رعاية سامية ودعم كريم

متحف عُمان عبر الزمان.. استعراض حي لـ800 مليون سنة من التكوين والحضارة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط- الرؤية

حظي متحف عُمان عبر الزمان باهتمامٍ سامٍ كريمٍ من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- وذلك إيمانًا من جلالته - أعزه الله - بأن هذا المشروع الوطني العظيم يوثق أمجاد سلطنة عُمان وتاريخها في مختلف المجالات، لذا كان الدعم السامي كبيرا حتى يرى هذا المشروع النور كما هو عليه الآن.

وقد أكد أعزه الله في أكثر من موضع أهمية التاريخ وما يُمثله أو يُشكله في بناء نهضة سلطنة عُمان الممتدة عبر التاريخ، حيث قال- أعزه الله- في خطابه السامي بمناسبة العيد الوطني الخمسين المجيد: " وقد شَكّلَ إرثُنَا التاريخيُّ العريقُ، ودورُنَا الحضاريُّ والإنسانيُّ الأساسَ المتينَ لإرساءِ عملية التنميةِ التي شملتْ كافةَ ربوعِ السلطنةِ على اتساعِ رُقعَتِها الجغرافيةِ".

ومع امتداد حضارة سلطنة عُمان عبر التاريخ، يبرز متحف عُمان عبر الزمان قدم هذه الحضارة التي تمتد لأكثر من 800 مليون عام من حيث التشكّل الجيولوجي، ما يؤكد أنَّ تاريخًا عظيمًا كهذا حريٌ به أن يوثق ويسجل، لتتطلع الأجيال على ما أنجزه السلف في كافة مجالات الحياة، وعلى ما أهداه العُمانيون للحضارة، فكما قال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في الثالث والعشرين من فبراير 2020م "لقد عرف العالم عُمان عبر تاريخها العريق والمشرّف كيانًا حضاريًا فاعلًا ومؤثرًا في نماء المنطقة وازدهارها واستتباب الأمن والسلام فيها تتناوب الأجيال على إعلاء رايتها وتحرص على أن تظل رسالة عُمان للسلام تجوب العالم حاملةً إرثًا عظيمًا وغايات سامية تبني ولا تهدم تُقرّب ولا تبعد وهذا ما سنحرص على استمراره معكم وبكم لنؤدي جميعًا بكل عزم وإصرار دورنا الحضاري وأمانتنا التاريخية".

واليوم تمثل الرعاية السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لحفل افتتاح متحف عُمان عبر الزمان امتدادًا لتلك الأمجاد العُمانية وتتويجًا لمسيرة تاريخية وحضارية واضحة كالشمس لا يحجبها كف.

وتأتي هذه الرعاية السامية لتكون تأكيدًا حقيقيًا على أن القيادة الحكيمة تضع الشأن الثقافي والتاريخي لهذا البلد المجيد نصب اهتمامها، حاله في ذلك حال كافة القطاعات والمجالات التي قامت وما زالت تقوم عليها نهضة سلطنة عُمان المتجددة.

وقد حرص شؤون البلاط السُلطاني، ممثلا بالمنشآت السلطانية على تنفيذ هذا المشروع بما يحقق الأهداف المرسومة له، وسُخِّرت لأجله كافة الإمكانات الفنية والمعمارية، وتوزّعت فرق العمل كل حسب اختصاصه تُخطِّط وتبني وتُعمّر، لأجل أن يكون هذا الصرح أيقونة معمارية وثقافية يقصده أبناء سلطنة عُمان ينهلون من أروقته شتى أنواع المعارف، ويجد فيه كل زائر لهذا الوطن العزيز أمجاد عُمان حاضرة عبر الزمان.

واليوم حري بالباحثين والمهتمين بالشؤون التاريخية والثقافية أن يتباهوا ويعتزوا بهذا الدعم الكبير الذي يُوليه جلالته لهذا القطاع. كما هو حريُ بعُمان وأهلها أن يباهوا بهذا المتحف الذي يضم حضارة شعب عظيم ويوثق مسيرته عبر التاريخ، مستحضرين في ذلك اهتمام جلالة السلطان بهذا المنُجز ودعمه البالغ له ليكون هدية لعُمان وأهلها والعالم أجمع.

وتتمثل رؤية المتحف في أن يكون وجهة عالمية المستوى، من شأنها أن تسهم في نشر الوعي، وتوطّد علاقة الشباب العُماني بالإرث الثقافي الغنيّ لبلدهم، وتحثهم على التفاعل معه بشكل يلهمهم للإسهام بفاعلية في بناء وطنهم، ورسم معالمه.

في حين أن هدف المتحف يتجلى في سعيه إلى تسليط الضوء على الطابع الفريد لسلطنة عُمان، والتعريف بمميزاتها وتاريخها العريق، ونهضتها التي ما زالت تدفع بها للمضي قدمًا على المستويين المحلي والدولي.

وجرى اختيار هذا الموقع من لدن المغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه؛ كون المتحف يقع بالقرب من حصن الشموخ العامر، ونظرًا لما تتمتع به ولاية منح من موقع استراتيجي في قلب محافظة الداخلية، وتمركز المتحف بالقرب من العديد من المعالم السياحية التي توجد بولاية منح ومحافظة الداخلية، وكذلك اعتباره نواةً لمشاريع أخرى سياحية وثقافية واقتصادية بالمحافظة. ويقع المتحف على مساحة 300 ألف متر مربع، فيما تصل المساحة المبنية إلى 66591 مترًا مربعًا.

ويفتح المتحف أبوابه للزوار ابتداءً من يوم السبت 18 مارس الجاري، بأسعار دخول ريال عُماني واحد للمواطنين ومواطنو دول مجلس التعاون الخليجي، وريالان عُمانيان للمُقيمين، وخمسة ريالات عمانية للسياح. ويمكن شراء التذاكر عبر التطبيق الإلكتروني، أو الموقع الإلكتروني، أو أجهزة الخدمة الذاتية، أو مكتب استعلامات المتحف.

تعليق عبر الفيس بوك