دراسة بحثية تؤكد انتشار أشجار المُر العربي في ظفار.. و"الطب البديل" أبرز الاستخدامات

 

ظفار- العُمانية

أكدت دراسة قامت بها هيئة البيئة ممثلة بمكتب حفظ البيئة بمحافظة ظفار أن أشجار المر العربي لا تزال منتشرة في محافظة ظفار، وبالتحديد في الوديان المنحدرة شمالا من جبل القمر إلى منطقة النجد؛ إذ تقدر مساحة المنطقة التي تنتشر فيها الشجرة بثلاثة آلاف و16 كيلومترا وهي منطقة واعدة لإعادة تأهيل واستزراع أشجار المُر على نطاق واسع مستقبلا.

ويعد المُر العربي ذا أهمية طبيعية وتاريخية واقتصادية لتعدد استخداماته عبر العصور وخاصة في الطب البديل. وقدمت الدراسة التي نفذها فريق من دائرة الشؤون البيئية بمكتب حفظ البيئة بصلالة خلفية مهمة عن وضعها الراهن، حيث يمكن اعتماد جميع البيانات الواردة بالدراسة حول وصف النوع والمؤشرات الحيوية والتهديدات، كتحديث حالة أشجار المُر في محافظة ظفار وتوثيقها في السجل الرسمي لهيئة البيئة ضمن تقارير التنبؤ بحالة النظم الايكولوجية في سلطنة عُمان للعام 2023.

وهدفت الدراسة لتوثيق المزيد من البيانات الحقلية عن هذا النوع لبناء قاعدة بيانات مستقبلية يمكن الاعتماد عليها لتصنيف حالته في الطبيعة، وتوفير خارطة الانتشار الطبيعي للنوع بمحافظة ظفار، ورصد أبرز التهديدات الطبيعية والبشرية التي تواجه أشجار المُر في منطقة الدراسة.

وبينت نتائج الدراسة أن متوسط أطول أشجار المُر في منطقة الدراسة بلغ 2.4 متر بينما بلغ متوسط عدد الأفرع الرئيسة لمجتمع العينة 1.7 فرع لكل شجرة، في حين بلغ متوسط المظلة الشجرية 2.3 متر ومتوسط عرض الجذع الرئيس 44.1 سم.

وتم خلال الدراسة التركيز على 4 مؤشرات حيوية لمعرفة إمكانية بقاء نوع أشجار المُر وتجدد دورته الطبيعية وهي: الأوراق، الزهور، البذور، وجود البادرات الجديدة؛ وبينت النتائج أن 57% من الأشجار مكتسية بالأوراق ونسبة 20% بالمائة تحمل زهور و6% توجد فيها البذور ونسبة 10% للبادرات الجديدة في منطقة الدراسة.

كما اهتمت الدراسة بـ4 مؤشرات في مجال المهددات الطبيعية والبشرية وهي: الرعي، نشاط الحشرات، جمع الصمغ، الجفاف. وذكرت النتائج أن الرعي يشكل 49% من نسبة المهددات بينما شكل تواجد الحشرات 25% والأشجار التي لوحظ عليها علامات الحصاد 19% وعدد الأشجار المتأثرة بالجفاف 7%.

وأوصت الدراسة بعدة توصيات منها الاستمرار في دراسة المرحلة الثانية من المشروع للعام 2023، بحيث يشمل مناطق أخرى في اتجاه الغرب، ومسح مناطق جديدة في شمال محمية جبل سمحان لتسجيل حضور النوع من عدمه، والمضي قدما في مشروع حديقة المُر الطبيعية وإدراج المر ضمن مراجعات قانون المحميات الطبيعية ليصنف في القائمة الأولى.

يشار إلى أن هيئة البيئة تخطط لإقامة حديقة أشجار المر العربي الذي يتميز بجودته العالية وينتشر في جنوب الجزيرة العربية بين سلطنة عُمان واليمن.

تعليق عبر الفيس بوك