◄ تعزيز خدمات الجيل الخامس بنحو 1500 برج بنهاية العام الجاري

◄ تدشين خدمات نوعية لاستقطاب المزيد من المشتركين.. ومحتوى جديد عبر التطبيق الرقمي

◄ 68 مليون ريال حجم إنفاق الشركة في الاقتصاد المحلي حتى اليوم

◄ نسعى لاستهداف أكبر شريحة من الشباب عبر تقنيات الرقمنة المتطورة والتطبيقات الذكية

◄ إمكانية طرح أسهم "فودافون عُمان" في بورصة مسقط بعد إتمام السنوات الخمس الأولى من التشغيل

◄ تغطية 60% من السكان في المحافظات بخدمات الجيل الخامس بنهاية العام الجاري

الرؤية- مريم البادية

كشف المهندس بدر بن سعود الزيدي الرئيس التنفيذي لشركة فودافون عمان أن الشركة تعكف في الوقت الراهن على توسيع رقعة تغطية الجيل الخامس، والتي من المتوقع أن يصل عدد أبراجها إلى ما بين  1300- 1500 مع نهاية العام الجاري 2023، فيما تستهدف الوصول إلى 90% من سكان السلطنة بحلول عام 2025.

وفي حوار خاص مع "الرؤية"، أعلن الزيدي أن الشركة تعتزم إطلاق خدمات جديدة لاستقطاب شريحة أوسع من المشتركين الجدد؛ حيث ستدشن الخدمات المفوترة، وستقدم حلولًا خاصة للمؤسسات وقطاع الأعمال  بالأخص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تقديم محتوى جديد عبر التطبيق الإلكتروني.

وقال المهندس بدر الزيدي إنَّ فكرة إدخال لاعب جديد في قطاع الاتصالات في سلطنة عمان، جاءت من منطلق الأهداف التي وضعتها الحكومة ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات (المُشرِّع)، وكذلك هيئة تنظيم الاتصالات (المُنظِّم)؛ حيث ارتكزت الفكرة على عدة أهداف من بينها: الدفع بقطاع الاتصالات للأمام من خلال وجود مزود اتصالات جديد يساعد على تعزيز التنافسية بين الشركات القائمة، ومن ثم تجويد خدماتها والتوسع في الشبكات، إضافة إلى بداية انطلاق تقنية الجيل الخامس؛ فضلاً عن مطالب المواطنين والمستخدمين فيما يتعلق بالأسعار وجودة الخدمة وغيرها، الأمر الذي يحتاج إلى ضخ مبالغ كبيرة من المشغلين، للاستثمار في هذه الخدمة، لافتًا إلى أن "فودافون عمان" دخلت السوق من أجل المنافسة والاستثمار في هذه الشبكة الجديدة منذ البداية.

تجويد الخدمات

وأوضح الزيدي أن انطلاقة فودافون عمان جاءت من هذا الجانب، علاوة على تجويد الخدمات وطرح قيمة أفضل للسعر الذي يدفعه المشترك للحصول على الخدمة، مشيرًا إلى أن أكبر ما يؤرق المستخدم، خدمة التجوال والفواتير. وذكر أن الشركة وضعت نصب عينيها منذ البداية أهمية تسهيل هذه الخدمات على المستهلك، مؤكدًا أن فودافون هي المشغل الوحيد الرقمي بالكامل على مستوى المنطقة.

وأشار الزيدي إلى أن فودافون عُمان عالجت مسألة أسعار التجوال المرتفعة من خلال التعاقد مع شركة "فودافون العالمية"، وهي ثاني أكبر شركة اتصالات حول العالم وتعمل في أكثر من 27 سوقًا، وتضمن الاتفاق أن تكون الباقة المحلية التي يشترك فيها المُستخدم في عُمان تعادل نفس تسعيرة الاستخدام عند السفر، كما أضيفت دول مجلس التعاون الخليجي إلى باقة التجوال بنفس السعر. وقال إن الباقة تضم التجوال بنفس السعر المحلي في عدد من الدول منها معظم الدول الأوروبية وتركيا ومصر والهند، إضافة إلى دول الخليج؛ حيث تمت تغطية حوالي 85% من المواقع والمدن التي يسافر لها المستخدم في سلطنة عُمان؛ الأمر الذي لاقى استحسانًا كبيرًا لدى المستخدمين.

وعن آلية احتساب البيانات، قال إنها "في متناول الجميع وتدوم لمدة أطول"؛ إذ إنها كانت تمثل واحدة من "الأمور التي تؤرق المستهلك"، مشيرًا إلى أن "فودافون عُمان" عالجت هذا التحدي.

الجيل الخامس

وأشار الزيدي إلى أن الشركة بدأت في بناء تقنية الجيل الخامس منذ اليوم الأول لتواجدها، لذا فإن شبكاتنا جميعها توفر خدمات الجيل الخامس، وهو ما أدى إلى وجود حراك في القطاع؛ حيث أصبح المشغلون يتنافسون ويتسارعون في توسيع رقعة الجيل الخامس، واستفاد منها القطاع مما انعكس على المستخدمين. وتابع القول: "نحن الآن ما زلنا في مرحلة وضع الأساسيات بالشركة؛ حيث إن أول 3 سنوات مخصصة لتأسيس البنية الأساسية من حيث بناء الشبكة وبناء الهوية في المجتمع العماني، وطرح الباقات الجديدة المُستحدثة، وتعزيز تجربة المستهلك الرقمية؛ إذ لا نستخدم أوراقاً في معاملاتنا، ويستطيع المستهلك إنجاز معاملاته من خلال التطبيق، كما إن قسيمة الرصيد تصله إلكترونيًا عن طريق البريد الإلكتروني".

وقال إن تأسيس شركة اتصالات "أمر مكلف"، مشيرًا إلى أن الشركة وضعت حصة مستهدفة من الإيرادات في السنة الأولى عند 5% من نسبة السوق، مؤكدًا أن الشركة أنهت عام 2022 بالاستحواذ على حوالي 7%  من الحصة السوقية، معتبرًا ذلك "أمرًا مُبشرًا" لمسيرة الشركة خلال المرحلة المقبلة. وأضاف أن هذه الحصة انعكست على الإيرادات المتوقعة، لكنه استدرك قائلا: "الشركة تعمل الآن على توسيع خدماتها مما يسمح لها باستهداف فئة مشتركين مختلفة؛ حيث نستهدف الآن الخدمات المدفوعة مسبقًا، وسندشن قريبًا الخدمات المفوترة، الأمر الذي نتوقع من خلاله انضمام شريحة من المستهلكين الجدد". وأعرب الزيدي عن أمله في أن تقديم خدمات لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنهاية العام الجاري، سيساهم كذلك في استقطاب مُشتركين جُدد.

استهداف الشباب

وأشار الزيدي إلى أن الفئة المستهدفة غالبيتها هي فئة الشباب، بناءً على دراسة أعدتها الشركة، وذلك من خلال توظيف تقنيات الرقمنة المتطورة والتطبيقات الذكية والتي تحظى بإقبال هذه الفئة، مشددًا على عدم إغفال الفئات الأخرى. وأوضح أن توجهه الشركة انصب على فكرة تقديم كل الخدمات رقميًا، مع استحداث التواصل مع مركز خدمة العملاء عن طريق تطبيق "واتساب"، قائلًا إنَّ هذا الأمر "لاقى استحسانًا كبيرًا"؛ إذ لم يكن مُستخدمًا من قبل في شركات الاتصالات الأخرى. وكشف الزيدي أن الشباب يمثلون حوالي 60% من أعداد المستخدمين تقريبًا.

تعاون وتوازن

وتطرق الزيدي إلى الحديث عن التعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، وقال إن المُنظِّم دائمًا ما يسعى إلى خلق توازن بين مصلحة مُقدِّم الخدمة ومُتلقيها، لذا فإنَّ الهيئة هيأت القطاع لدخول مُشغِّل ثالث في السوق، فيما قامت الشركة من جانبها باستئجار معظم البنية الأساسية من الأبراج، وجرى ربط الأبراج من خلال شبكة الألياف البصرية ومراكز البيانات. وأوضح الزيدي أنه "كان من الصعب جدًا أن تكون لنا بنية أساسية مُنفصلة تتولى الشركة ببنائها، إضافة أن هذا سيكون مُكلّفًا في بداية الدخول إلى السوق". وأضاف: "الحكومة أسست الشركة العمانية للنطاق العريض المعنية ببناء شبكة الألياف البصرية، وهي شركة مُستقلة تخدم المشغلين والشركات، وكذلك تأسيس الشركة العُمانية للأبراج، أما مركز البيانات فهو موجود من السابق، وهو مستقل أيضًا".

وأكد الزيدي أنه بدون هذه المقومات "كان من الصعب أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم؛ إذ إن الاستثمار في قطاع الاتصالات مكلف في بداياته، كما إن السوق ليس بالحجم الكبير الذي نستطيع أن نستثمر فيه دفعة واحدة". وقال إن شركة فودافون عمان وضعت توجهها المبدئي على فكرة الاستفادة مما هو قائم، مشيدًا بـ"الدور الكبير لوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة تنظيم الاتصالات في تهيئة المناخ لدخول مشغل ثالث"، من خلال وجود مؤسسات مُستقلة توفر البنية الأساسية.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة فودافون عُمان أن الشركة تمكّنت من دخول السوق بباقات تنافسية لا تضر بالسوق، معبرًا عن رضاه بالآلية المُتبعة من الهيئة لتنظيم السوق، والتي تتناسب مع أهداف خلق قطاع اتصالات يوفر الخدمة للمستخدمين بكل سلاسة. وذكر الزيدي أنه منذ دخول شركة فودافون عمان إلى السوق المحلي تراجعت أسعار الخدمات؛ سواءً بشكل مباشر أو من خلال القيمة المضافة التي تُقدَّم في ذات السعر.

الطرح العام

وردًا على سؤال حول إدراج أسهم الشركة في بورصة مسقط، أوضح الزيدي أن أي شركة اتصالات يحق لها طرح أسمها في البورصة بعد 5 سنوات من التشغيل، مؤكدًا أن الشركة تعتزم بدء الاكتتاب الأولي في أسهم الشركة بعد تجاوز هذه السنوات.

وأضاف الزيدي أن شبكة الجيل الرابع في فودافون عمان تُغطي جميع أنحاء السلطنة، من محافظة مسندم شمالًا إلى ظفار جنوبًا، لافتًا إلى أن التركيز ينصب حاليًا على توسيع شبكة الجيل الخامس، وأن البداية انطلقت من المواقع ذات الكثافة السكانية العالية بهدف خدمة أكبر شريحة في أقصر وقت ممكن.

وكشف الزيدي أن فودافون عمان تغطي أكثر من 45% من سكان السلطنة بخدمات الجيل الخامس، وأنها تستهدف الوصول إلى 60% بنهاية العام الجاري، وبحلول عام 2025 نستهدف الوصول إلى 90% من السكان. وأوضح الزيدي أن هذه المعدلات تتناسب مع عدد الأجهزة التي تدعم خدمات الجيل الخامس في عمان، والتي تمثل 15- 20% من السوق فقط. واعتبر الزيدي أن دخول "فودافون عمان" إلى السوق مثّل "نقلةً كبيرةً" في جهود تعزيز هذه الشبكة والتوسع فيها، مؤكدا أنَّ الشركة أصبحت منافسًا في شبكة الجيل الخامس أمام الشركات التي بدأت في هذه الخدمة قبل 3 سنوات وقبل تأسيس فودافون.

جهود التعمين

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة فودافون عُمان إلى أنَّ الشركة وضعت استراتيجية تستهدف استقطاب الكفاءات العمانية والاستثمار فيهم، موضحًا أن أحد أهداف الشراكة مع فودافون العالمية يتمثل في نقل الخبرة والمعرفة إلى السوق العُماني وتعزيز جهود تدريب وتأهيل الكوادر العمانية. وكشف الزيدي أن نسبة التعمين في الشركة بلغت في أول سنة حوالي 95%، مؤكدًا أنها نسبة كبيرة جدًا، وتحققت لأن ملف التعمين "كان شغلنا الشاغل، وركزنا عليه كثيرًا". وقال الزيدي إن فودافون عمان وضعت خططًا تدريبية عدة؛ سواءً من خلال التعاقد مع "فودافون العالمية" أو ابتعاث الموظفين العمانيين إلى الأسواق الأخرى لتلقي الخبرات.

وكشف الزيدي أن "فودافون عمان" بدأت التعاقد مع موردين استراتيجيين من أجل تقديم محتويات جديدة عبر التطبيق الرقمي، مثل توفير الألعاب الإلكترونية والمقاطع المرئية والبرامج، مشيرًا إلى أن التطبيق لاقى الكثير من التقدير العالمي وحصد بعض الجوائز المرموقة.

القيمة المضافة

وعن تعاون الشركة مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، قال الزيدي إن آلية الشركة في هذا التعاون تختلف عن الآخرين، إذ إنه عادة ما تقوم الشركات ببناء بنيتها الأساسية بنفسها، على عكس فودافون، حيث إننا استفدنا من وجود مؤسسات صغيرة ومتوسطة توفر البنية التي نحتاجها، إلى جانب التعاون مع الشركة العمانية للنطاق العريض والشركة العمانية للأبراج ومراكز البيانات وغيرها. وأضاف أن أي استثمار تضعه فودافون عمان في هذه المؤسسات يمثل عائدًا على اقتصادنا الوطني. وذكر الزيدي أن الشركة تطبق الرقمنة بالكامل في جميع أعمالها، وقال إنه لأول مرة في السوق تقوم شركة اتصالات بتوصيل الشريحة إلى منزل المستخدم، بالشراكة مع "أسياد إكسبريس".

وفيما يتعلق بالتسويق، قال الرئيس التنفيذي إن فوافون تمثل هوية عالمية ولها اشتراطات وأسس مُحددة في التعامل مع هذه الهوية التجارية، غير أن "فودافون عمان" اشترطت تأسيس شركة محلية تعكس الثقافة العُمانية عند مخاطبة المشتركين في السوق العماني، الأمر الذي يمثل قيمة محلية مضافة للاقتصاد الوطني، وكذا الحال فيما يتعلق بمزاد الأرقام المميزة، حيث تتعاون فودافون عمان مع شركة محلية. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة فودافون عمان أن الشركة أنفقت خلال العام الماضي 2022، نحو 68 مليون ريال عماني كقيمة مضافة للاقتصاد الوطني.