فايزة محمد "في قلب إيران.. الطواف في بلاد فارس"

كتب - ناصر أبو عون

في "معرض مسقط الدوليّ للكتاب 2023"، وما بين 22 فبراير إلى 4 مارس، ستجدون على أرفف دار الانتشار العربي البيروتيّة كتابًا بعنوان "في قلب إيران.. الطواف في بلاد فارس"، للكاتبة العُمانيّة "فايزة محمد".

في هذا الكتاب الذي ينتمي إبداعيا إلى "أدب الرحلات" ترتدي فايزة محمد روح الأمريكية "اناييس نن"؛ لتسافر بها إلى الأبد؛ للبحث عن أماكن أخرى، وحياة أخرى، لتقابل أرواحا أخرى"، وتطوف بالقاريء داخل أروقة وبازارات ومزارات المدن الإيرانية الشهيرة، فتتنقل ما بين معالم طهران الحديثة، والآثار الفارسية العتيقة في "أصفهان"، وتتشح باللباس الإيراني في الحوزات العلمية في "قم"، وعندما تطأ "العتبات المقدسة" في "مشهد"، وتستنشق الجمال والطقس الربيعيّ في هواء "تبريز"، وتلتقط لنا صورا واقعية من قلب المشهد الإيرانيّ بعيدا عن مستنقعات السياسة وتوجّساتها.

فعندما حطّت فايزة محمد قدميها لأول مرة على مشارف "طريق الحرير"، ودلفت إلى المقام الرضويّ؛ ردّدت مع المستكشف الإنجليزي ريتشارد بيرتون: "أسعد لحظة في حياة الإنسان عندما يرحل إلى أرض لا يعرفها"؛ في هذه اللحظات الاستثنائية أدخلتنا بصحبتها إلى عوالم جديدة؛ لنكتشف معها الجمال في الوجوه، والآثار، والمصنوعات، والروح الفارسية العابقة بالشعر والموسيقى، ونتقلّب مع دورات الطقس المتغير ما بين عشية وضُحاها، ونعيش رزنامة من المغامرات الشائقة والتي تنتهي بلذة الاكتشاف، ومتعة المعرفة التي لا تضاهى.

وفي كثير من صفحات الكتاب تتحدث فايزة محمد بصوت الحكمة، وتحثُّ القاريء الحصيف على خوض غمار السفر، وأن يشق طريقه خارج حدود الوطن سائحا أو طالب علم؛ ليجمع خيوط المعرفة، ويصقل تجربته الحياتية، ويكتسب مهارات شتّى ليكون جسرا بين حضارة وطنه، وحضارات الدنيا التي شدّ رحاله إليها؛ فلكل بلد نكهة خاصة، وقد جعلنا الله "شعوبا وقبائل"؛ متباينة لنتعارف ونتعاون مع احتفاظنا بالسمات الخاصة لثقافتنا.

تعليق عبر الفيس بوك