فقدان الأحبة

علي بن بدر البوسعيدي

ألم نفسي حاد يعتصرنا عندما نعلم بوفاة أحد الأحباء المقربين، شعور صادم للوهلة الأولى ينتابنا وكأننا نمر بهذا الموقف لأول مرة، ولا عجب في ذلك، خاصة إذا كان الفقيد صديق العمر ورفيق الدرب..

هكذا كان شعوري عندما تلقيت نبأ وفاة العميد متقاعد هلال بن أحمد بن سعيد البوسعيدي، والذي رحل عن عالمنا قبل أيام، وكان خبرًا مفاجئًا لي ولغيري كثيرين. الفقيد كان قريبًا من الجميع وكان يحرص على التواصل والاطمئنان على أحوال الجميع. وقد عرفتُ العميد متقاعد هلال البوسعيدي لسنوات وهو يعمل في جهاز الشرطة؛ حيث تدرج في الرتب العسكرية وتولى منصب مدير عام التحريات، حتى تقاعد قبل عامين برتبة عميد. وكان الفقيد من أوائل العمانيين الذين تخرجوا في كلية الشرطة بجمهورية مصر العربية؛ ليعود بعدها ليخدم الوطن، متنقلًا بين مختلف الإدارات في عدد من المحافظات.

عرفتُ الصديق الراحل هلال، مُحبًا للشعر، ومولعًا بالثقافة، وكان- رحمه الله- دمث الخلق، وكنا نحرص على اللقاء بين فترة وأخرى متى ما تيسر لنا ذلك، خاصة لقاءاتنا في مجلس السيد قحطان الشعري في بوشر، حيث نستمع إلى قصائد من ديوان العرب، ونقضي أمتع الأوقات بين بحور الشعر العُماني.

لا شك أن الموت يأتي فجأة، لكن الأشد أثرًا ذلك الشعور بالفقد وغياب المتوفى، وإدراكنا لحقيقة أننا لن نلتقي به ثانيةً، ولذلك علينا أن نستعد جيدًا لهذا الموت، من خلال زيادة الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله، ومواصلة الإحسان إلى الناس في كل تصرفاتنا.

فقدان الأحبة شعور قاسٍ لا يُضاهيه شعور، وكم من أحبة فقدناهم في هذه الدنيا، منذ أن كُنا صغارًا وإلى الآن، وكم من قريب أو صديق وافته المنية فخيم الحزن علينا، لكنن نُمنّي النفس بالدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وأن يجعل الله مثواهم الجنة.