"تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلبة".. إصدار جديد يتضمن نظريات وتطبيقات عملية

عبري- ناصر العبري

صدر مؤخرا كتاب "تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلبة.. نماذج نظرية وتطبيقات عملية" للدكتور يوسف بن عوض البلوشي الحاصل على دكتوراه في التربية.

وقال البلوشي في تصريحات لـ"الرؤية" إن الدول تسعى إلى تحديد ميزانيات مالية معتمدة لتطوير التعليم لإدراكها أن التعليم أساس التقدم، مضيفا أن السنوات الأخيرة شهدت اهتمام المؤسسات التعليمية بما يسمى مهارات القرن الحادي والعشرين والتي تعبر عن المهارات والقدرات والسلوكيات الحياتية التي يحتاجها المعلمون والتربويون وأصحاب الأعمال والأكاديميون والمؤسسات الحكومية وغيرهم لتحقيق النجاح في مجتمعات وأماكن العمل.

وأكد أن هذه المهارات تعتبر جزءًا من حركة دولية متنامية تركز على المهارات التي يجب على الطلاب اتقانها ليتمكنوا من النجاح في مجتمع رقمي سريع التطور، كما ترتبط العديد من هذه المهارات بالتعلّم المُتعمّق، والذي يعتمد على إتقان مهارات معينة مثل المنطق التحليلي وحل المشكلات المعقدة والعمل الجماعي، موضحا أن هذه المهارات تختلف عن المهارات الأكاديمية التقليدية لأنها لا تستند بشكل أساسي إلى المحتوى المعرفي، بل يمكن للمعلم أن يقدمها في صورة مصاحبة أو مستقلة للمحتوى المعرفي الذي يريد إيصاله للطلاب.

وأشار البلوشي إلى أن تصنيفات مهارات القرن الحادي والعشرين في التعليم متعددة، ورغم اختلافها إلا أنه يوجد بينها التقارب، وأن من بين تلك التصنيفات تصنيف (4CS) ويحدد أربع مهارات رئيسة للتعلم وهي "التواصل، التعاون، الإبداع، التفكير الناقد".

وبين: "جاءت فكرة الكتاب لتوفير مادة معرفية مبسطة للمربي في مهارات التفكير الناقد التي تعتبر مهارة أساسية من مهارات القرن الحادي والعشرين، وترتبط ارتباطا كبيرا بمهارة حل المشكلات واتخاذ القرارات، بحيث يمكن استخدام المعلومات المذكورة والاستراتيجيات التي تم تضمينها في الكتاب في خطوات ميسرة أثناء التعامل مع الأبناء سواء كان ذلك في المنزل أو المدرسة، كما يعبر التفكير الناقد عن الميل إلى التفكير العميق في المشكلات والمواضيع التي ترد ضمن مجال خبرة المرء، والإحاطة بنهج منطق الأسئلة وتعليلها، إضافة إلى بعض المهارة في تطبيق هذا النهج، حيث يدعو التفكير الناقد إلى تفحص أي أمر من مختلف صور المعرفة والاعتقادات بالدليل الثابت قبل التسليم به، لذلك حرصنا على أن تكون الاستراتيجيات المستخدمة تمكن الطالب من اكتساب مهارات فحص الرسالة الموجهة من قبل الطالب للآخرين من حيث احتوائها على عناصر القوة والمصداقية من حيث الصياغة وقوة الأدلة والحجج المستخدمة، كما يكتسب الطالب المهارة الممكنة من فحص رسائل الآخرين الموجهة إلية ومدى قوة وصدق البراهين المذكورة فيها، وهذه الرسائل قد يتلقاها الطالب من جهات مختلفة في البيئة الواقعية أو الافتراضية المحيطة".

د. يوسف البلوشي.JPG


 

وتابع: "تتجلى أهمية التفكير الناقد في إكساب المتعلمين المرونة والموضوعية في حل المشكلات، والانفتاح العقلي والاستقلالية في اتخاذ القرارات، ولكي يكون الطالب ناقدا يجب أن يطور بعض السمات الشخصية كنبذ الأحكام المسبقة أو المبنية على الافتراضات التي قد يكون اكتسبها من البيئة المحيطة، بالإضافة إلى حبه للبحث والتحري والتأكد من صدق المعلومات والأدلة المتوفرة لديه أو عند الآخرين، والنظر فيما وراء المعلومة أو الكلمة الموجهة إليه، كما يجب أن يكون بعيدًا عن التعصب والجمود، وتأثيرات الثقافة  الضارة التي قد يكتسبها من بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بعض المشاهير المضللين الذي ينشرون المقاطع المنحرفة عن مبادئ الدين والعقل والقيم والعادات والتقاليد، ونلاحظ هنا مدى أهمية التفكير الناقد في تحصين المتعلمين الذين هم أفراد المجتمع من الأفكار المغلوطة والتطرف والتعصب الفكري، وذلك بجعلهم منفتحين و متقبلين للآخرين المختلفين مع مذهبهم أو فكرهم".

وأضاف البلوشي: "عملنا جاهدين في هذا الكتاب إلى تقديم شرح لمهارات التفكير الناقد ومجالات وطرق تنميتها في مجال التعليم بالنسبة للمعلم، وكذلك طرق تنميتها عند الأبناء في المنزل، وحرصنا أن يكون تقديم هذه المهارات بشكل مفصل، حيث احتوى الفصل الأول من الكتاب على مدخل يتناول مهارات القرن الحادي والعشرين مجالاتها وأنواعها، واحتوى الفصل الثاني على تعريف التفكير عامة والتفكير الناقد خاصة ومهارات التفكير الناقد وأهميتها وطرق اكتسابها وتنميتها، كما تناول الفصل الثالث مجموعة من الاستراتيجيات والنماذج العملية لممارسة مهارات التفكير الناقد".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة