الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي

مروة الشهيمية

يتناول هذا المقال الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الهائلة في كافة المجالات وبالذات في مجال التقنيات الطبية المتقدمة. وإمكانيات الاستفادة منها، وتجنب الخطورة الناتجة عنها. والتحولات الهائلة والمستمرة في هذا المجال الحيوي؛ حيث يناقش جملة من التعريفات والمفاهيم والتطبيقات التقنية لجعلها مبرمجة حسب أهداف كل تطبيق.

يُعرف الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) بمجموعة من التقنيات التي تهدف إلى تصميم وتطوير الأنظمة الذكية، التي تتميز بالقدرة على تحليل البيانات وإجراء التنبؤات واتخاذ القرارات المناسبة من دون تدخل من الإنسان. ويستكمل إنشاء هذه الأنظمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة (Machine Learning) ومعالجة اللغات الطبيعية (Natural Language Processing) والتعرف على الصوت (Speech Recognition) والرؤية الحاسوبية (Computer Vision) وغيرها من التقنيات المتقدمة. وهناك عدة تطبيقات للذكاء الصناعي في القطاع الصحي منها: تشخيص الامراض؛ حيث يمكن للذكاء الصناعي تحديد التشخيص بعد معالجة دقيقة للبيانات كالاعراض والعلامات الحيوية والصور الاشعاعية. كذلك يقترح الذكاء الصناعي خطط علاجية والرعاية اللازمة الذي بدوره يسهل للأطباء اتخاذ القرارات المناسبة للعلاج، وتحسين الرعاية المنزلية.

 ويمكن استخدام الذكاء الصناعي في تطوير أجهزة طبية قابلة للارتداء والتي تساعد المستخدمين على متابعة العلامات الحيوية مثل النبض وضغط الدم ومستوى الأكسجين في الجسم والتفاعل مع فريق الرعاية الصحية في الوقت الطارئ وتحليل الصور الطبية؛ حيث يقوم الذكاء الصناعي بتحليل الصور الطبية من خلال خوارزميات وتقنيات متطورة تستخدم لتحليل الصور وتصميم النماذج الرياضية لتعلم الأشكال والملامح والأنماط بأمراض معينة.

كذلك تُستخدم هذه التقنيات لتشخيص الأمراض السرطانية وتحديد مراحلها وتقييم فعالية العلاج. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية للتعرف على أنواع مختلفة من الورم وتحديد نوعية الورم وشدته، مما يساعد على وضع خطة العلاج الأكثر فعالية والتخفيف من مضاعفات العلاج. ومن التطبيقات المهمة للذكاء الاصطناعي هو التحليل الضخم للبيانات، فهو يمكنه التعرف على الأنماط والعلاقات في البيانات الطبية بسرعة ودقة أكبر من التحليل اليدوي، مما يساعد على اتخاذ القرارات الطبية الصحيحة مما يقلل من التجارب السريرية الطويلة والتكلفة العالية للعلاج. ولكن مع ذلك، توجد بعض المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار حيث إن الاعتماد على تقنيات الذكاء الصناعي بشكل كامل في تشخيص الأمراض وعلاجها مرتبط بعدة مخاطر وذلك بسب أن تقنيات الذكاء الصناعي ليست دقيقة بنفس القدر الذي يملكه الطبيب المختص. وبالتالي، يجب الاحتفاظ بالرصد الإنساني في مراحل التشخيص على وجه الخصوص.

وتتطلب تطبيقات الذكاء الصناعي بيانات دقيقة وموثوقة، ولكن يمكن أن تتعرض هذه البيانات لخطر الاختراق وانتهاك خصوصية المرضى إذا لم تتم حماية بيانات المرضى بشكل صحيح. ولتجنب هذا الخطر يجب توفير أنظمة متطورة لحماية البيانات لضمان عدم تعرض بيانات المرضى للتهديد الإلكتروني أو الاختراق أو استخدامها في غير الأغراض المقصودة.

وأخيرًا.. من المهم أن يتم التعامل مع هذه المخاطر بجدية وتطوير نظام إقليمي وعالمي بهدف تنظيم هذا التقنيات وإعداد معايير ومواصفات فنية لضمان مأمونيته وفعالية برامج الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها بشكل أمثل في سلطنة عُمان.

تعليق عبر الفيس بوك