قادرة على معالجة 60 ألف متر مكعب من المياه يوميًا

بتكلفة 87 مليون ريال.. مروان بن تركي يفتتح محطة ريما لمعالجة المياه

◄ مروان بن تركي: "محطة ريما" مشروع نوعي يحقق الاستدامة البيئية ويعظم الموارد الطبيعية

◄ فيمستر: المحطة خطوة متقدمة في التزام "تنمية نفط عمان" بالاستدامة وتقليل الأثر البيئي

◄ بعد نجاح مشروع نمر للأراضي الرطبة.. "محطة ريما" تعزز الحلول الخضراء لإدارة المياه

◄ المشروع يعتمد على تقنية ناشئة تُستخدم لأول مرة في عُمان

المحطة تسهم في خفض 53 ألف طن سنويًا من غازات الاحتباس الحراري

◄ 4 مراحل رئيسية لمعالجة المياه على مساحة 25 كيلومترًا مربعًا

 

الرؤية- فيصل السعدي

 

رعى صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد، محافظ ظفار، أمس، حفل افتتاح مشروع محطة ريما لمعالجة المياه التابعة لشركة تنمية نفط عُمان، وذلك بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء والمكرمين وأصحاب السعادة، إضافة إلى أعضاء مجلس إدارة الشركة ومديريها التنفيذيين وممثلين من القطاعين العام والخاص.

ويأتي هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 87 مليون ريال عُماني، بعد النجاح الكبير الذي حققته الشركة في مشروع نمر للأراضي الرطبة الذي يعالج المياه المصاحبة لإنتاج النفط باستخدام سلسلة من حقول القصب وأحواض التبخير.

وفي هذا الشأن، قال صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد: "يسعدنا أن نرعى افتتاح مشروع محطة ريما لمعالجة المياه بشركة تنمية نفط عمان، الذي يعدّ من المشاريع النوعية الجديدة والصديقة للبيئة من خلال استخدام التقنية الطبيعية أو الحل الأخضر لمعالجة وإدارة المياه المصاحبة لإنتاج النفط من الحقول". وأضاف سموه: "لا شك، أنَّ هذا المشروع يشكل إضافة وخطوة مهمة في تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتسخيرهـا في الحفاظ على البيئة، ويعدّ مثالاً يُحتذى به محلياً وعالمياً في الاستدامة البيئية وإدارة المياه، وتطبيق الحلول المستدامة للتحديات المختلفة التي تواجه صناعة النفط في المنطقة والعالم.

من جانبه، قال علي بن محمد الوردي مدير المشاريع الإستراتيجية للجنوب لشركة تنمية نفط عمان، إن محطة ريما تعالج 60 ألف متر مكعب من المياه في حقل ريما بولاية الجاز في محافظة الوسطى، مؤكدًا أن الشركات القائمة على المشروع هي شركات عمانية محلية. وأضاف أن المشروع سجّل العديد من الإنجازات بتقنية ناشئة غير مسبوقة تُستخدم للمرة الأولى في سلطنة عُمان. وأوضح أن هذه العملية المبتكرة لا تضمن معالجة المياه بفاعلية وحسب؛ بل تسهم أيضًا في إيجاد واحة خضراء وسط الصحراء وموئلٍ للكائنات البرية المحلي، مشيرًا إلى أن هذا المشروع سيسهم في خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمعدل يبلغ 53 ألف طن سنويًا.

وعلى مساحة تمتد إلى 25 كيلومترًا مربعًا، تستخدم محطة ريما لمعالجة المياه المصاحبة للإنتاج تقنية فصل الماء عن النفط بالاعتماد على الجاذبية والمعالجة البيولوجية الطبيعية للمياه، من خلال 4 مراحل رئيسية لمعالجة المياه؛ تبدأ بمرحلة فصل النفط عن المياه بالاعتماد على الجاذبية، ثم تأتي المرحلة الثانية بتشتيت غاز كبريتيد الهيدروجين بفعل تدفق المياه، في حين تتمثل المرحلة الثالثة في المعالجة البيولوجية بالبكتيريا، وتنتهي المراحل بمرحلة تبخير المياه المعالجة في الجو.

وقال ستيف فيمستر المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان- في كلمة له- إن محطة ريما لمعالجة المياه تمثل خطوة مهمة ومتقدمة في التزام الشركة بالاستدامة وتقليل التأثير البيئي، موضحًا أنه باستخدام الحلول القائمة على الطبيعة لمعالجة المياه العادمة، يمكن تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل كبير، وإنشاء موائل جديدة للحياة البرية. وأضاف فيمستر أن محطة ريما تستخدم تقنية واعدة توفر حلًا صديقًا للبيئة بديلًا عن الطرق التقليدية للتخلص من المياه في الطبقات العميقة، وهذه التقنية ليست حصرًا على صناعة النفط والغاز؛ بل يمكن استخدامها في الصناعات الأخرى التي تنتج المياه العادمة كمنتج ثانوي.

وقبل تدشين المحطة، استُخدمت 60% من المياه المصاحبة لعمليات إنتاج النفط في محطة ريما في عمليات الغمر بالمياه لزيادة استخلاص النفط، في حين تم ضخ الـ40% المتبقية في مكان عميق. وكانت هذه العملية مكلفة وتستهلك طاقة كبيرة، أما الآن فقد استعاضت الشركة عن تلك الطريقة التقليدية بطريقة مستدامة وأكثر مراعاة للبيئة؛ إذ تبلغ سعة معالجة المحطة حوالي 65 ألف متر مكعب من المياه يوميًا، وهو ما أدى إلى توفير في استهلاك الطاقة بمقدار 10 ميغاواط.

يشار إلى أن المشروع حقّق 1.38 مليون ساعة عمل دون أي إصابة مضيعة للوقت، كما اكتمل إنشاؤه ودخل مرحلة التشغيل المبدئي قبل الموعد المحدد بأربعة أشهر. وتولت تنفيذ كافة أعمال تشييد المشروع شركات محلية، إلى جانب الشراء والتصنيع المحلي لعدد كبير من المعدات المستخدمة في المشروع.

تعليق عبر الفيس بوك