إدارة الأعمال في المؤسسات الصحية

 

غزلان البلوشية

 

لإدارة الأعمال دور حاسم في تطوير الإبداع التنظيمي للمؤسسات الصحية في القطاع الحكومي، وذلك عن طريق تطبيق الخطط الاستراتيجية والتحليلات الاقتصادية والإدارية وتجميع وتوحيد الموارد وصياغة السياسات المؤسسية وتنفيذ برامج التدريب والتطوير وتطبيق أفضل الممارسات الإدارية.

كما يمكن لإدارة الأعمال أن تعزز الإبداع التنظيمي للمؤسسات الصحية في القطاع الحكومي، من خلال تطوير مهارات غرس الثقافة الإبداعية والتشجيع على الابتكار وتوفير منصات للمشاركة والتعاون وإقامة برامج ومسابقات تحفيزية لتشجيع الموظفين والمواطنين على مشاركة الأفكار والمقترحات الإبداعية.

بالتالي، يمكن القول إن إدارة الأعمال تلعب دورًا حاسمًا في تحويل المؤسسات الصحية في القطاع الحكومي إلى منظمات إبداعية قادرة على التكيف مع التحديات المتغيرة وتحقيق النجاح المستدام.

كما يمكن تطبيق إدارة الأعمال على المؤسسات الصحية عن طريق تطبيق الأسس والمبادئ الأساسية للإدارة التجارية في الإدارة الصحية، وذلك بتحقيق الأهداف والتحكم في الموارد والميزانية والتخطيط والتنظيم وفحص النتائج وتعزيز الإبداع في الابتكارات الصحية.

هنالك تحديات تواجه تطبيق إدارة الأعمال على المؤسسات الصحية نوضحها كالآتي:

  1. التوعية الثقافية والعملية للمؤسسة الصحية.
  2. القيود الحكومية والقوانين التنظيمية المتعلقة بالخدمة الصحية.
  3. التمويل والتحديات الاقتصادية والمالية المتعلقة بالخدمات الصحية.
  4. الإدارة الفعالة للموارد البشرية وضمان توفير التدريب المناسب وتقديم الرعاية والحماية المناسبة للموظفين.
  5. ضمان الجودة والسلامة في تقديم الخدمات الصحية، مع التركيز على تقييم وتحسين نظام الجودة في المؤسسة الصحية.
  6. توقعات خدمة المرضى وتحسين إشراك المرضى والمجتمع في تحسين خدمات الرعاية الصحية.

ولاستكمال تحقيق ذلك، يجب على المؤسسات الصحية توظيف خبراء إدارة الأعمال والتحول إلى الإدارة المستندة إلى البيانات والتقنية والابتكار لتحقيق الأهداف وتحسين توفير الخدمات الصحية للمرضى.

ويتمثل دور إدارة الأعمال في التمكين الإداري وإدارة المخاطر وإدارة التغييروإدارة الجودة الشاملة والإدارة بالأهداف في المؤسسات الصحية بالقطاع الحكومي في تحويل هذه المؤسسات إلى مؤسسات ذات أداء عالٍ وفعالية في تقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى.

وفيما يتعلق بالتمكين الإداري، فإن الهدف هو تمكين الموظفين والأفراد من العمل بأكثر فعالية وكفاءة، من خلال إعطاء الصلاحيات لهم، ومشاركتهم في القرارات وتحفيزهم والتدريب والاتصال، غرس الثقة، مما يضمن للإدارةعلى ولاء الموظفين وبالتالي كفاءة جودة الإنتاجية مع رفع مستوى الرعاية الصحية في المؤسسات الصحية.

ويمكن تلخيص دور إدارة الأعمال في تحقيق التمكين الإداري وإدارةالمخاطر وإدارة التغيير وإدارة الجودة الشاملة والإدارة بالأهداف في المؤسسات الصحية في القطاع الحكومي على النحو التالي:

التمكين الإداري: والذي يؤدي دورًا حيويًا في تقديم الإرشاد والتدريب اللازمين للموظفين لتمكينهم من تحسين أدائهم وبناء قدراتهم الإدارية والفنية، كما يمكن للإدارة الأعمال تطوير السياسات والإجراءات الهادفة لتحفيز الموظفين على تولي المسؤولية واتخاذ القرارات المستقلة.

إدارة المخاطر: يمكن لإدارة الأعمال تحديد وتحليل العوامل الخارجية والداخلية التي قد تؤثر على أداء المؤسسة الصحية وتحديد الخطر وإدارتهاعلاوة على ذلك، يمكن لإدارة الأعمال تحديد الآثار السلبية وتطوير الخطط اللازمة لحماية المؤسسة الصحية منها.

إدارة التغيير: تلعب لإدارة الأعمال دورًا حاسمًا في تحسين مناخ العمل في المؤسسات الصحية من خلال تنفيذ إدارة التغيير على نحو فعال. وتتضمن دور إدارة الأعمال في هذا الصدد لعديد من الجوانب وهي:

  1. تحليل الوضع الراهن: يجب على إدارة الأعمال تحليل الوضع الراهن في المؤسسة الصحية والتعرف على التحديات والمشاكل التي تواجه المنظمة وفهم أسبابها بشكل جيد.
  2. وضع خطط العمل: بناءً على تحليل الوضع الحالي يتم وضع خطط العمل وتصميم استراتيجيات لتحقيق الأهداف وتخطيط عملية التغيير المطلوبة.
  3. تعزيز الثقافة التنظيمية: يعتبر تعزيز الثقافة التنظيمية للمؤسسة الصحية مهم جداً في تحسين مناخ العمل، ويتم ذلك عن طريق إنشاء بيئة عمل ثقافية تشجع على الابتكار والعمل بروح الفريق.
  4. تعزيز المشاركة: تشجع إدارة الأعمال على الشفافية وتشجع على المشاركة بين العاملين في المؤسسة الصحية وإعطاء الفرص.

وتسهم إدارة الأعمال بدور حاسم في تحسين إدارة الجودة الشاملة بالمؤسسات الصحية وبشكل عام، يمكن تعريف إدارة الجودة الشاملة بأنها تركيز شامل على تحسين الجودة في جميع جوانب المؤسسة الصحية (من السياسات والأنظمة والممارسات، وحتى العلاقات مع المرضى وعائلاتهم).

ومن أجل تحقيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات الصحية، من الإمكان لإدارة الأعمال المساعدة في الجوانب التالية:

  1. وضع استراتيجية جودة شاملة: يمكن لإدارة الأعمال المساهمة في تحديد الأهداف والخطط الاستراتيجية التي ستجعل المؤسسة الصحية تعمل بفعالية وجودة أعلى.
  2. تحديث الأنظمة والعمليات: يمكن لإدارة الأعمال المساعدة في تحديث الأنظمة والعمليات لجعلها أكثر فعالية وفعالة، مثل تحسين إجراءات الإدارة والاستجابة للمعلومات المرتبطة المرضى والموظفين وغيرهم.
  3. تحسين قدرات ومهارات العاملين: يمكن لإدارة الأعمال المساعدة في تحسين قدرات ومهارات العاملين بالقطاع الصحي مثل زيادة الوعي الذهني ونماء التفكير الناقد مع قدرة إدارة حل المشكلات ووضع الخطط المناسبة مع إطار زمني للتنفيذ، ومتابعة الأهداف المحقق من خلال مؤشرات الأداء، مع التغذية المرجعية لضمان جودة الأداء الوظيفي في المؤسسات الصحية.

وتتضمن الخطة التالية التي يجب على الإدارة اتباعها في لتطبيق إدارة الأعمال على المؤسسات الصحية:

  1. تحديد الأهداف: يجب على الإدارة تحديد الأهداف والرؤية الاستراتيجية الخاصة بالمؤسسة الصحية. ويمكن تحديد هذه الأهداف باستخدام طرق مختلفة مثل تحليل SWOT والبيانات الاحصائية المتاحة.
  2. توظيف الموارد: يجب على الإدارة توظيف الموارد بشكل فعال مثل العمالة، المواد، والمعدات الطبية اللازمة، وتحديد الإنفاق اللازم للدعم والتنمية.
  3. تطوير البرامج والخدمات: يجب على الإدارة تطوير البرامج والخدمات المتاحة للمرضى بفاعلية عالية وبجودة عالية ويمكن استخدام أنظمة الجودة مثل ISO في ذلك.
  4. متابعة الأداء: يجب متابعة وتقييم الأداء باستمرار للتأكد من تحسين الجودة والاستجابة لاحتياجات المرضى.
  5. التفاعل مع المرضى: يجب على الإدارة التفاعل مع المرضى وتقديم خدمات عالية الجودة.

وفي الختام.. يمكن القول إن إدارة الأعمال تلعب دورًا حاسمًا في تحسين مناخ العمل في المؤسسات الصحية بسلطنة عمان. فالإدارة الناجحة تفضل العمل الجماعي وتحترم العناصر البشرية وتعامل معهم بحرفية وإنصاف. وتستخدم الإدارة الحديثة والوسائل التقنية المتطورة لتسهيل إجراءات العمل وتحسينها وزيادة الكفاءة والإنتاجية. وهذا يسهم في تقديم خدمات طبية عالية الجودة والتي تتفق مع معايير الجودة العالمية.

ويجب أن تهتم إدارة المؤسسات الصحية بتحسين بيئة العمل وخلق جو من الثقة والمودة والإحترام بين الموظفين والمرضى. ويمكن الحصول على ذلك من خلال توفير التدريب المستمر والإعلاميات اللازمة للموظفين وتوفير الأجواء المناسبة التي تساعد على تقديم الخدمات الصحية بكفاءة وجودة عالية.

ومن خلال تناول هذا الموضوع والعرض للأدوات والتقنيات اللازمة لتحسين مناخ العمل المناسب لأجل كفاءة جودة الإنتاجية وارتفاع معدل الرعاية الصحية في المؤسسات الصحية.

تعليق عبر الفيس بوك