عُمان تستضيف مؤتمرا دوليا حول"رصد عدوى الأمراض التنفسية".. وخبراء يستعرضون فرص تحسين السيطرة والوقاية

 

الرؤية- ريم الحامدية

بدأت أمس أعمال الاجتماع السادس لشبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط 2023، والمؤتمر العلمي الثالث للعدوى التنفسية الحادة، واللذين تستضيفهما سلطنة عمان لمدة 3 أيام وبتنظيم من منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع شبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط.

رعى افتتاح أعمال الاجتماع والمؤتمر العلمي سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية، وبحضور عدد من المسؤولين بالوزارة ومنظمة الصحة العالمية ودول إقليم شرق المتوسط، وذلك بمشاركة خبراء وباحثين من أكثر من 20 بلدًا من بلدان الإقليم، لاستعراض أبرز المشاريع والبحوث والممارسات في مجال العدوى التنفسية الحادة في إقليم شرق المتوسط.

وتضمن برنامج الافتتاح في يومه الأول عروضا مرئية عن عرض مؤتمر شبكة ترصد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط لعام 2023، والمراقبة الجينومية لسلالات وباء سارس المنتشرة في فرنسا خلال 6 موجات من الجائحة، وتقدير معدلات الاستشفاء المرتبطة بالإنفلونزا باستخدام بيانات الترصد الدقيقة، وتقدير التكلفة الطبية المباشرة لدخول مستشفيات الإنفلونزا في سلطنة عمان.

كما ناقش برنامج الاجتماع عدة مواضيع من بينها: تعزيز الاستعداد والكشف والاستجابة لأمراض الجهاز التنفسي من دولة إلى منطقة إلى العالم والدروس المستفادة من جائحة كورونا، وكيفية القضاء على الوباء والاستعداد للجائحة القادمة، والتهابات الجهاز التنفسي في إقليم الشرق المتوسط بعد جائحة كورونا.. التحديات والفرص لتحسين السيطرة والوقاية، والإنفلونزا خلال جائحة كورونا.. منظور عالمي للمراقبة، والتأهب والاستجابة لوباء الإنفلونزا في المستقبل،و الترصد المتكامل للإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى المحتملة الوبائية والجائحة، والترصد الوبائي للإنفلونزا وفيروس كورونا، وتعزيز مشاركة المعلومات وإدارتها للاستجابة لتفشي المرض في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، وتقييم القدرات الوبائية والمختبرية الحالية للأمراض الشبيهة بالإنفلونزا ومراقبة عدوى الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة، ودعم منظمة الصحة العالمية لدول الأعضاء خلال نتائج جائحة كورونا، وغيرها من المحاور.

وقال سعادة الدكتور سعيد اللمكي، إن جائحة كورونا "كوفيد- 19" دفعت الكثير من الباحثين والمراكز البحثية نحو مزيد من الأبحاث والدراسات والمنشورات العلمية، الأمر الذي ساهم في إثراء مجال البحوث العلمية بشكل أفضل من قبل الجائحة، مضيفا: "مع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لاسيما في المنطقة، متأملا أن يتم تبادل العديد من قصص النجاح والممارسات الجيدة والخبرات في هذا المؤتمر".

وتابع: "في سلطنة عُمان تم تعلم العديد من الدروس خلال سنوات الوباء واستثمار هذه الأزمة عبر ترقية مراقبة التهابات الجهاز التنفسي الحادة إلى قاعدة الويب للإخطار في الوقت المناسب والعمل كنظام إنذار مبكر وإدخال المراقبة الجزيئية لدعم تتبع الفيروسات الناشئة، وتسعى السلطنة نحو تعزيز المراقبة والتحرك نحو التكامل والاستثمار في الفاعلية والتطعيم والبحث واعتماد نهج صحي واحد هو الطريق إلى الأمام في المنافسة".

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في معدل حدوث فاشيات الأمراض وارتفاع خطرها على نحو ملحوظ، وأنه في عام 2022 تم الإبلاغ عن أكثر من 55 فاشية في مقابل 31 فاشية في عام 2021 و14 فاشية في عام 2020، لافتا إلى أن كثيرا من تلك الفاشيات يُعزى إلى عدوى تنفسية،  حيث أدت هذه الفاشيات حسب التقارير إلى أكثر من 7 ملايين حالة وما يقارب 1400 وفاة مرتبطة بها.

وذكر المنظري أن العدوى التنفسية الحادة على وجه الخصوص من الأسباب الرئيسية للاعتلال والوفاة في الإقليم، كما أنها تؤثر تأثيرا كبيرا على الصحة والتنمية الاقتصادية فيها.

وبيّن مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أن السلطنة تسعى في هذا العام  إلى تعزيز الوقاية من الأمراض التنفسية والتأهُّب لها واكتشافها والتصدي لها، وذلك من خلال حث جميع البلدان على التركيز على الأولويات في تعزيز النظم والهياكل المتكاملة لترصُّدِّ أمراض الجهاز التنفسي في إطار برنامج عمل أو لدعم الترصد المتكامل للأمراض على المستوى المجتمعي، وبناء القدرات على اكتشاف الأمراض التنفسية والوقاية منها ومكافحتها، ومنها الإنفلونزاالموسمية والفيروس المخلوي التنفسي ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وغير ذلك من الأمراض التنفسية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتوسُّع في تقديم التطعيم ضدَّ الإنفلونزا الموسمية والبدء في تنفيذه، وتيسير إجراء البحوث لسد الثغرات المعرفية وتوجيه السياسة الصحية العامة، وربط الجهود العالمية بأولويات البلدان، وتيسير تبادل المعارف والتعاون بشأن الإنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية، وتعزيز نهج الصحة الواحدة.

وأشاد الدكتور مايك رايان  المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، بجهود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية والشركاء والعاملين في مجال المراقبة والكشف المبكر، مؤكدا أن المؤتمر العلمي الثالث والاجتماع السادس لشبكة ترصُّد العدوى التنفسيّة الحادة في إقليم شرْق الـمُتوسط هو انعكاس حقيقي لرؤية منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط لعام 2023.

وقال الدكتور ديفيد إي وينتورث رئيس قسم ترصد الفيروسات وتشخيصها بشعبة الإنفلونزا في مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، إن الاستجابة العالمية لفيروس كورونا "سارس-2" كانت غير مسبوقة، موضحا: "وجدنا أنفسنا كشبكة عالمية أمام تحدٍ يستلزم التكيف بسرعة مع مرضٍ مستجدٍ، والقدرة على الاستفادة بمرونة من قدراتنا الموجودة بالفعل، وتوسيع ما أنفقنا سنوات عديدة في إنشائه وتعزيزه توسيعًا كبيرًا".

ولفتت آن موين المديرة المساعدة السابقة للتأهب للجوائح شعبة الإنفلونزا بمركز مكافحة الأمراض والوقاية، إلى أن إنشاء شبكة ترصُّد العدوى التنفسية الحادة لشرق المتوسط جاء تتويجا  للجهود الجماعية الكبيرة التي بدأت في عام 2006 عندما قادت وحدة إدارة مخاطر العدو ىبالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، المبادرة الرامية إلى حشد جميع التدخلات الممكنة لتعزيز وتحسين جودة الترصُّد وإدارة البيانات والسياسات في مجال العدوى التنفسية الحادة في الإقليم، وخاصة الإنفلونزا. 

وأكدت أن معاودة ظهور مسببات الأمراض التنفسية المستجدة تشكل تهديدا كبيرا للأمن الصحي العام على المستوى العالمي، وعلى الجميع تعزيز التأهب للأمراض التنفسية واكتشافها والتصدي لها.

تعليق عبر الفيس بوك