الصحفيون في مضيق هرمز

 

سعاد بنت سرور البلوشية

 

تُنظم جمعية الصحفيين العُمانية وبالتعاون مع مكتب محافظ مسندم، ملتقى الصحفيين في مسندم، وقد تخلل البرنامج رحلة بحرية إلى مضيق هرمز، حيث حمل المشاركون معهم أدوات التوثيق والتصوير الفوتوغرفي والفيديو، لهذه الجولة الفريدة من نوعها، الأمر الذي ساعد الجميع في التعرف على مقومات هذا المضيق وأهميته ودوره البارز، وأبعاده على المدى القريب والبعيد، ولا نبالغ قط إن أشرنا إلى حالة الأمن والأمان والاستقرار التي يتميز بها هذا المكان، وهي انعكاس لتأثير السياسة الداخلية والخارجية، التي تقوم عليها سلطنة عُمان.

وعلى صعيد آخر يعكس الاهتمام الذي يوليه مكتب محافظ مسندم، بمختلف المقومات والمعالم التي تتميز بها المحافظة، والحرص على إطلاع الآخر بالممكنات التي تزخر بها سلطنة عُمان، كوجهة فضلى للاستثمار أو الاستجمام والسياحة والترفيه، إلى تقدم مكانة هذه المحافظة يوماً بعد آخر، فزاوية الجمال والصفاء وعمق الهدوء التي سادت المضيق، والثراء المعنوي والذهني، إلى جانب مشاهد التواصل الإنساني العالمي، عامل أساسي لجذب السياح والزوار لتكرار معاودة الإبحار والتجوال بالقرب من المضيق، بعيداً تماماً عن رتابة أية زيارة وإن كانت مختلفة. 

تُشير جميع الحقائق الواردة في الأدبيات والدراسات المتعلقة بعلوم البحار والاقتصاد والاستثمار، إلى تصنيف مضيق هرمز كأحد أهم عشرة مضائق، وأكثرها اهتماما من قبل دول العالم، فهذا الممر المائي الفاصل بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والرابط بين خليج عُمان وبحر العرب، يُعد شريانا نفطيا أو بوابة رئيسية لقطاع النفط والغاز العالمي، وبمعنى آخر ملتقى لكافة ناقلات النفط والغاز حول العالم، منذ القدم وحتى اللحظة وإلى سنوات مُقبلة، فالممر يفرض نفسه لما يتميز به من موقع استراتيجي وسياسي، مع عمق يبلغ 33 كيلومترا عند أضيق جزء منه، وعرض لا يزيد عن 3 كيلومترات من الاتجاهين، لتعبره أكثر من 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً، وبما يُعادل مرور ناقلة نفط وغاز كل 6 دقائق في ساعات الذروة، محملة بما يوازي نسبة 40% من النفط والغاز، المنقول عبر بحار للعالم.

ولقد نصت المادة رقم 38 من الاتفاقية الدولية لقانون البحار والمعتمدة عام 1982، على: "تمتع جميع السفن العابرة للمضائق الدولية، بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أية عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية"، فإنَّ سلطنة عُمان من خلال قواتها العسكرية البحرية، تعمل باستمرار على ضمان حرية مرور كافة الناقلات أو السفن عبر المضيق بشكل عام وعند مياهها الإقليمية بشكل خاص، من خلال تسيير دوريات لقوات خفر السواحل، تقوم بجهود متنوعة تتجلى في مراقبة الأمن العام، وتقديم الدعم والمساعدة اللازمة لمن يحتاجها، فضلاً عن تنفيذ عمليات الإنقاذ فور تلقي البلاغات، فالحوادث والمواقف التي تتعرض لها بعض سفن أو ناقلات النفط والغاز بين فترة وأخرى، تتفاوت وفقاً لظروف خاصة واستثنائية.

تعليق عبر الفيس بوك