الحكومة تحتاج إلى النقد البنّاء

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

(1)

لكل فرد في هذا الوطن دوره الذي يُؤدي من خلاله رسالته ومُهمته، فعلى الطبيب دوره، على المهندس دوره، وعلى الجندي دوره، وعلى الوزير دوره، وعلى الموظف دوره..وهكذا تتكامل الصورة، ويتعاضد المشهد، وينهض الوطن، ويسير نحو المستقبل.

الوطن للجميع، والجميع للوطن.

(2)

لا يحتاج الوطن إلى المُطبلين، والمهرجين، ولا يحتاج لأولئك الذين يرسمون صورة بعيدة عن الواقع لحال النَّاس، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، ولا يحتاج الوطن إلى أولئك الذين يعتقدون أنهم فوق مستوى الانتقادات، وفوق مستوى البشر.

مثل هؤلاء موقعهم خارج إطار الزمان والمكان؛ فالوطن لا يُبنى بالتصفيق؛ بل يُبنى بالعقول الراشدة، والقلوب المُخلصة، المؤمنة والمفعمة بالأمل، والحياة.

(3)

الوزراء مجموعة من الموظفين الذين يعملون ليل نهار، ليؤدوا أماناتهم، وهم في كل الأحوال بشر يأكلون، ويشربون، ويمشون في الأسواق، ولذلك قد يجتهدون فيصيبون، وقد يخطؤون فيراجعون حساباتهم، وفي كل الأحوال يكمن نجاح كل وزير بفريق العمل الذي حوله، فإما أن يكون ناصحًا، وأمينًا، يعينه على اكتشاف العيوب والأخطاء، وإما أن يكون هذا الفريق مُحابيًا، مُجاملًا، يُزيِّف الواقع، ويصفِّق لكل ما يقوله ويفعله وزيره، ولو كان ذلك على حساب الوطن.

الفريق الأول يحكمه العقل والوطنية، والفريق الثاني يحكمه الأهواء والمصالح الشخصية..وعلى الوزير أن يختار بينهما.

(4)

المواطن يرى أنَّ نتائج الخطط الحكومية بطيئة، ويريد أن ينعكس كل انتعاش اقتصادي على حياته، والحكومة ذات نفس بعيد، وترى أنها تعمل لصالح المواطن على المدى البعيد، وفي كل الأحوال سيصل الجميع إلى "خط النهاية" ذات يوم.. وسيكون الوطن هو الفائز في هذا "الماراثون" الصعب.

(5)

النقد لا يعني الانتقاص من جهود الحكومة؛ بل هو مُمارسة حقٍ أصيلٍ للمواطن تجاه وطنه.

(6)

"نقد الذات الجمعية" هو أول خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء الوطن، والنقد لا يعني الهدم؛ بل يعني التأسيس على أرض صلبة.

(7)

ما يفعله التصفيق في غير محله، هو ذاته ما يفعله الصراخ في غير وقته، كلاهما يشوّشان على الرؤية.

(8)

الجميع "يدّعي" حب الوطن، ولكن القليل منهم من "يفعل" ذلك.