◄ فيمستر: النفط والغاز سيظلا حاضريْن في نظام الطاقة العالمي لعقود مقبلة

◄ خطط طموحة لزيادة إنتاج النفط والغاز مع خفض الانبعاثات 50% بحلول 2030

◄ "تنمية نفط عُمان": مسؤولون عن بناء منظومة طاقة مستدامة ومنخفضة الكربون

◄ 660 ألف برميل إنتاج الشركة في 2022 مع تحسن كفاءة الحقول

◄ "جبال خف" يُنتج 5 ملايين متر مكعب من الغاز ويُوظّف 500 عُماني

◄ 82 مشروع مسؤولية اجتماعية بتكلفة 12.4 مليون دولار

الرؤية- مريم البادية

كشفت شركة تنمية نفط عُمان عن غايتها واستراتيجيتها الجديدتين لمواصلة خدمة البلاد وتحقيق أقصى قيمة لها في ظل التغيرات غير المعهودة التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي. وقد حلّت غاية الشركة الجديدة المتمثلة في "بناء مستقبل مستدام ومنخفض الكربون لتحقيق أقصى قيمة لسلطنة عُمان" محل رؤيتها ورسالتها السابقتين اللتين مضى على تبنيهما أكثر من 10 سنوات.

وقال ستيف فيمستر المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان: "إن تحقيق أقصى قيمة لسلطنة عُمان هو جوهر غايتنا الجديدة للقيام بدورنا في المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 وتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، ونحن ملتزمون بتحقيق التنافسية من حيث التكلفة وانبعاثات الكربون-وفق قواعد السلامة وبفاعلية وعلى نحو مستدام، وذلك من خلال تنمية أعمالنا الأساسية في النفط والغاز وفي الوقت نفسه تقليل الانبعاثات من عملياتنا".

وتهدف شركة تنمية نفط عُمان من خلال استراتيجيتها الجديدة إلى تصدر مشهد الطاقة الجديد وتطبيق التكنولوجيا الرائدة والتميز التشغيلي وإزالة الكربون وتطوير سلسلة التوريد لقطاع النفط والغاز في سلطنة عُمان بما يحقق أقصى قيمة لسلطنة عُمان.

وأضاف فيمستر: "لا شك أن النفط والغاز سيظل حاضرًا في نظام الطاقة العالمي لعدة عقود قادمة، ولكن ذلك لا يُعفينا من تطوير الهيدروكربونات بصورة مستدامة، لذا تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على نظام الطاقة الحالي وفي الوقت نفسه بناء نظام جديد (منخفض الكربون)، وتمتلك شركة تنمية نفط عُمان خططًا طموحة لزيادة إنتاج النفط والغاز وفق قواعد السلامة مع خفض انبعاثاتها إلى النصف بحلول عام 2030، وتتبوأ الشركة مكانة مهمة- بالشراكة مع الجهات الأخرى- لإيجاد مصادر دخل مستدامة ومنخفضة الكربون لسلطنة عُمان في المستقبل".

وقال فيمستر إن الشركة تخطط إلى التحول لاستخدام 50% من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030 من خلال استخدام الطاقة الشمسية والرياح في مشاريع الشركة؛ حيث استطاعت الشركة أن تحقق 9% من مصادر الطاقة المتجددة، وتسعى هذا العام إلى رفع هذه المساهمة بنحو 10%، ثم 24% بحلول عام 2025، وترفعها إلى 31% بحلول 2026.

وذكر المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان أن الشركة حققت نتائج جيدة خلال عام 2022؛ حيث وصل إنتاجها من النفط والغاز إلى 660 ألف برميل جراء تحسين كفاءة الحقول وتطويرها واستخدام التقنيات الحديثة في الإنتاج.

وأشار فيمستر إلى أن الشركة تطمح خلال السنوات المقبلة إلى زيادة إنتاجها من النفط والغاز إلى أكثر من 700 ألف برميل مع تخفيض الانبعاثات الكربونية وتخفيض وحدة التكلفة التشغيلية.، لافتًا إلى أن الشركة نجحت في خفض الانبعاثات الكربونية في عام 2019 بنحو 12%، وأن الشركة تستهدف الوصول إلى 6% انبعاثات فقط بحلول 2030. وأضاف أن الشركة عملت على تخفيض انبعاثات الشعلة، وكذلك تخفيض انبعاثات الميثان.

واستعرض المدير العام للشركة أبرز المشاريع، وقال إن مشروع "قرن علم" يستخدم البخار في عملياته، فيما ينتج مشروع "رباب هرويل" 50 ألف برميل من المُكثِّفات، و60 ألف برميل من الغاز، ويعد مشروع "جبال خف" ثاني أكبر المشاريع التي تعمل عليها الشركة وينتج 5 ملايين متر مكعب من الغاز، ولدينا 700 موظف في مرحلة الإنشاء من ضمنهم 500 موظف عُماني من الذين عملوا في مهنة لحّام.

وذكر أن من أبرز المشاريع مشروع "ريما" والذي سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بنحو 47 ألف طن؛ حيث يستخدم التقنية الطبيعية لمعالجة وإدارة المياه المُصاحِبة لإنتاج النفط في الحقول. وأوضح فيمستر أن مشروع "نمر" للأراضي الرطبة حقق حوالي 20 ألف متر مكعب من المياه؛ إذ يعالج المياه المُصاحِبة لانتاج النفط باستخدام سلسلة من حقول القصب وأحواض التبخير، كما نجح مشروع "مرآة" للطاقة الشمسية في توفير 3 آلاف طن من البخار المستخدم في عمليات إنتاج النفط، علاوة على مشروع "أمين" الذي يعد من المشاريع المهمة التي تعتمد على إنتاج الطاقة المتجددة، موضحًا أن الشركة في هذه المشاريع الأربعة، استطاعت خفض الانبعاثات بنحو نصف مليون طن.

وأشار المدير العام إلى أن الاستراتيجية الجديدة للشركة تُركِّز على الأمن والسلامة، والمساهمة المجتمعية، وقال: "ضخت الشركة حوالي ملياري دولار، ونعمل على زيادة سنوية بنسبة 2%، من خلال مشاريع التعمين وخلق وظائف جديدة".

وكشف المدير العام أن الشركة سعت إلى تنفيذ 82 مشروعًا جديدًا من مشاريع المسؤولية الاجتماعية بتكلفة إجمالية تصل إلى 12.4 مليون دولار أمريكي في عام 2022، وقد تمكنت من الانتهاء من 66 مشروعًا.

من جانبه، أكد المهندس عبد الأمير العجمي المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة بشركة تنمية نفط عُمان أن الشركة تخصص حوالي 12- 15 مليون دولار أمريكي سنويًا للاستثمار الاجتماعي في مختلف المحافظات، خاصة في مناطق امتياز الشركة، وذلك لأن مساحة امتياز الشركة تمثل حوالي ثلث مساحة السلطنة.

وقال العجمي إن من أبرز المشاريع التي من المؤمل أن ترى النور خلال العام الجاري؛ مشاريع مختصة بأسواق الأسماك في عدد من الولايات، وحديقة أدم، ومركز التعافي بالتعاون مع وزارة الصحة في ولاية العامرات. وأضاف أن الشركة انتهت من المرحلة الأولى من مركز التعافي، وأنه جارٍ العمل على المرحلة الثانية بالتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسة جسر للأعمال الخيرية. وأشار العجمي إلى مشروع برنامج "بنات عُمان" والذي يُعني برفع مهارات النساء ذوي الدخل المحدود في عدد من المجالات؛ منها: الخياطة وصناعة الفضة وغيرها، لافتًا إلى أن الشركة نجحت في تدريب أكثر من 250 امرأة حتى الآن.

وأعلنت شركة تنمية نفط عُمان عن تدشين غايتها الجديدة رسميًا خلال "أسبوع عُمان للاستدامة 2023"، الذي تتعاون فيه الشركة مع وزارة الطاقة والمعادن لاستضافته للعام الثاني على التوالي. وتستعرض الشركة في ركنها في المعرض المصاحب للأسبوع، استراتيجيتها المُحدَّثة؛ مما يتيح للزوار والحضور التعرف على مشاريعها القائمة وخططها المستقبلية لتوليد إيرادات مستدامة لسلطنة عُمان؛ سواءً في الوقت الحاضر أو في المستقبل، وتهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية بما يتوائم مع الخطة الوطنية للحياد الصفري الكربوني بحلول 2050.