مختصون: على أولياء الأمور توفير البيئة المناسبة وتعزيز الثقة في الأبناء

"فوبيا الاختبارات".. نصائح وإرشادات تساعد الطلاب على الاستيعاب واجتياز "عنق الزجاجة"

◄ الحبسية: تنظيم الوقت يجب أن يكون منهجا طوال العام

◄ المحرزي: المرونة في جدول المذاكرة تساعد على الاستيعاب الجيد

◄ الهنائي: التوتر من الأمور التي تضر بالطالب خلال فترة الاختبارات

◄ يجب مراعاة الفروقات الفردية عند تنظيم جدول المراجعة

◄ التخطيط للمذاكرة لا يعني حرمان الطالب من ممارسة هواياته

◄ التغذية السليمة والنوم الكافي من عوامل التركيز في الامتحانات

الرؤية- سارة العبرية

تعد فترة أداء الامتحانات فترة حرجة لمختلف المراحل التعليمية، تتمثل في ضرورة استرجاع كل ما تمَّ دراسته خلال فصل دراسي كامل في زمن قصير، بمعنى عدم التكافؤ بين الكم المطلوب استرجاعه مع الزمن المتاح، مما قد يولد لدى الطالب شعورًا بالقلق نتيجة الضغوط التي قد تُحيط به خلال فترة وجيزة، وعليه أن يعيشها بأمان، لمرور آمن باتجاه النجاح والتفوق.

التخطيط والتحضير الجيد

تُشير الدكتورة رضية بنت سليمان الحبسية أستاذة الإدارة التربوية المساعدة بجامعة نزوى، إلى أن التخطيط وتنظيم الوقت مهارة ينبغي أن يمتلكها كل فرد، ويتم اكتسابهما عن طريق التدرب والممارسة، وأنه فيما يتعلق بطلاب العلم فإنهم بحاجة إلى توظيف هذه المهارة طوال العام الدراسي وليس فقط فترة الامتحانات، لتحقيق مستوى متقدم من التحصيل الدراسي، مضيفة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الطالب على التخطيط الجيد ليومه الدراسي، منها تحديد الأولويات وتحديد الزمن المناسب لمراجعة المواد الدراسية، وكذلك تقدير الوقت الذي يحتاجه في مذاكرة دروسه، بما يتناسب مع عدد الدروس من حيث الصعوبة والسهولة، وأيضا بما يتناسب وإمكانات الطالب الاستيعابية وقدراته الذهنية، بالإضافة إلى تنظيم وقت الدراسة اليومي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك فروقا فردية بين كل طالب وآخر.

د. رضية الحبسية.JPG
 

وتشير إلى أن عملية التخطيط وتنظيم الوقت لمراجعة الدروس، لا تعني أن يحرم الطالب نفسه من مزاولة هواياته والأنشطة المحببة لديه كممارسة الرياضة والجلوس مع أفراد العائلة والزيارات الاجتماعية والمشاركة في الأعمال المجتمعية التطوعية وغيرها؛ إذ تُعدّ هذه الأعمال إحدى الطرق لكسر الروتين والملل من الجلوس مطولًا للحفظ والاستذكار أو التحضير للدروس، كما تبعث في نفسه الدافعية والحماس لمضاعفة الجهد فترة الامتحانات، مؤكدة: "أن يعيش الطالب حياته اليومية بشكل متوازن أمر في غاية الأهمية، لكي يستطيع مواصلة الدراسة في ظل ظروف وبيئة ومعطيات تمكنه من تحقيق أهدافه وطموحاته، ويمكن للطالب أن يوظف تقنية التخطيط بشكل مُبسّط، كأن يخطط مُقدماً للأعمال التي يرغب القيام بها في اليوم التالي، فمثلا: إذا كان لدى الطالب مادة الفيزياء يوم الإثنين، عليه أن يكون قد خطط في يوم السبت لكيفية التحضير للدرس قبل وأثناء وبعد المذاكرة، واستخدام تقنيات حديثة في التلخيص كالخريطة الذهنية أو البرامج الإلكترونية وغيرها، التي ستساعده على الاستذكار مستقبلاً قبل الامتحانات النهائية".

وتشدد الحبسية على ضرورة حرص الطالب على عمل جدولة مناسبة لليوم كاملًا، كأن يحدد الزمن المناسب لكل مهمة أو عمل، وتقدير الزمن الكافي للمواد الدراسية المختلفة، وتخصيص أوقات للنوم الجيد، وقضاء دقائق للاسترخاء فترة المذاكرة، وممارسة الأنشطة التنشيطية أو تنمية بعض المهارات الحياتية، وكذلك تناول الوجبات الصحية التي تقويه على بذل الجهد الذهني والجسدي لمراجعة الدروس بشكل يومي.

من جهته، يرى سعيد بن محمد المحرزي مشرف أول كيمياء ومدرب سابق بوزارة التربية والتعليم، أن الطالب يحتاج إلى تنظيم وقته للمذاكرة خلال العام الدراسي وفي أيام الاختبارات، وأن تنظيم الوقت المناسب للمذاكرة يعتمد على عدة عوامل، منها مدى استيعاب الطالب للمادة الدراسية ومقدار المحتوى المعرفي والمهاري للمادة والجدول الزمني للاختبارات النهائية، مبينا: "فمثلا المادة التي استوعب الطالب لجزء قليل منها لزمن أكثر، مع التأكيد على جعل جدول المذاكرة مرنا ويراعي الجوانب الصحية الجسدية بحيث يتخلله فترات استراحة مناسبة".

سعيد المحرزي.JPG
 

ويؤكد المحرزي أنه على الطالب أن يدرك الجوانب المختلفة للاستعداد للامتحانات، لأن هناك استعداد نفسي واستعداد صحي ومعرفي ومهاري، ويجب التركيز على الاستعداد المهاري، بحيث ينبغي على الطالب التدرب على كيفية التعامل مع الورقة الامتحانية، مثل توزيع الوقت المناسب للإجابة وكيفية التعامل مع الأسئلة الموضوعية والمقالية ، كذلك ينبغي للطالب الالتزام بالتغذية المناسبة خلال أيام الامتحانات، مع الاهتمام بالراحة النفسية والجسدية من خلال النوم الكافي مع أداء بعض التمارين الجسدية الخفيفة، وأن يكون هناك توازن وتكامل في عملية الاستعداد للامتحانات حتى يُحقق الطالب النتائج المرجوة.

التعامل مع ضغط الامتحانات

وتوضح الدكتورة رضية الحبسية عددا من الاستراتيجيات لاستخدامها في إدارة ضغط الامتحانات، منها: الاستعداد الجيِّد للفصل الدراسي، والبدء للاستذكار للامتحانات النهائية منذ أول يوم تبدأ فيه الدراسة؛ والتهيئة والتخطيط قبل وقت كافٍ من انطلاق العام الدراسي، وعدم التسويف أو تأجيل الاستعداد للامتحانات حتى اقتراب العدّ التنازلي لبدئها، موجهة الطلاب لتجنب السهر وأخذ قسط كافٍ من الراحة خلال فترة الامتحانات، والأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن الإحاطة بكل تفاصيل المادة الدراسية ليلة الامتحان، إنما يكون بالرجوع إلى الملخصات التي أعدّها بعناية طول الفصل الدراسي، مع ترتيب الموضوعات والأفكار وتسلسلها، ليسهل استرجاعها وتذكرها أثناء الامتحان.

وتضيف أنه على الطلاب التفاؤل بالنتائج الإيجابية والابتعاد عن المصادر السلبية التي تثبط الهمم كالرسائل التي تقدم صورًا سوداوية عن مستقبل الطالب بعد الثاني عشر أو بعد انتهاء دراسته الجامعية، خاصة تلك المرتبطة بفرص التوظيف وغيرها.

ويذكر سعيد المحرزي أنه من الضروري أن تتضافر الجهود بين الطلبة وأولياء الأمور، وينبغي على الطلبة تحديد أهداف واضحة لهم مع تنظيم وقت المذاكرة والاهتمام بالتغذية الصحية وترتيب مكان المذاكرة مع التأكيد على المحافظة على الصلاة والدعاء بالتوفيق، مؤكدا أن العائلة عليها دور مهم جدا في الاستقرار النفسي للأبناء أثناء الامتحانات، إذ يتركز دورهم في تعزيز الثقة في الأبناء بمختلف الوسائل، مع التأكيد على الدعاء والتشجيع وتوفير بيئة هادئة وآمنة والبعد عن المقارنات.

ويبين الدكتور أشرف بن طالب الهنائي موظف بشركة تنمية نفط عُمان: "ضغط الامتحانات واقع، ويجب أن يتعامل الطالب معه بهدوء لأنَّ التوتر لا يفيد بل يضر، وإن تنظيم الوقت وتنظيم المادة الدراسية إلى أجزاء يعزز من ثقة الطالب في قدرته على التحصيل، وتقلل من التوتر والإحساس بالضغوطات، ويأخذ  الطالب بكل الأسباب التي تعظّم الاستفادة والتحصيل".

د.أشرف الهنائي.JPG
 

وينصح الهنائي بالمداومة على المذاكرة ومراجعة المادة الدراسية أولاً بأول، بحيث يستوعب الطالب المادة كلها في صورة جزئيات صغيرة، فتكون المادة الدراسية سلسة ويعتادها.

تعليق عبر الفيس بوك