى وصولهم وإحرامهم قبله، فالتف جسده بالكفن الأبيض، وجاءت أفواج المُعزين من كل حدب وصوب ليُشيعوا جثمانه الكريم قبل وصول حملة الإحسان إلى السيل الكبير لإحرامهم.

ظلت تلبياتك تصدح معهم قبل انطلاقهم من العوابي وكانت صورتك هي الصورة التي حملوها من عمان يهللون بدعواتهم الكريمة لأن تعود معهم في الأعوام المقبلة ولكن فارقت الحملة جسدا وأما روحك فوصلت قبلهم.

يبدو أن المصفوفات الدراسية في مناهج الرياضيات التي تعلمتها معك في مدرسة الشيخ أبو قحطان والأعداد والأرقام والجمع والطرح والقسمة كلها ستكون باقية معي وأتذكرها ما بقي لنا من عمر، وأن الصور التي أخذتها لك في تعليمية جنوب الباطنة سأحتفظ بها عن ظهر قلب لتكون ذكرى تؤنس غيابك.

وإن تطوعك في تكريم الموتى أثناء جائحة كورونا كان تكريمًا لك لهذا اليوم، والرسوم البيانية التي رسمتها في صندوق البر ستتلون بعمامة سوداء قاتمة، وصناعتك لمنظومة الحساب في فلج العوابي كلها كفيلة بأن تزهر ذكرياتك الخضراء لبساتين سوني عشرات السنوات.

رحمك الله الأستاذ عادل بن سعيد الخروصي وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

تعليق عبر الفيس بوك