وَتَسألُنِي السَكِينةَ

 

هند الحمدانية

يا أنتَ..

يا مَن تَطرِقُ الأبوابَ..

تختَرِقُ النوافذَ..

ثُمَ تَسألُني السكينةَ..

 

كانت هناكَ سكينة..

في القلبِ خاشعة دَفينة..

حتى رَسَت في ليلةٍ

دَهماءَ بَاهتة سفينة..

مَرساتُها الحُبلى على

صدري فَأَردَتنِي رَهِينة..

قالت: هُنا المرسى..

أفيقوا....

هُنا أَيدٍ أمينة..

كانت هُناكَ سَكِينَة..

فَوَطئتَ شَاطِئها وَطِينَة..

وَتلومني يا صاحبَ الفوضى..

على فوضايَ..

تَحسَبُنِي أُبالي..

مِن أَن أَكُونَ طحينةً

بيضاءَ..

أم بُنيةً.. ممزوجة بالماءِ..

تَهرِسُها أَصابِعك المتينة..

فَتَترِكها عجينة..

 

أنا لا أبالي..

إذا نَزَعتُكَ من خيالي..

كَبُردَةٍ يَمَنِيةٍ..

أَودَعتُها رأسي..

فَغَطَت لِيِ جَبِينه..

 

أنا لا أُبالي..

كيف جِئتَ إلى المدينة..

كيف تمضي..

كيفَ تَرثِيني..

وأرثِي فيكَ..

فَوضاكَ التي أَودَعتَها فيني سَجِينة..

 

كَانت هُنَاكَ سكينة..

قبلَ اللِقاء...

يا حاكمي..

يا حاكِماً مُدَت يَمِينَه..

بعد اللِقاء...

فُقِدَ الصِواع..

وَفُقِدَت مَعَهُ السكينة...

تعليق عبر الفيس بوك