أبناؤنا الخريجون.. بين الأمل والألم

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

بين أمل التوظيف وشعاع مضيء لحياة كريمة، وبين ألم عدم الحصول على وظيفة، في وطن يعج بالوظائف ويعيش فيه نحو 1.7 مليون وافد، يتطلع شبابنا من الباحثين عن عمل، بشغفٍ لكل أملٍ وفرجٍ قريبٍ يلوحُ في الأفق.

الاملُ الذي ينشدونه هو خدمة الوطن والاستقرار النفسي والوظيفي بعد أن أدى الخريجون دورهم بنجاح في كفاح دام 16 عامًا، ويزيد في مراحل الدراسة المختلفة ليتفوقوا على أنفسهم في الحصول على أعلى الدرجات وليرسموا مستقبلهم وأحلامهم مع شهادتهم العلمية التي حصلوا عليها في ‏جميع المجالات والتخصصات التي اجتهدوا للحصول عليها.

وقبل أن تفقد هذه الكوادر شغفها وتنطفئ شموع الأمل الذي ينتظرونه من خلال في الحصول على وظيفة مجزية تُلبي الطموح والمعرفة التي ‏وصل إليها الخريج، أناشد كل مسؤول ولبيب، ضرورة الأخذ بهذه الأجيال وحمايتها من فقدان الأمل والفشل.

ولذلك نتساءل أين دور المسؤولين عن التوظيف في بلادنا، ومتى تُطبق القوانين التي تعطي فلذات أكبادنا الحق في التوظيف، فكفانا شعارات براقة لم تأتِ سوى بما رأيناه وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي من حضور آلاف الخريجين الباحثين عن عمل إلى معرض للوظائف، لم يعرض سوى عدد قليل من الوظائف والفرص التي ذهبت أدراج الرياح سريعًا، بينما أصاب الإحباط أبناءنا الذين حضروا منذ الصباح الباكر وقد أتى بعضهم من مسافات بعيدة قاطعين مئات الكيلومترات من أجل بارقة أمل تعينهم على خوض مسارات الحياة، بعد أن تضاءلت فرص التوظيف، وعادوا من هذا المعرض بخُفي حنين وكُسر بخواطر الباحثين عن عمل الذين توافدوا على المعرض.

فوق هذا كله هم كابدوا الوصول إلى مسقط ولا أحد يدري بحالهم وحال أسرهم وكيف وصلوا من ضيق معيشتهم وقلة ما باليد.

اليوم يجب أن نقف جميعًا حكومة وقطاعا خاصا وأصحاب الثروات وغيرهم ممن استفادوا من خيرات هذا الوطن في دعم هؤلاء الباحثين عن عمل من خريجين ومُسرّحين؛ بهدف إيجاد حلول فورية وعاجلة لمشكلات التوظيف عبر أطر وتشريعات وقوانين ناجعة تحمي الخريج وتسمح له بالتوظيف في مختلف المجالات وفقًا لمؤهلاته العلمية والفنية.

إن ترك الحبل على الغارب وما تمارسه بعض الشركات التي يديرها الوافد والقوانين التي تحميها وتسهّل لها ‏الاستثمار سوف ينعكس سلبًا على هذا الوطن وأبنائه.

إن ما شاهدناه من أعداد كبيرة تبحث عن وظيفة تبدأ بها حياتها من خريجين وخريجات، أزمة حقيقية تستدعي حشد كل الطاقات والجهود، وعلى كل من يتعلق به الأمر أن يشد على عضد توظيف هؤلاء الأبناء وتيسير الأمور عليهم من أجل بناء مستقبلهم الحياتي وبناء الوطن واستقرار أبنائه وأن يتكاتف الجميع من أجل ذلك.

لا شك أن الأمل في الله قائم، ثم في القيادة الحكيمة الصادقة التي تسعى للأخذ بأيدي أبناء الوطن لمستويات الرفعة والمجد، وهنا يأتي دور الجهات المسؤولة عن توظيف هؤلاء الخريجين الباحثين عن عمل والذين يترددون على مختلف المؤسسات والقطاعات وبعضهم مضت عليه سنوات عجاف لم يتوظف منتظرًا سنواته السمان ليستقر أمره بإذن الله.

حفظ الله عُمان وجلالة السلطان والشعب الوفي وأسبغ عليهم نعمائه وخيراته وفك كربة الباحثين عن عمل ويسر لهم أمرهم. آمين.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية