رحلة الوعي.. إصابتي بالسرطان

 

سامح الدهشان

sameh@aldahshan.info

 

أمسك الطبيب بأوراق الفحص الطبي وهو يُقلب الصفحات بوجه قلق تبدو عليه أمارات الانزعاج قال لي الطبيب بهدوء: جسدك يُعاني منذ شهور، أهم شيء في المرحلة الحالية أن نبدأ العلاج الآن وفورًا، أصبحت أشعر أنني شهيق لا تتحمله رئة الكون، مؤمن أنا أنَّ العدالة الإلهية أصدرت مرسومها القدري بالابتلاء،أنا الآن مصاب بالسرطان..  

 

أمسكت الأوراق وأنا أقول لنفسي: لم يعد لديّ وقت للتحسر على شيء فات؛ فاللعين في أحشائي ينشر في خلاياي الحية بذور الفناء، جسدي يرفضني، يُدمرني، يُعاقبني، كما فعلت به، فكم من مرات طالبتني أمي بالتوقف عن السهر، وكم من مرات طالبتني زوجتي بأن أقلع عن التدخين، وكما كنت أردد دائمًا: الحياة اختيارات!

 

بدأت أسرح مع أنفاسي وأفكر في نهايتي كيف ستكون، وأين، ومتى يزورني الموت؟؟؟

وفي الزيارة التالية للطبيب قالها بقلب منفطر: من الآن وصاعدا ستتبع التعليمات، ما أعلمه عنك أنك من أصحاب الإرادة، أرجو أن تهتم بنفسك أكثر وتتبع النصائح والتعليمات بدقة

قلت: نعم أنا من أصحاب الإرادة

- لا تنصدم وتحلى بالإيمان

- أنا غير مصدوم، العدالة شيء أتقبله

- ولماذا تحس بأن المرض انتقام! ، أنت الآن تحتاج أن تثق بنفسك وترضى بالأقدار

 

اتجهت إلى الباب وأنا أقول له: لم يضعني إلا ثقتي في نفسي وها هي تخذلني، وطوال طريقي إلى المنزل وأنا أفكر في النهاية، وصلت سريعًا إلى شقتي وبمجرد أن فتحت الباب بدأ الألم في الهجوم بضراوة يمزق روحي ويوجع جسدي بسادية لا يتحملها بشر شتت انتباهي عن الألم قدوم ابنتي الصغيرة لترتمي في أحضاني.

 

برغم كراهيتي للتجمل إلا أني حاولت أن أكون صلباً متماسكاً لتخفيف بصمات المرض، برغم إحساسي أنني الآن مهيأ للنهاية، احتضنتها وأنا أسأل نفسي هذا السؤال: يا ترى ربنا بحبني مثلما أحب تلك القطعة من قلبي؟ إذا كان يحبني فلماذا يرضى لي هذا الألم!!

 

وللرحلة بقية ....  

تعليق عبر الفيس بوك