استعراض أحدث المعارف لحماية الإنسان والبيئة ومعالجة الاحتباس الحراري

تكريم الفائزين بـ"إيكوثون الشباب" وأفضل 5 عروض علمية في ختام مؤتمر عمان للاستدامة البيئية

◄ نشر 80 ورقة علمية في مجلة عالمية لإبراز جهود عمان في المجالات البيئية

 

مسقط- العُمانية

كرّم صاحب السُّمو السّيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السُّلطان قابوس، أفضل خمسة عروض علمية في ختام أعمال مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية، وكذلك الفائزين في مبادرة منافع "إيكوثون الشباب" وأعضاء اللجنة العلمية في المؤتمر.

وأقيم المؤتمر على مدار 3 أيام بمشاركة عدد من الخبراء والعلماء والمختصّين في المجال البيئي من داخل سلطنة عُمان وخارجها، لمناقشة محور تغيُّر المناخ وجودة الهواء، وبحضور أكثر من 400 مشارك من حوالي 25 دولة، بالإضافة إلى 100 مشارك في إكوثون الشباب المُصاحب للمؤتمر الذي نُظم بالشراكة مع مُبادرة "منافع".

وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، إن المؤتمر تضمن العديد من أوراق العمل التي ركزت على محور يتصل بالتغيُّر المناخي وجودة والهواء، وأن النقاشات العلمية للمشاركين أسهمت في إثرائه، لافتًا إلى أن سلطنة عُمان حققت أفضل تصنيف في المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب منظمة رايس التابعة للبنك الدولي، بحصولها على المرتبة السادسة على مستوى العالم في استخدامات الطاقات المتجددة.

وأكّد سعادته أنّ حصول السلطنة على هذا التصنيف جاء نتيجة جهود كبيرة بذلت من المؤسسات المعنية، وكذلك مجموعة من المبادرات والمشروعات في مقدمتها السياسة البيئية الوطنية في قطاع الطاقة والخطة الوطنية للحياد الصفري وغيرها، موضحاً أنَّ هذا يُعدُّ حافزًا لبذل المزيد من الجهد والعطاء لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية ووفقًا للمؤشرات الحالية في مجال الطاقة النظيفة والقطاع البيئي التي سيتمُّ تحقيقها قبل موعدها.

وذكرت نجاح بنت محمد الراشدية المديرة العامة لمركز الابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أنّ ماراثون "منافع" أعطى حلولًا وأفكارًا قابلة للتطبيق لتخفيف تأثيرات التغير المناخي، وحلولًا أخرى لتفادي أضرار التلوث التي تعاني منها المجتمعات من أثر المصانع ووسائل النقل وأخرى في مجالات متنوعة، موضحة أن الماراثون يُعدُّ منصة لتحفيز الابتكار والتطوير وتشجيع رأس المال البشري في سلطنة عُمان، واستقطاب المواهب الشابة للمشاركة في إيجاد الفرص الاستثمارية والتجارية التي مصدرها التنوع الأحيائي الفريد الذي تمتاز به السلطنة.

وتابعت: "إننا نؤمن أنّ برنامج منافع يمثل منصة مميزة، ليس هدفها فقط إيجاد قيمة مضافة من الموارد الوراثية فحسب وإنما اكتشاف رواد أعمال ناجحين يتنافسون في ابتكار منتجات صديقة للبيئة تستفيد من الثروة الطبيعية لسلطنة عُمان من أجل استدامتها وصونها من الانقراض، كما نسعى لجعل سلطنة عمان مكانًا تنمو وتزدهر فيه الأعمال التجارية المراعية للبيئة وأن تُصبح محورًا تتحول فيها الأفكار والابتكارات العلمية العظيمة إلى منتجات وخدمات حيوية قابلة للتطبيق تجاريًا".

وأشارت الراشدية إلى التعاون مع جامعة السُّلطان قابوس ممثلةً في مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا، لاحتضان الفرق الفائزة، وتطوير المنتج ورفع المستوى المعرفي لأعضاء فنيا وتجاريا وتسجيل الملكية الفكرية لذلك المنتج، بالإضافة إلى التعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص المتخصصة لتكون مسرعة أعمال لاحتضان الفرق الفائزة لما بعد الحاضنة.

أفضل خمس أوراق علمية

وفي ختام المؤتمر، تم الإعلان عن أفضل 5 ورقات علمية، حيث فازت نور بنت جمعة البلوشي من جامعة السلطان قابوس عن ورقتها العلمية: "التكوين الكهربائي الميكروبي كتكنولوجيا حيوية جديدة لعزل ثاني أكسيد الكربون واستعادة الموارد المتجددة من أجل الوصول إلى صافي صفر من انبعاثات الكربون". كما فازت مها بنت راشد الهنداسية من جامعة صحار عن ورقتها العلمية: "التنبؤ بجودة رطوبة التربة بالنمذجة المناخية باستخدام مستشعرات إنترنت الأشياء والشبكة الواسعة ذات الشبكة المنخفضة في سلطنة عُمان".

وفازت الدكتورة عذاري بنت عبد الله الزعابية من جامعة السلطان قابوس عن ورقتها العلمية: "هل يعد تغير المناخ سببًا لارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة- أقل من 50 عامًا". وفازت رانيا عبد الرحمن عثمان أستاذ مساعد في العمارة بكلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا عن ورقتها العلمية: "تطبيق نمذجة محاكاة الطاقة لإزالة الكربون من المباني". وفازت الورقة العلمية "تقييم محولات طاقة الأمواج باستخدام نموذج سوان في ساحل عُمان مع الأخذ في الاعتبار دورها في الحد من تلوث الهواء" للدكتور محمد رضا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما تم الإعلان عن الفرق الخمس الفائزة في ماراثون أفكار التنوع الأحيائي "منافع" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهم: مداهن، وسادن، ونقاء، وعُمانيم، وGreens. وستحظى الفرق الخمس الفائزة بتقديم خدمات الحاضنة العلمية، وذلك في الفترة من 2 فبراير إلى 29 يوليو القادمين، لتقوم الفرق خلالها بتطوير المنتج والتأكد من جاهزيته، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات العلمية من أجل تحسين وتطوير المنتج، بالإضافة إلى التأكد من حقوق الملكية الفكرية وإعداد الهوية التسويقية لمنتجات الفرق الفائزة حيث تستغرق هذه المرحلة 6 أشهر.

وشَهِدَ المؤتمر تقديم 80 ورقة عملية تمّ انتقاؤها من بين مئات الأوراق المقدمة ستُنشر في مجلة علمية عالمية محكمة الأوراق وهي (Journal of Environmental Science and Pollution Research (Q1 Journal published by Springer)) مصنفة في التقييم العالمي (5.2 Impact Factor ) لإبراز جهود ومكانة سلطنة عُمان في النشر العلمي والبحثي في المجالات البيئية المتخصّصة في محاور جودة الهواء وتغير المناخ، كما نُظِمت حلقات عمل متخصّصة ركزت على طاقة الهيدروجين الأخضر وإدارة الميثان.

وركّز المؤتمر على عددٍ من الموضوعات المتعلقة بجودة الهواء وتغير المناخ، كإدارة تلوث الهواء وأفضل الممارسات والخبرات العالمية والتشريعات والقوانين واللوائح البيئية، وقياسات تلوث الهواء والنماذج الرياضية العددية لجودة الهواء وتغير المناخ، وجودة الهواء الداخلي والخارجي ومراقبة ورصد عمليات تلوث الهواء في جميع الأنشطة والمواقع والمخاطر البيئية المحتملة، وأحدث التقنيات والابتكارات والتكنولوجيات في مكافحة تلوث الهواء وتقليل آثاره البيئية والاجتماعية والصحية. كما ناقش المؤتمر أحدث التطورات والاتجاهات والقضايا في جميع مجالات جودة الهواء وتغير المناخ وركز على دور وأهمية الحد من ملوثات الهواء والمناخ وتقديم أحدث المعارف المتطورة لحماية صحة الإنسان والبيئة ومعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

وجاء المؤتمر بتنظيم من هيئة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة السُّلطان قابوس ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومؤسسة الرؤية للصحافة والنشر، وذلك في ضوء الأولويات الوطنية لرؤية "عُمان 2040"، بمحورها المتعلِّق بالبيئة والموارد الطبيعية، وفق توجًّهات الحكومة للتعاطي مع هذا المحور الحيوي المهم خلال سنوات تنفيذ الرؤية المستقبلية.

تعليق عبر الفيس بوك