مسقط - الرؤية
تحافظ الشعوب العربية على موروثاتها في التعبير عن البهجة في استقبال رمضان، تتوارثها عبر الأجيال، وتضمحل بعضها في أماكن أخرى أو تندثر بعضها بالكلية، ولكن في النهاية تمثل جميعها عادات وتقاليد رمضانية أصيلة.
وفي محافظة ظفار هناك عادة شعبية تسمى بـ "قتل الحنش"، وهي احتفال سنوي غذائي دسم، يتم ترتيبها في نهاية شهر شعبان، ومع دخول شهر رمضان، حيث تجتمع فيه الأسر والعائلات والأصدقاء لتناول وجبة كبيرة دسمة، وهذه العادة مستمرة حتى وقتنا الحاضر.
ولهذه العادة قصة تاريخية فقديما ومع نهاية شهر شعبان كان يجتمع أبناء وبنات الحي ويشكلوا فرق وكل فريق يذهب لمساعدة ربة بيت بتطهير وتنظيف البيت، وفي مرة من المرات وأثناء تنظيف أحد البيوت صادف أن عثر أبناء وبنات الحي على حنش (أفعى) وقاموا بقتلها.
واحتفاءا بالسلامة في ظفار يتم إعداد وليمة (عزيمة) ويتم تسميتها بـ "مسلموت" وإثر تلك الحادثة أقام صاحب البيت عزيمة (مسلموت) احتفالا بسلامة أبناء وبنات الحي من الأفعى التي عثروا عليها، وأتت تسمية (قتل الحنش) على العزيمة التي تم إعدادها في ذلك الوقت، وأصبحت "قتل الحنش" في ظفار مناسبة تجتمع فيها الأسر على عشاء جماعي من باب التراحم والتزاور وليس لها تعليل أو ربط عقائدي.
ولا يوجد طبق رئيسي خلال "العزيمة" أو "قتل الحنش"، ولكن الجميع يحرص أن يكون الطعام دسما ومتنوع ومشبعا،ويتم تناول الوجبة وقت العشاء حتى الإشباع التام.
