كان يا ما كان "عُمان عبر الزمان"

 

 

سارة بنت علي البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

وقف شامخًا وقفة مهيبة ينظر بعين ثاقبة يملؤها التأمل إلى سيارة الرنج روفر التي كانت قد أقلت المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-لوضع حجر الأساس على المتحف العريق، وكانت عيناه تبحر فيها، وكأن لسان حاله يقول ها نحن وقد حدث ما أردت يا فقيدنا وسلطاننا الخالد.. ها هو متحف عُمان عبر الزمان شامخًا وبهيًا وعظيمًا ومدهشًا كما أردت له أن يكون.. ها نحن اليوم نفتتح هذا المتحف المهم الشاهد على تاريخ عُمان، عُمان الحاضر، عُمان اليوم، عُمان المستقبل، عُمان الأم، عُمان الحضن الرؤوم، وعُمان السلام والتاريخ والأمجاد والفخر والعز والسؤدد.

وقد تجول حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في أرجاء متحف "عُمان عبر الزمان"، واستمع إلى الشروحات المقدمة عن المتحف، إضافة إلى تجوله في مختلف الأروقة والزوايا التابعة للمتحف ومختلف القاعات كقاعة التاريخ وقاعة المستقبل وقاعة عصر النهضة، كما اطلع على معملي الأفكار والابتكار وقاعة المحاضرات والمرافق الأخرى.

متحف عُمان عبر الزمان بوابة يعبر من خلالها الزائر لمختلف العصور العُمانية قديما وحديثا وأيضا مستقبلا من خلال ما يعرضه المتحف وما يقدمه للزائر والمحب والشغوف برؤية تاريخ عُمان على مر العصور.

ويمثل افتتاح المتحف حدثًا مهمًا على مستوى السلطنة لأنه يعد أحدث المتاحف من حيث العمران والطابع الفني المرسوم والنابع من فكر وطبيعة البيئة العُمانية الأصيلة ومن تراثها الفخم والفاخر والأنيق بماضيه وحاضره ومستقبله الزاهر.

ولمّا كان السلطان الخالد فينا قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- يرسم خطا معينا وتصورا جميلا برسم معالم المتحف، جاء السلطان هيثم بن طارق- أبقاه الله- لإكمال الرسمة وإيضاح الرسمة أكثر والمساهمة في بناء المتحف حجرًا حجرًا وجزءًا جزءًا ولمحة لمحة، فكان الإبداع مشتركاً بأفكار قائد عظيم وتنفيذ سلطان عظيم يقودان اسم عُمان عاليًا في كل الأصعدة العلمية والعملية والعالمية والتاريخية لنفاخر ونفتخر ببلادنا الحبيبة عُمان.

ولمّا كانت عُمان السباقة في البناء المعماري والتاريخي منذ القدم والتي اشتهرت بالقلاع والحصون والمتاحف والبوابات العملاقة كانت محطة مهمة في الدليل السياحي ومزارا يسعى كل سائح للمرور من خلاله والتقاط الصور المختلفة التذكارية والسياحية كانت وما زالت سلطنتنا الحبيبة تشكل أحد روافد السياحة في الوطن والعالم العربي ومحطة مهمة في تاريخ الدول.

وبما أننا نحمل إرثًا كبيرًا وحضارة امتدت لمئات السنين وجب للقطاع السياحي المشاركة مع القطاع التجاري من خلال إنشاء الفنادق الجديدة العالمية الضخمة والاهتمام بهذا الجانب؛ إذ يشكل صمام النجاح المشترك بين القطاعين ومن شأنه تحفيز السياح على المجيء إلى السلطنة لرؤية ومشاهدة المعالم الأثرية والمتاحف والقلاع والحصون والتراث الذي تمتلكه السلطنة الحبيبة والتراث الطبيعي أيضاً بمختلف محافظات وولايات السلطنة فهنيئاً لنا ببلد السلام وهنيئاً لنا بسلطان السلام وهنيئاً لنا بوطن يعبق بعبير الماضي والحاضر معا ويزدهر بمستقبله المشرق.

يجب علينا أن نفخر بين الأمم بجمال بلادنا وبروعة المباني والعمران والاهتمام من قبل الحكومة بالجانب التاريخي وتطوير المتاحف وإنشائها والدمج بين الماضي والحاضر من خلال التفاخر بما أنجزه السابقون والمضي قدمًا على طريق المجد وعاليا عبر الزمان وعبر المكان وعبر روعة التناغم الفني الذي يعزف معزوفة جميلة تحمل عنوان "عُمان عبر الزمان" فكان متحف عُمان عبر الزمان.