إبرام اتفاقية إنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج "الحديد الأخضر" في الدقم

...
...
...
...

مساحة المشروع تقدر بـ 6.78 كيلو متر

المجمع الصناعي يشمل 3 مصانع تركيز الخام والقولبة الخضراء والحديد المُختزل

تعزيز استخدام الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر في منشآت المشروع

توقيع مذكرة تفاهم مع "مرافق" لتزويد المجمع بالكهرباء والطاقة والخدمات

 

الرؤية- سارة العبرية

وقعت شركة "فالي إس إيه"، اليوم الإثنين، اتفاقية حجز أرض مع شركة ميناء الدقم ومذكرة تفاهم مع شركة مرافق لإنشاء مجمع صناعي متكامل للحديد الأخضر (Mega Hub)، وذلك لإنتاج منتجات ذات بصمة كربونية منخفضة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

وشهد التوقيع سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب نائب رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، وسعادة الدكتور منصور بن طالب الهنائي رئيس هيئة تنظيم الخدمات العامة، نائب فريق التفاوض الوطني، وسعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية، وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار.

وتهدف الاتفاقية إلى إعداد دراسات مشتركة لإنشاء مجمع صناعي متكامل، وتشمل الاتفاقية حجز أرض صناعية أبرمتها فالي مع شركة ميناء الدقم. ووقع الاتفاقية من جانب شركة فالي إدواردو بارتولوميو الرئيس التنفيذي للشركة ومن جانب ميناء الدقم ريجي فيرمولين الرئيس التنفيذي للميناء. كما وقّع الرئيس التنفيذي لشركة فالي مذكرة تفاهم مع المدير التنفيذي لشركة مرافق المهندس عبد الله الهاشمي، بهدف تزويد المجمع بالكهرباء والطاقة والخدمات الأخرى التي تقدمها شركة مرافق؛ باعتبارها مزودًا رائدًا لخدمات البنية التحتية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

وحرصت كافة الأطراف على تعزيز استخدام الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر في منشآت المشروع المخطّط إنشاؤها في ميناء الدقم، ومن المقرر سيضم المجمع الصناعي مصنعًا لتركيز الخام ConcentrationK، ومصنعًا للقولبة الخضراء Green Briquette، إضافة إلى مصنع للحديد المختزل (HBI)، والمقرر إقامته على مساحة إجمالية تقدر بـ6.78 كيلومتر.

وقال إدواردو بارتولوميو الرئيس التنفيذي لشركة فالي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن توقيع هذه الاتفاقيات يُشكِّل محطة فارقة في رحلة "فالي" لتعزيز دورها الريادي لضمان استدامة قطاع التعدين، مؤكدًا سعي الشركة للعمل المشترك مع مختلف الجهات، والاستفادة من الآفاق والفرص الواعدة التي يجسّدها مشروع المجمع الصناعي المتكامل، وتفعيل مساهمته المرجوَّة لدعم توجه قطاعنا نحو اعتماد عمليات تشغيلية مستدامة وخضراء.

وأضاف بارتولوميو أن ميناء الدقم أصبح بوابة صناعية حيوية تشهد نموًا سريعًا في سلطنة عُمان، مشددًا على ما يزخر به الميناء من مقومات مثالية تدعم خطط شركة "فالي" التوسعية. وأشار إلى أن هذا المشروع يُسلِّط الضوء على القيمة الإضافية والمزايا التي يقدّمها ميناء الدقم، وسلطنة عُمان بشكل عام، للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

من جهته، قال ريجي فيرميولين الرئيس التنفيذي لشركة ميناء الدقم: "سعداء لاختيار شركة فالي ذات الشهرة العالمية في مجال التعدين لتأسيس مجمعها الصناعي الضخم في ميناء الدقم"، موضحًا أن الموقع الاستراتيجي لميناء الدقم على طريق التجارة الدولية، وقرب الدقم من الأسواق الإقليمية الكبيرة؛ بما في ذلك الهند وإفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وتوفر البنية التحتية للموانئ ذات المستوى العالمي، كلها عوامل تسهم في جعل ميناء الدقم موقعًا مثاليًا لإقامة مثل هذه المشاريع الصناعية الكبرى، لافتًا إلى أن من المقرر أن يكون ميناء الدقم مركزًا مستقبليًا للهيدروجين الأخضر ومنتجاته المشتقة، ومعربًا عن ثقته في أن يبرز ميناء الدقم كواحد من الوجهات الرئيسية لتصنيع الحديد الصلب الأخضر.

وفي السياق، أعرب المهندس عبدالله بن محمد الهاشمي المدير التنفيذي لشركة "مرافق" عن سعادته بتوقيع مذكرة التفاهم مع شركة "فالي"، وقال إن "مرافق" ستعمل على توفير الخدمات للمشروع الجديد، بما في ذلك المياه الصناعية والمتطلبات الأخرى ذات العلاقة.

وأكد الهاشمي أهمية مشروع فالي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مشيرًا إلى أن المشروع سيتُيح لشركة مرافق الفرصة لتعزيز نموها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، كما إن المشروع الجديد سيحظى بكل الدعم المطلوب من الشركة.

من جهته، أكد عباس بن عبدالفتاح اللواتي رئيس تطوير الاستثمار في البرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات "نزدهر" أن فريق نزدهر عكف على التنسيق مع شركة ميناء الدقم عبر الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة؛ لتوفير أرض خاصة لإقامة المجمع الصناعي؛ حيث رحبت الشركة بالمشروع وتولت مسألة توفير الأرض. وقال إن برنامج نزدهر يُعد من البرامج الوطنية المسرعة في محور الاقتصاد والتنمية لرؤية "عُمان 2040"، ويعمل على تكثيف الجهود الوطنية لاستقطاب الاستثمارات وإيجاد بيئة محفزة للاستثمار وتنمية الصادرات العُمانية، مشيرا إلى أن البرنامج أطلق 10 مبادرات ضمن محور بيئة الأعمال لضمان جاهزية المنظومة الاستثمارية، والتي تمثلت في: صالة "استثمر في عُمان"، وتأطير الفرص الاستثمارية، وتعزيز الصادرات العُمانية، والإقامة الدائمة، وإعداد خطة الترويج الوطنية الموحدة، والخارطة الاستثمارية، والاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ودليل الحوافز الاستثمارية، وفريق التفاوض الوطني، بالإضافة إلى تطوير عدد من الفرص الاستثمارية المنبثقة عن مختبرات التطوير الاستثماري لعدد من القطاعات التنويع الاقتصادي.

من جهته، قال عباس بن إرشاد اللواتي المدير التنفيذي لصالة "استثمر في عُمان" إن الصالة تعد نافذة موحدة لتقديم خدمات متكاملة للمستثمرين وعرض الفرص الاستثمارية التي يفوق حجمها مليون ريال عُماني، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بحسب أفضل الممارسات العالمية، مضيفًا أن الصالة تُعنى بخدمة ورعاية المستثمرين ضمن منظومة متكاملة معنية بالاستثمار في سلطنة عُمان. وأكد اللواتي أن المشروع سوف يساهم في التنويع الاقتصادي لسلطنة عُمان وتعزيز القيمة المحلية المضافة وتوفير فرص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعقد شراكات معها، إضافة إلى توفير منتجات المشروع في السوق المحلي وكذلك تصديرها للأسواق العالمية.

وتستهدف شركة فالي من خلال هذا المشروع إلى تخفيض صافي انبعاثات غازات النطاق الثالث لديها بنسبة 15% بحلول عام 2035، كما تسعى إلى تخفيض مطلق انبعاثات غازات النطاقين الأول والثاني لديها بنسبة 33% بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، عملًا بمستهدفات اتفاق باريس العالمي حول التغيّر المناخي، وبذلك تضعُ الشركة مسارًا واضحًا لتكون طرفًا رائدًا في رحلة بناء قطاع تعدين مستدام في المستقبل.

ويُعد التوجه نحو استخدام التقنيات ذات البصمة الكربونية المنخفضة في إنتاج القولبة الخضراء المستخدمة في صناعة الحديد المختزل اختزالا مباشرا توجهًا بالغ الأهمية، يتماشى مع اعتماد حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- عام 2050 موعدًا لتحقيق الحياد الصفري الكربوني

والمجمع الصناعي مشروعٌ مصمَّمٌ لإنتاج الحديد المختزل "HBI" ومنتجات الصلب الأخرى، وتوريدها للأسواق المحلية والعالمية، مع خفض مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة كبيرة؛ حيث إن استخدام الغاز الطبيعي لإنتاج الحديد المختزل "HBI" يُقلّل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 60%، بالمقارنة مع إنتاج الحديد الخام بطريقة دمج أفران الصَّهر وأفران الأكسيجين الأساسية. وسيتم اعتماد الطاقة المتجدّدة ووقود الهيدروجين في المستقبل عوضًا عن الغاز الطبيعي، مما سينهي كامل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن هذه العمليات الإنتاجية.

وتتولى شركة فالي بناء محطات تركيز وقولبة خام الحديد وتشغيلها في هذه المجمعات، ومن ثم المساهمة في تأمين إمداد الأسواق بمنتجات ذات جودة عالية، فيما ستتولى الأطراف المحلية المتعاونة دعم جهد إنشاء البنى الأساسية اللوجستية اللازمة لهذا المشروع. أما المستثمرون فسيتولون إنشاء وتشغيل محطات الاختزال المباشر، وشراء الحديد المقولب لبيعه في الأسواق المحلية، أو تصديره إلى الأسواق العالمية؛ وبذلك تورّد هذه المجمعات المنتجات إلى مختلف الأسواق حول العالم، وتدعم إزالة الكربون من قطاع الصلب.

تعليق عبر الفيس بوك