"الوداع المخجل".. إعلاميون يحمّلون "اتحاد القدم" السعودي مسؤولية خروج "الأخضر" من "خليجي 25"

الرؤية- وليد الخفيف

حمّل إعلاميون وصحفيون سعوديون مسؤولية خروج الأخضر من الدور الأول في منافسات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 25" والمقامة في مدينة البصرة بالعراق، إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، واصفين الوداع المبكر بـ"المنطقي" نتيجة لقرار الاتحاد المشاركة بالمنتخب الأولمبي ولاعبي الصف الثاني. كما أعربوا عن تعاطفهم مع المدرب الوطني سعد الشهري الذي خاض البطولة دون إعداد وفي ظل عدم اهتمام اتحاد كرة القدم السعودي بلقب الخليج.

ويعتبر الإعلامي السعودي عدنان جستنيه أن نظرة الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى بطولة كأس الخليج باتت هامشية، حيث يحرص على استمرارها بشكل صوري، مضيفا: "يبدو أن كثرة المشاركات للمنتخب وللأندية كان سببا في قلة الاهتمام بها، حيث منحت البطولات القارية وتصفيات بطولة كأس العالم الأولوية من الاهتمام، ولكن للأسف الشديد على الرغم من كل الدعم المقدم من الدولة ومن وزارة الرياضة إلا أن النتيجة واحدة، وتتكرر نفس الأمور بأن يأتي اتحاد جديد وتنتهي مدة ولايته دون أي شيء جديد".

ويتابع: "شاهدنا حصيلة مشاركاتنا في بطولة كأس العالم التي أقيمت في قطر، وللأسف الشديد اتحاد الكرة لم يحسّن في طريقة تعامله مع المدرب رينارد، فبأي حق لا يتولى رينارد مسؤولية تدريب المنتخب رغم تفرغه التام حاليا وتسلمه للراتب الشهري بالكامل".

ويرى جستنيه أن المدرب الوطني سعد الشهري لا يتحمل أي مسؤولية بعد الخروج المبكر من "خليجي 25"، موضحا: "لا يلام بأي حال من الأحوال مدربنا الوطني ولا اللاعبين، خروج منتخبنا من الدور الأول طبيعي جدا".

ويصف خالد الروقي الصحفي في جريدة الجزيرة السعودية، مشاركة المنتخب السعودي في خليجي 25 بالمنطقية، في ظل كثرة المشاركات للمنتخب والأندية السعودية في الاستحقاقات الخارجية، لافتا إلى أن البطولة كانت فرصة جيدة لإكساب بعض اللاعبين الخبرة في أول ظهور لهم بقميص الأخضر.

ويقول: "يتعين علينا أن نقرأ الوضع الحالي لكرة القدم السعودية، فهناك 3 بطولات هي دوري روشن للمحترفين وكأس الملك وبطولة السوبر وكل بطولة لها قيمتها، علاوة على المشاركات الخارجية للأندية مثل الآسيوية والعربية، فالهلال مثلا ينتظره معترك عالمي في مونديال الأندية بعد شهر، ولا بد أن نضع في الاعتبار توقف الدوري لمدة شهرين نظير ارتباط المنتخب بالمشاركة في كأس العالم، والتي قدم فيها الأخضر أداءً شرّف العرب؛ لذلك ووفقا لهذه القراءة فإن التشكيلة المختارة تبدو منطقية جدا بحيث تستمر البطولات المحلية ولا تتأثر الأندية كثيرا بمشاركة نجوم الصف الأول، مع منح الثقة للمدرب للوطني سعد الشهري لكسب مزيد من الخبرة".

ويؤكد الروقي أن المشاركة في "خليجي 25" كانت جيدة رغم خروج المنتخب من الدور الأول، لأنها أكسبت العديد من العناصر الجديدة الخبرة، موضحا: "الطموحات كانت أكبر لكن يجب تحليل التجربة ورصد الملاحظات وتصحيح الأخطاء وتعزيز الإيجابيات بشكل يضمن تحقيق نتائج أفضل في الاستحقاقات القادمة".

ويشير الإعلامي السعودي فلاح القحطاني، إلى أنه توقع خروج منتخب بلاده من الدور الأول وذلك بسبب الظروف التي عانى منها المنتخب ومدربه سعد الشهري، والتي تمثلت في قرار الاتحاد بمنح لاعبي المنتخب الأول والمدرب الفرنسي هيرفي رينارد، راحة بعد المشاركة في كأس العالم، وتكليف سعد الشهري بقيادة المنتخب قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة.

ويذكر أن الوقت كان ضيقا أمام المدرب الوطني وهو ما أثر بشكل كبير على الخيارات الفنية وعدم تمكنه من ضم عناصر أساسية في فرقها، موضحا: "لقد أُجبر على اختيار من لا يجد فرصة للعب في ناديه وكلهم تحت سن 23 سنة لذلك الخروج كان أمرا متوقعا ويتحمله اتحاد كرة القدم، كما أنه لم يكون هناك وقت كاف لتجهيز اللاعبين المختارين للقائمة المستدعاة للبطولة، ولم يتم الاستعداد الفني إلا قبل انطلاقتها بأيام قليلة".

ووجه القحطاني الشكر للمدرب سعد الشهري ولاعبيه على تلبية نداء الوطن وما قدموه من أداء جيد في ظل الظروف غير الملائمة.

ويستنكر عثمان الشلاش عدم الاستفادة من التعاقد مع رينارد في هذه البطولة التي تهم جماهير الكرة الخليجية، قائلا: "لقد تعاقدتم مع مدرب يحمل اسما كبيرا لتحقيق البطولات، ودورة الخليج بطولة مهمة لجماهير الخليج والخروج من الدور الأول بخسارتين دون مستوى يذكر أمر غير مقبول".

ويضيف: "تمنيت أن نشارك بالمنتخب الأول خاصة أنه جاهز وقادم من كأس العالم، فالمشاركة بالمنتخب الأول كانت ستعزز فرصنا في نيل اللقب، فهو منتخب ثقيل فنيا ويضم عناصر مميزة، ولو كانت دورة الخليج قبل كأس العالم لكانت المشاركة بالصف الثاني مقبولة خشية من الإصابات مثلا، ولكن اللاعبين رجعوا وانتظموا في الدوري وهم جاهزون للمشاركة، ولا أجد مبررا لتكرار أخطاء مسؤولي الاتحاد السعودي، فالوادع كان مخجلا".

ويلقي الشلاش مسؤولية الخروج من البطولة على الاتحاد السعودي، لأن المشاركة بالفريق الأساسي كانت ستساهم في زيادة قوة المنافسة في البطولة وعدم حرمان الجماهير من المتعة الكروية ووصل منتخب بلادهم إلى النهائي والفوز باللقب، متابعا: "المسؤولون في اتحاد الكرة لم يعطوا كأس الخليج الأهمية التي تستحقها، وأتعجب من المشاركة بمنتخب غير منسجم يرتكب أخطاء بدائية، وأتمنى أن نشارك في البطولة القادمة بالمنتخب الأول وانتزاع اللقب المحبب للجماهير السعودية".

من جهته، يرجع الإعلامي السعودي حسين الشريف، أسباب خروج الأخضر السعودي من الدور الأول لكأس الخليج، إلى غياب طموح المنافسة من قبل القائمين على المنتخب، وذلك بمشاركة لاعبين غالبيتهم من فئة الأولمبي، موضحا: "ألقت مشاركة المنتخب في كأس العالم بظلالها على عدم الاهتمام بكأس الخليج فضلا عن غياب الروح لدى اللاعبين لشعورهم بأن المشاركة من أجل المشاركة فقط، كما أن تراجع مستوى الانسجام بين اللاعبين جاء نتيجة عدم مشاركتهم مع بعض أو حتى عدم مشاركتهم بالدوري المحلي، مع انخفاض مستوى بعض اللاعبين الذين اعتمد عليهم الجهاز الفني.

واختتم حديثه قائلا: "قوة المنافسين مثل منتخب العراق صاحب الأرض والجمهور والمطالب بتحقيق البطولة وكذلك المنتخب العماني المتطور كثيرا في السنوات الأخيرة بالإضافة للأخطاء الفنية من اللاعبين السعوديين والمدرب، كل ذلك ضمن أسباب الوداع الحزين".

تعليق عبر الفيس بوك