دور الإعلام في "صناعة الأمل".. كيف تسير علاقة المسؤولين بالوسائل الإعلامية؟

الرؤية- ريم الحامدية

يقع على عاتق وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها مسؤولية كبيرة كونها المرآة التي تعكس ما تقوم به الحكومات من إنجازات ومشروعات، حتى يتمكن المواطنون من متابعة أخبار الوطن ومسيرته التنموية، بالإضافة إلى دورها البارز في التصدي للشائعات ونقل المعلومات من مصادرها الرسمية حتى لا تترك المجال للمتربصين ومروّجي الشائعات.

وتؤكد الدكتورة سعاد الإسحاقية المديرة العامة للإعلام الخارجي بوزارة الإعلام أهمية تبني وسائل الإعلام دورا إيجابيا في تقديم المنجزات الوطنية وتسليط الضوء على الجهود الحكومية في تنفيذ المشروعات، وذلك من خلال العمل الإعلامي الميداني لتقديم الصورة الحقيقية لما يحرزه الوطن من تقدم في مختلف المجالات، معتبرة أن هذا هو جوهر العمل الإعلامي.

د. سعاد الإسحاقية.JPG
 

وتشير إلى أن الإعلام عليه أن يقوم بدوره في التصدي للمعلومات المغلوطة وعدم الانجرار لما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي دون التحقق من مصداقية الأخبار المتداولة، حتى يكون حائط صد لمحاولات تشويه سمعة الدولة أو التقليل من الدور الذي تقوم به الحكومة.

وتشدد الإسحاقية على ضرورة امتلاك الإعلامي للمهارات والوعي الذي يمكنه من إدارة الحوارات مع المسؤولين معتمدا على الحقائق والمعلومات الصحيحة، الأمر الذي يساعد في تجاوب المسؤول مع مناقشات الإعلامي، مضيفة: "الصحفي أو الإعلامي لا يتعامل مع المسؤول بصفته الشخصية بل بصفته يمثل المؤسسة التي يشرف عليها، وخلق علاقة إيجابية ومهنية بين الطرفين سيمكن الإعلامي من القيام بواجبه والمسؤول من تقديم المعلومة في قوالبها الصحيحة".

وعن دور الإعلامي في تنوير المجتمع وصناعة الأمل للمواطنين، تقول المديرة العامة للإعلام الخارجي بوزارة الإعلام: "الدور كبير والمسؤولية عظيمة على هذه الفئة أكثر من غيرها، ويعول عليهم أن يتخذوا نهجا عقلانيا في أطروحاتهم، ويتسموا بالمنطق والحس الناقد لما يقدمونه للناس، الكثير من المفاهيم الخاطئة والمغالطات التي قد يتبناها بعض الناس تتطلب دورا لهذه الفئة في التصدي لها، وألا ينساقوا هم إليها، قد يبدو استخدام الخطاب العاطفي والشعبوي أمرا مغريا في وسط ينشط فيه هذا النوع من الطرح كوسائل التواصل الاجتماعي، لكنه خطير جدا ويساهم في توسيع الفجوة والتأثير على معنويات الناس وثقتهم في الدولة، خاصة إذا ما أيقنا أن هذا الوسط به الكثير من المتربصين والأجندات السياسية، فإن كان الشخص الذي يمتلك الوسائل للنشر ومهارات الكتابة والتحليل كهذه الفئة غير قادر على رؤية الأمور بمنظور سليم وواع فمن سيقوم بواجب رفع مستوى الوعي وإيجاد مجتمع مدرك لأهمية عدم الانسياق لما يطرح دون تيقن وتقييم".

وتبيّن الإسحاقية أن البرامج الحوارية مع فئات المجتمع المختلفة مهمة لأنها تفتح مجالا أوسع للطرح والإيضاح، وتعزز من ثقة المواطنين فيما يطرح عبر وسائل الإعلام، على عكس الطرح أحادي الجانب الذي قد يتم تأويله بشكل خاطئ، أو قد يستشعر بأنه تلقين للمتلقي، لافتة إلى أن كفاءة المذيع واطلاعه ووعيه كفيل بتقديم حوار راق واع وجاذب للمتلقي، كما أن للضيف دور لا يقل أهمية في إدارة دفة الحديث ليكون طرحا يساهم في رفع الروح المعنوية.

من جانبه، يرى الدكتور محمد العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية أن الإعلام وسيلة مهمة وأداة يمكن من خلالها قياس الكثير من الفوائد اليومية، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الدولة، وذلك إن تم استخدام هذه الوسيلة بشكل صحيح ومفيد.

د. محمد العريمي.jpeg
 

ويوضح أن وسائل الإعلام في سلطنة عمان أدت ولاتزال تؤدي دورها الوطني منذ بزوغ فجر النهضة المباركة في سبعينيات القرن الماضي عندما بدأت بتلك الإمكانيات المتواضعة مقارنة بما هو موجود ومتحقق على أرض الواقع اليوم، كما أنها مستمرة في أداء واجبها في العهد المتجدد بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله- مضيفا أنه مع تشعب مهام الحكومة وعملها اللامركزي الذي حددته رؤية عمان 2040 ينبغي على جميع وسائل الإعلام أن تجتهد وتضاعف العمل من أجل الوطن الذي يتمناه الجميع.

ويتابع: "اليوم يحتاج المسؤول والوزير  إلى الإعلام وليس العكس وذلك لإبراز عمله وجهده للسلطان وللشعب من حوله، وإذا وجد مسؤول غير متعاون مع الصحافة والإعلام لا يتم التعامل معه لأن المسؤولية أمانة فيجب أن تدار على أكمل وجه وبالشكل الصحيح".

ويؤكد العريمي أن دور الإعلامي كبير ومهم وأساسي في عملية البناء والتنمية، موضحا: "بدونه يحل الظلام والجهل والتخلف ومن هنا يأتي دوره التنويري والوطني في صناعة الأمل والفرح للمواطنين، ولكن صناعة الأمل تحتاج إلى أدوات ومهارات لا تتوافر بسهولة، وعلى الحكومة البحث عنها بعناية فائقة، لأن العالم يواجه ندرة في مثل هذه الكوادر الصانعة للأمل والفرح والسعادة".

وعن نوعية البرامج والأعمال الفنية التي يمكن للإذاعة والتلفزيون تقديمها لبث الروح المعنوية لدى المواطنين، يشير العريمي إلى أن تحديد مثل هذه النوعية من البرامج ليس بالأمر السهل لأنها متغيرة من فترة إلى أخرى، مطالبا القائمين على هذه البرامج بضرورة استشفاف احتياجات المتلقي لبرامجهم، وعلى وسائل الإعلام التعامل بمهنية عالية حتى تتمكن من تقديم الرسالة الصحفية والإعلامية بالشكل الأمثل.

تعليق عبر الفيس بوك