الأكاديمي علي الريامي: "عمان عبر الزمان" أيقونة معمارية جاذبة للسياحة وحافظة للتاريخ

الرؤية -مريم البادية

أكد الدكتور علي بن سعيد الريامي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، أن متحف عمان عبر الزمان سيوفر تجربة ثرية لمحبي السياحة من داخل السلطنة وخارجها، كما أن هذا الصرح يمثل إضافة نوعية وجوهرية مهمة في منظومة متاحف عُمان الحديثة، من حيث موقعه ومكوناته ودوره في ترسيخ الهوية الوطنية وإرساء دعائم التعليم والسياحة والاقتصاد والثقافة، مضيفاً أن الرعاية السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لحفل افتتاح متحف عُمان عبر الزمان تمثل امتدادًا لتلك الأمجاد العُمانية وتتويجًا لمسيرة تاريخية وحضارية واضحة كالشمس.

وقال إن للمتاحف دورا هاما في توثيق الأمجاد والتاريخ العريق، وإن عمان بلد حضاري وبالتالي فإنَّ متحف عمان عبر الزمان يهدف إلى التعريف بمختلف الحقب التاريخية التي مرَّت بها عمان، بدءا بالعصور السحيقة التي تشكلت فيها جيولوجية الموقع، مرورا بعصر ما قبل الكتابة، إذ أثبتت الكشوفات الأثرية واللقى والحفريات والمستحثات، قدم الاستيطان البشري في عمان، مرورا بمختلف حقب التاريخ القديم المبكر ووصولاً إلى العصر الإسلامي والعصور الوسطى والعصر الحديث والمعاصر، موضحاً أن المتحف يجسد رحلة طويلة للإنسان في عمان في تفاعله مع بيئته، وعلاقاته مع الآخرين، عبر سلسلة متصلة من أشكال التواصل مع مختلف المراكز الحضارية الإقليمية والعالمية، ومع مختلف الشعوب في دول الجوار، لا سيما التواصل التجاري، فضلاً عن التواصل الثقافي والفكري، حيث لا حدود تفصل بين الثقافات، ولا حواجز تمنع من انتقالها، في ثراء باذخ يعكس التجربة العمانية التاريخية والحضارية.

ويرى أنه من الناحية السياحية، فإنَّ المتحف سيوفر تجربة ثرية لمحبي السياحة من داخل السلطنة وخارجها، لأن للمتاحف دورا كبيرا في الترويج للسياحة الثقافية، وهي سياحة لها مردودها الاقتصادي الكبير بصورة مباشرة وغير مباشرة، مؤكدا أن متحف عمان عبر الزمان بتصميمه العصري سيوفر فرصة للسائح من خارج عمان للتعرف عن قرب على تاريخ عمان ومنجزها الحضاري في مختلف الجوانب، وفي مختلف المراحل التاريخية، كما أنه مهيأ لعرض مقتنياته وفق أحدث تقنيات العرض مثل تقنية الواقع المعزز ليعيش الزائر تجربة الإبحار في كنوز التاريخ الحضاري لعمان، ليرى مشاهد الأمس البعيد والقريب مجسّدة بشكل تفاعلي صوتا وصورة بصرية، وبالتالي تتيح له هذه التقنية التعرف عن قرب على المعالم التاريخية والحضارية التي تزخر بها أرض عُمان من الشمال إلى الجنوب عبر رحلة تاريخية ماتعة.

وحول عرض فك حيوان بدائي عملاق يعود إلى 35 مليون سنة، بيّن رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس: بطبيعة الحال إن وجود هذه الحفرية المهمة دليل مادي على التنوع الأحيائي والبيولوجي في أرض عُمان، وكيف أنها كانت في الأزمنة السحيقة تقع ضمن مناخات تتوافر فيها سبل الحياة لمثل هذه الكائنات العملاقة، وهذا الاكتشاف الأثري الهام له دلالاته في فهم التطور الجيولوجي الذي مرت به أرض عمان، وهذا الصرح العملاق سيسهم في تعزيز التنمية العمرانية، حيث إن هذا الأمر له ارتباط كبير باختيار الموقع في منطقة فسيحة غير مزدحمة، وبالتالي سوف يوفر الفرصة لتنمية عمرانية مستقبلية في هذه المنطقة التي تربط بين ثلاث محافظات هي محافظة الداخلية ومحافظة الظاهرة ومحافظة الوسطى، والمتحف أيضا يقع على طريق حيوي يربط هذه المحافظات بمحافظة ظفار، كما إن الموقع من المتوقع أن يجذب بعض الاستثمارات في قطاعات مختلفة نظرًا لارتياده من قبل عدد كبير من الزوار كما هو متوقع لأي معلم مهم، كل ذلك سوف يساهم في تنمية عمرانية متصلة ومستدامة.

تعليق عبر الفيس بوك