سعيِّد يحذر من "مشاركة الأجانب"

"اتحاد الشغل" في مواجهة الرئيس.. من يحرك الأحداث على الأرض في تونس؟!

 

تونس- رويترز

نظم الاتحاد العام التونسي للشغل أمس احتجاجا مناهضا للرئيس قيس سعيد يعد الأكبر حتى الآن، وذلك بعد إجراءات صارمة اتخذتها السلطات بحق المعارضين في الآونة الأخيرة.

وامتلأ شارع الحبيب بورقيبة بآلاف من المحتجين الذين رفعوا لافتات مناهضة للإجراءات التي قامت بها السلطة الحاكمة، إذ نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات استهدفت معارضين بارزين للرئيس التونسي، وذلك في أول إجراءات صارمة منذ توليه سلطات واسعة النطاق في عام 2021؛ حيث حلّ البرلمان وتولى مسؤولية إصدار المراسيم.

وقال نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل أمام المتظاهرين: "سنواصل الدفاع عن الحريات وكل الحقوق ومهما كلفنا ذلك، لا نخشى السجون والاعتقالات، وأحيي الحقوقيين والسياسيين في سجن المرناقية".

وقال حمة الحمامي زعيم حزب العمال لرويترز: "الإجابة الوحيدة على سعيد والديكتاتورية الزاحفة هي الشارع والاحتجاج، هو يريد بث الخوف والتونسيون لم يعودوا يخافون".

ويرى معارضو قيس سعيد أن الأمر أصبح أوضح من أي وقت مضى، لأن الرئيس التونسي فكك الديمقراطية التي جلبتها "ثورة 2011" التي أطلقت شرارة "الربيع العربي"، وسيقضي على الحريات التي تحققت بفضلها- حسب وصفهم.

من جهته، أكد الرئيس قيس سعيد أن تصرفاته قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من "الفوضى" ولا تعد "انقلابًا".

واتسمت انتقادات الاتحاد العام التونسي للشغل لخطوات سعيد بالبطء في بادئ الأمر بينما وصفتها الأحزاب السياسية بالانقلاب، لكن الاتحاد ذو النفوذ بدأ في معارضة الرئيس بوضوح مع إحكام سعيد قبضته وتجاهله للاتحاد وفصائل أخرى.

وألقت قوات الأمن القبض على مسؤول كبير في الاتحاد الشهر الماضي لأنه نظم إضرابا في محطات تحصيل الرسوم على الطرق السريعة، مما دفع صحيفة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى القول إن سعيد أعلن الحرب على الاتحاد وأعضائه البالغ عددهم مليون عضو.

ومنعت السلطات التونسية الأسبوع الماضي قادة النقابات العمالية الأجنبية من دخول تونس للمشاركة في المسيرة تعبيرا عن التضامن مع اتحاد الشغل. وقال سعيد إنه لن يقبل بانضمام الأجانب إلى الاحتجاجات.

ويشير حجم المسيرة أمس إلى أن اتحاد الشغل ما زال يمثل خصما قويا قد يتكبد سعيد العناء لتنحيته جانبا مع تحركه لتهميش المعارضين الآخرين في أعقاب انتخابات برلمانية لم تحظ بنسبة إقبال عالية.

ويخشى مراقبون من تصاعد احتمالات الغضب الشعبي في ظل الأزمة التي يعاني منها اقتصاد تونس واقتراب مالية الدولة من شفا الإفلاس ونقص السلع الأساسية.

وألقت الشرطة القبض على أكثر من عشرة شخصيات بارزة من المعارضة على مدى الأسابيع القليلة الماضية ومعظمهم على صلة بائتلاف أحزاب ومحتجين يخطط للخروج في مسيرة مرتقبة اليوم الأحد ووجهت إليهم اتهاما بـ"التآمر ضد أمن الدولة".

ومن بين المعتقلين في الأسابيع القليلة الماضية سياسيون من حزب النهضة الإسلامي الذي كان أكبر حزب في البرلمان المنحل وزعماء جماعة احتجاج ومدير إذاعة موزاييك إف.إم أهم وسيلة إعلام مستقلة في البلاد ورجل أعمال بارز.

وقال أستاذ تونسي شارك في الاحتجاج ويُدعى ناجح الزيدي: "سعيد يهدد الكل.. أحزاب ونقابات ومجتمع مدني.. التونسيون خرجوا ليعبروا عن رفضهم للشعبوية الزاحفة والديكتاتورية الناشئة"، حسب تعبيره.

تعليق عبر الفيس بوك