خالد الإرث والنغم

 

أماني المسكري

 

إذا استطعنا أن نتفق على أنَّ الموسيقى تعد أحد أسباب زرع المحبة والتفاؤل والإيجابية والتسامح في الشعوب، دائمًا ما يأخذنا ابن الوطن ابن اللحن- السيد خالد بن حمد البوسعيدي- إلى عمق جميل من الشجن العابر يسمو بإحساسنا كلما رفعنا صوت المذياع  بالسيارة أو كلما سمعنا موسيقى هيبة حضور الموكب السامي منذ أكثر من سنوات من مشاهد الشجن الممزوج بالوفاء خالط حس المواطنة من على أبواب ذاكرة الثمانين حين لحن وفاءً أحتضن خلودا للطرب فنقش على ذاكرتنا صورته، من علمنا حب الوطن وكبرنا نكرر الكلمة ونشدو باللحن فأجاد في لحن "عُمان يا شمس الضحى" و"أنت المحبة يا عمان" إلى أسوار عشق لحن "عاشقينك للأبد"، ألحان عبرت بنا إلى ردهات ملاجئ الهوية العُمانية.

هو من رسم الجمال والذاكرة والنغم في حضور مواكب السلطان الراحل- طيب الله ثراه- لحنًا يداعب محاسن حبنا له كلمةً ولحنًا من ذاكرة تزهو بك الأعوام عاما بعد عام، التي تجلت كالسحر فكانت ابنة اللحن وأبوها هو الذي لقنها الشعر إلى قوة اللحن في كلمات "ناصية العلا" التي بايعت العهد السعيد وفاءً وولاءً وعزمًا لهيثم السلطان.

وأبدع غدقًا عندما تسلم زمام رئاسة اتحاد كرة القدم تسع سنوات، مجد عالم البطولات بالألحان رفعت حس الحماس فينا بقينا نردد لحنا في كلمات "اللي عشق هذا التراب وضمه يكون الأول ما يكون التالي".

هو من أحبت جدتي- رحمها الله- عمق لحنه وعلو اختياره للكلمة عندما كانت تتنغم شفتيها تردد أنت المحبة يا عمان وكلمات لحن "عاشقينك للأبد".

لحن عبر أفق سماء الكلمة واللحن وأسترخى على أمواج شغف اللحن فرأينا التألق في "ما يضيرك لو عشقتك مرة" و"لله درك" و"الناس انتي" و"الحب اللي كان" للفنانة آمال ماهر.

كان لحنه حاضر المكان والزمان والفرح والأعياد والمناسبات الوطنية نبضًا واحدا لعمان التصق بزهو بهائها رجلا قد أوفى للوطن ميعاد للنغم، سيد وحّد الكلمات الشاجية على سماوات الألحان وبقي شخصًا متواضعًا وفيًا للمكارم التي يجود بها إلى الوطنِ يرسم التوازن في حديثه ونهج نغمه  فكان إرثاً خالدًا للوطن.

من المندوس:

تصلني ألحان لحن اختلفت ألفاظ كلماته لكن الوفاء والسحر بقي فينا كأمواج عطر فاح معبرًا:

"تزهو بك الألحان عاما بعد عام // بشراك ميراث الخلود بلا ثمن"

تعليق عبر الفيس بوك