تربية الدواجن وزراعة المحاصيل دون رقيب

‏راشد بن حميد الراشدي **

مشكلة كبرى تُهدد حياة المواطنين ومستهلكي اللحوم الداجنة والمحاصيل والمنتجات الزراعية في بلادنا، بعدما صارت تمثل أضرارًا صحية وبيئية تهدد المجتمع والأرض بمخاطرها؛ ألا وهي استخدام أعلاف ومبيدات حشرية قد تسبب أمراضًا خطيرة وعلى رأسها السرطانات بمختلف أنواعها، فقد زاد استخدام مثل هذه المبيدات والأعلاف والهرمونات في عدد من الولايات، بينما القائمون على أمر المزارع غير عابئين بصحة النَّاس ولا سلامة البيئة والمكان، والجهات المعنية لم تبذل فيما يبدو الجهد الكافي من أجل مواجهة هذه الأزمة الخطيرة.

أمراض مستعصية يقول الأطباء وذوو الاختصاص إنها ناتجة عن مثل هذه الممارسات المخالفة للقوانين والأعراف الإنسانية، فهناك من العمالة الوافدة التي تعمل في قطاعي الدواجن والزراعة يستخدمون هذه الهرمونات والأعلاف والمبيدات دون رقابة من أصحاب هذه المزارع من المواطنين، بينما تتسلل تبعات استخدام مثل هذه المواد المضرة إلى مائدة المستهلك، وتتحمل الدولة والمجتمع نتائجها الضارة في صورة أمراض خطيرة لم يتوصل العلم لعلاج لمعظمها.

لقد انتشرت تربية الدواجن في البيوت والمزارع والحظائر دون رقيب؛ سواء من المواطن المالك، أو من مؤسسات الدولة المعنية، يستخدمون أعلافًا حيوانية وهرمونات ومواد خطيرة تُحقن بها الدواجن أو توضع في غذائها من أجل نموها السريع جدًا، وكذلك الحال في الفواكه والخضراوات التي يتم رشها بمبيدات تُهدد صحة البشر، ويضعون السماد بإفراط يضر الأرض أولًا ثم يأتي بعواقب وخيمة على مُتناول هذه الأطعمة.

هذه العمالة لا ترقب في المجتمع إلًّا ولا ذمّةً، وتتسبب في هلاك التربة وأضرار بيئية علاوة على المنتجات الخطيرة على صحة الإنسان التي تباع في الأسواق، في ظل غياب التطبيق الحقيقي للقوانين التي شُرِّعت لحماية المجتمع من مغبة هذه الأخطار.

نناشد جهات الاختصاص وكل مسؤول وكل من له صلة بهذا الأمر الخطير جدًا، أن يقوم بدوره في حماية المجتمع من هذه المخاطر التي تنتهي بموت البشر والأرض، وتدمر البيئة وتقتل الحرث والنسل، وندعو جهات التشريع كذلك لسن قوانين منظمة ورادعة في مجال الغذاء، خاصة في مشاريع تربية الدواجن واللحوم والمنتجات الزراعية، والتي طالها هذا العبث مع ما تشكله من تهديد على حياة الإنسان خصوصًا.

رغم أننا نتوجه بكل الشكر للجهود المبذولة، لكنها غير كافية، فقد صار الأمر أكبر وأعظم خطرًا، ويتعين تطبيق القوانين بكل صرامة وضمان تطبيق الشروط الصحية الكاملة في مجال الزراعة ومنتجاتها وتربية الدواجن واللحوم، وأن يتم التفتيش دوريًا على مثل هذه المزارع من خلال مختبرات مركزية مُتكاملة تُراقب سلامة الغذاء المحلي والمتسورد أيضًا، من أجل سلامة المجتمع وحمايته من مخاطر تلك المنتجات الملوثة بمواد غير آمنة الصنف والمصدر.

نسأل الله أن يرزق الجميع العافية من شر الأمراض وما ينتج من بيع تلك المنتجات غير الصحية، وكُلنا يقين في الله بأن يتحقق الأمل والرجاء من هذا المقال لما فيه خير الجميع وسلامتهم.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية