مشروع رمضاني

 

منى بنت حمد البلوشية

أيام مباركة نحن بها، أيام لا تعوض من باقي أيام السنة، هي لا تأتي على مدار العام إنها " أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ".

فها هو شهر الخير المبارك انتصف وهناك من استغل تلك الأيام أيَّما استغلال ولم يقصر بها، وهناك من هو مازال مبعثراً بلا خطة ومشتت التفكير.. إنها نِعم الله علينا تتجدد ونحن ما زلنا نتمتع بصحتنا وعافيتنا ونحمد الله عليها، وهناك من كان يتمنى أن يصوم الشهر إلا أن قدر الله سبق أمره، وهناك من هو على سريره الأبيض يتمنى أن يجد فرصة للصيام وقيامه وباقي الأعمال التي يمكنه القيام بها، إلا أنه رضي بقضاء الله وقدره له.

فما مشروعك الرمضاني الذي وضعته لنفسك هذا العام ولم تستطع القيام به بعد ووضعت ورقة خطته في أدراج الحياة، لا تحزن بإمكانك أن تعوض ما رحل مما تبقى في الأيام القادمة بلا تهاون وتسويف، هيا قم واعقد العزم لتبدأ قبل فوات الأوان وتتحسر على ما فاتك، حدث نفسك وقومها لأجل مشروعك الرمضاني، فما أكثر ما تلوح الفرص وما أكثر ما تضيع، ضع لنفسك مشروعا رمضانيا، وابنِ لنفسك الفرص ولملم شتات نفسك، ودع مشاعرك لربك تتدفق ولهفتك للقائه وأنت بأبهى الحلل، فلا تدع بينك وبين الله حاجب.

استشعر نعمة رمضان هذا العام، أكثر من الأعوام الماضية وما يميزها، تحسس مشاعرك وكيف كانت وماذا تريد أن تكون فيه وما الأفكار التي تلوح برأسك وتود أن تكون واقعا لك، استشعر اللحظات التي أنت بها وكل ما هو حولك.

لا تنتظر فالفرص لا تعود ابتهج وأبهج ذاتك بروحانيات رمضان، وجدد نيتك، فما أحوجنا لأن نصبح لأحلامنا وأمنياتنا أوفياء وبلقاء الله أنقياء.

وسل نفسك كيف تصنع لها قلبًا وارفًا بالأفراح، فكم مرة صنعت الفرص  واقعًا بهيجًا في حياة صاحبها، وكم مرة فتحت أملًا، ومن تأمل هذا الشهر أدرك أنه مليء بالفرص، وبه مساحة لاستثمار الوقت وتنظيمه، وأن الفرص تُقدم للإنسان في هذا الشهر الكريم أرقى ما ينتظره من خير وأوسع ما يريده ويتمناه من بركة في لحظة أو لحظات الزمن.

رمضان مدرسة فيها فرص كبرى في حياة الإنسان وليست فرصة واحدة فحسب بل تجعله خلال شهر صفحة بيضاء، تكتب للإنسان رحلة جديدة وحياة كبيرة، فهو ورقة مثمرة من الحسنات.

ما زال الشهر به أيام لا تفوتها، وبه ليلة خير من ألف شهر، ربما هي مشروعك الذي تود أن تلتقي به وهدفك الذي رسمت له، وخطتك التي تود أن تصل لوجهتها، وهناك تجربة تريد أن تخوض غمارها لتصبح واقعًا تحمله بين يديك كالمولود عند قدومه.

إنها صفحتك وقلمك وأفكار وبنات عقلك ومشروعك الذي خططت له إنه يلوح بين ناظريك لا تفرط به، حقق منه ما استطعت، فرمضان هو مشروعك فتأمل به ما كنت تفتقده، هذه فرصتك لأن تبني فيه القيم وأن تغوص في مكنونات قلبك وتكتشف أسرار الحياة وتبني مشروعك الرمضاني، فإنها أيام معدودات سريعة تمر كلمح البصر، فلكل منَّا مشروعه الرمضاني وأنا معكم.

دمتم بودّ ودعوات مستجابة ورمضانكم مبارك وبسمات الحياة ترافقكم، فكل جميل آتٍ بدعاء يملؤه حسن الظن بالله تعالى؛ إذ "لا يرد القضاء إلا الدعاء" فلا تدع الفرص تفوتك فيفوت بفواتها أرباح الدارين.

تعليق عبر الفيس بوك