كُلنا مع "الأحمر" في البصرة.. ولكن!

علي بن بدر البوسعيدي

نتابع جميعًا بترقب كبير ما ستسفر عنه منافسات بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 25"، والمقرر أن تنطلق مساء يوم الجمعة، والتي تقام بعد أسابيع قليلة من إسدال الستار على كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022"، ما يعني أننا أمام منافسة صعبة، خاصة مع المنتخبين الذين شاركا في المونديال وهما: الأخضر السعودي، والعنابي القطري.

الحقيقة أن كأس الخليج العربي بطولة لها مذاق خاص؛ حيث إنها البطولة الأكثر شعبية بين شعوب الخليج العربي، خاصة وأن منتخباتنا تقترب من بعضها في المستوى، ربما باستثناء منتخب السعودية الذي أثبت تفوقًا كبيرًا في كأس العالم وتغلب على الأرجنتين التي فازت بالمونديال!

وعندما نتحدث عن كأس الخليج، فإننا نستحضر ذكريات جميلة مرت علينا خلال العقود الماضية، والتي شهدت إقامة منافسات ألهبت حماس المشجعين في كل الأقطار الخليجية، واستطاعت أن تعزز من وحدة وتماسك دول الخليج، وقد سبق لمنتخبنا العماني أن فاز بهذه البطولة، ما يؤكد قدرتنا على الفوز بها مجددًا هذه المرة ونعود من بلاد أسود الرافدين بالكأس الخليجية.

ورغم الآمال المعلقة على الأحمر العماني ومؤازرتنا له بكل ما نستطيع، إلّا أن هذه البطولة تدفعنا للتساؤل حول مستوى وقوة منتخبنا الوطني، وقدرته على تحقيق الألقاب الإقليمية والقارية، فما زلنا منذ سنوات طويلة في نفس الموقع الذي وصلنا إليه قبل عقود، لم نتمكن من الوصول إلى نهائيات كأس العالم، كما لم نُحقق كأس آسيا، يومًا ما، وعندما تحيل هذه الأسئلة وغيرها إلى المعنيين في الاتحاد العماني لكرة القدم، لا تجد إجابة شافية وافية، تجد فقط أعذارا وحججا تستطيع أن تضع أمامها عشرات من علامات الاستفهام والتعجب!! في حين أن ملاعبنا في القرى والحارات والأندية، تزخر بالعديد من الكوادر الشبابية المتميزة في كرة القدم، فالشاب في عمان ينشأ على حب وعشق كرة القدم، حتى إننا نلعبها على الشواطئ وفي السيح وفي الملعب وفي كل مكان يمكن أن نمارس فيه كرة القدم، فهي الرياضة الشعبية الأولى في سلطنتنا الغالية، وإذا ما أجرينا حصرًا لعدد العمانيين الذين يمارسون كرة القدم سنجد أن 90% من الشباب على الأقل يمارسونها، سواء منفردة، أو بجانب رياضة أخرى. وهذا يؤكد بكل وضوح مدى اهتمام الشباب بكرة القدم، ولذلك لا أجد أي مبرر منطقي أو حجة مُقنعة بأن الخلل يتمثل فقط في اللاعبين؛ بل أقولها بوضوح إن الخلل في المنظومة التي لا تساعد على تبني وتنشئة رياضيين على مستوى عالٍ من المهارات، علاوة على ضعف دورينا، نتيجة لضعف المردود المادي فيه وافتقارها لأدوات الاستثمار الرياضي الحقيقية؛ حيث إن كرة القدم أصبحت دون شك أحد أبرز أشكال الاستثمار، فهناك صناديق استثمار خليجية تملك أندية في أوروبا، وتدر عليها ملايين الدولارات، وهناك كذلك دوريات في المنطقة قادرة على جذب القطاع الخاص والحصول على رعايات كبيرة.

لكن في المقابل، أين القطاع الخاص هنا في عمان القادر على رعاية كرة القدم رغم شعبيتها؟! إذا استثنينا الشركة الحكومية الكبيرة التي ترعى الدوري، فلن نجد سوى مساهمات ضئيلة للغاية، فالأزمة هنا مادية.

إنني أرجو من كل محبي كرة القدم وعشاق هذه الساحرة المستديرة، أن يمنحوا قطاع كرة القدم المزيد من الاهتمام، من خلال رعاية الأندية واللاعبين وإتاحة المجال أمام مزيد من الاستثمارات الحقيقية للأندية، وليس فقط في تأجير محال تجارية على سور النادي أو قطعة أرض في مكان ما، نريد استثمارا في المستقبل، استثمارا في الرياضة، استثمارا في الغد المشرق الذي ننتظره جميعًا.