السياقة تحت المطر

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

مع حلول فصل الشتاء على شبه الجزيرة العربية تعتدل درجات الحرارة وتميل للبرودة ويبدأ معها موسم الأمطار الشتوية، ولأننا في الغالب نعتمد في تنقلاتنا على مركباتنا الخاصة أكثر من وسائل النقل العام فتكثر بذلك مخاطر السياقة خاصة تحت المطر.

ويعدُّ الشتاء من أجمل فصول السنة، ومع دخول موسم الأمطار الشتوية يبدأ الناس في التحضير للرحلات والتنزّه بغرض الاستجمام والاستمتاع بالأجواء الرائعة بين الصحاري والوديان وينابيع المياه التي تتشكل بعد نزول الأمطار، ومنهم من يخرج على عجل لمشاهدة جريان الأودية الجارفة لأجل الاستمتاع بهذه المناظر والأجواء الاستثنائية أو توثيق هذه المشاهد خاصة عند المصورين وهواة الطقس.

على أية حال فإنه من الطبيعي للواحد منَّا ممارسة الأنشطة التي يحبها خاصة مع هطول الأمطار، ولكن هذا يتطلب الانتباه جيداً ومتابعة نشرات حالة الطقس والتحذيرات الصادرة عن جهات الاختصاص حتى نقيّم الخطر ونتعرّف على الوقت المناسب للخروج سواء للتنزّه أو للقيام برحلات التنقل الخاصة بمهمات العمل اليومية، كما لا بد لنا من الانتباه لمركباتنا؛ حيث إن الصيانة الدورية وحدها لا تكفي للسير بها في الأجواء الماطرة، فلابد للسائق من التأكد من سلامة الإطارات في المقام الأول خاصة ضغط الهواء وكذلك سلامة خطوط تصريف المياه (النقشة)؛ حيث تسمح النقشة التي على الإطار بعبور مياه الطريق خلالها أثناء سير المركبة على الطرقات المبللة؛ الأمر الذي يمنح المركبة التوازن والثبات ويمنع من إنزلاقها وتدهورها خارج الطريق، وهنا لا بد للسائق أن يعي أن سلامة الإطارات وصلاحيتها أمر في غاية الأهمية وذلك لكون أرضية الطريق تتجمع عليها قطرات الزيوت التي تتسرب من المركبات طوال العام ويحدث عند نزول المطر تشكل طبقة وحل وهي خليط من بقايا الزيوت وحبات الأتربة؛ الأمر الذي يجعل المركبة خاصة مع السرعات العالية تسير فوق طبقة الوحل وليس على الأسفلت مما يعني أن احتمالية انجراف المركبة وانزلاقها واردة في أية لحظة.

وبحسب دليل المستخدم لشركة إطارات بريجستون العالمية اليابانية، فإن المركبات تتعرض للانزلاق عندما تتسبب الأمطار الغزيرة بتجمع الماء بين الإطار وسطح الطريق؛ حيث يحول الماء دون تشبّث الإطارات بالطريق وفقدان قوة الاحتكاك ومع فقدان القدرة على التوجيه أو الكبح أو التسارع، يفقد السائق سيطرته على مركبته، وهي بحد ذاتها تمثل تجربة مخيفة يمكن أن تتسبب في وقوع كارثة، وبشكلٍ عام فإن الإطارات الجيدة للمركبة مع السرعة المنخفضة يمكن أن تتجاوز التجمعات المائية والطرق الزلقة بأمان أكبر عن تلك الإطارات الممسوحة والتي تلاشت وتآكلت نقشتها.

وفي كل الأحوال.. يتوجب على السائق التأكد من سلامة ماسحات الزجاج؛ حيث يجب أن تكون طبقة المطاط مرنة وليست يابسة؛ لضمان كفاءة عملية التنظيف وقت نزول المطر، كما يتوجب على السائق أيضًا تشغيل المكيف وتوجيه ضخ الهواء ناحية الزجاج الأمامي، وتشغيل مفتاح الحرارة للزجاج الخلفي، وذلك لضمان عدم تكون الضباب على الزجاج وبالتالي يمنح رؤية واضحة للسائق. ويحذر الخبراء من استخدام مثبت السرعة أثناء السياقة في الأجواء الماطرة؛ لأنه عند دخول السيارة في بركة ماء على الطريق تعمل المياه على مقاومة سرعة المركبة والتخفيف منها بينما المثبت  يحافظ على ثبات السرعة ويزيد المحرك من سرعته تلقائيًا الأمر الذي قد ينتج عنه انزلاق المركبة.

وبصفة عامة ينصح الخبراء بتقليل السرعة أثناء السياقة تحت الأمطار، إضافة إلى ضرورة ترك مسافة أمان كافية بين المركبة والأخرى التي تسير أمامها؛ وذلك لتجنب حوادث الاصطدام في حالات التوقف المفاجئ لأية أسباب، كما ينصح الخبراء بتشغيل الأنوار الأمامية الخفيفة وليس الضوء العالي وعدم استخدام إشارات التنبية الضوئية للمركبة أثناء السياقة في الأجواء الماطرة، إلا لتنبيه السائقين الآخرين في حالات الخطر على الطريق.

وتبقى الأمطار نعمة من نعم المولى عز وجل على عباده، وعلينا أن ندرك أيضًا أن المركبة ذاتها نعمة وأن أرواحنا غالية، وعلينا أن نأخذ بالأسباب لضمان سلامتنا أثناء السياقة تحت المطر.. ودمتم سالمين.