رسائل انتخابية

 

أحمد بن خلفان الزعابي

 

شهدت سلطنة عُمان يوم الأحد الخامس والعشرين من ديسمبر للعام 2022 انتخابات المجالس البلدية للفترة الثالثة ولهذه الفترة من الانتخابات مميزات لم تكن موجودة خلال الفترات السابقة من عمر المجالس البلدية منذ العام 2011.

الرسالة الأولى أوجه خلالها التهنئة والشكر والتقدير لوزارة الداخلية، فقد كسبت الرهان بتوجهها نحو استخدام تكنلوجيا المعلومات والاتصالات ولأول مرة ننتخب مرشحينا عبر "تطبيق أنتخب" للهواتف الذكية ونتابع الفرز الآلي عبر التطبيق الآخر "انتخاب"، وهذا مؤشر يعكس التطور الرقمي الكبير نحو توظيف التكنولوجيا في مسار العملية الديمقراطية الانتخابية في اختيار المترشحين لعضوية المجالس البلدية للفترة الثالثة.

الرسالة الأخرى أوجهها للناخبين الذين استشعروا الأهمية في ضرورة اختيار الأنسب في من يمثلهم لعضوية المجالس البلدية لولاياتهم وبادروا باختيار مرشحيهم وفق المعايير التي التمسوها فيهم كلٍ بحسب ما يراه في مرشحه، وأقول لهم بأنكم أنتم الفائزون سواء وُفّـق أو لم يُوفّـق مرشحكم، ولأنكم انتخبتم لأجل الوطن فواصلوا المشوار مع من توفق لعضوية المجالس البلدية بمدهم بالأفكار والمُقترحات التي تخدم مصلحة الولايات والمحافظات عمومًا في مجالات اختصاصات المجالس البلدية والتي هي في الأصل متاحة للاطلاع عبر موقع وزارة الداخلية الموقرة على الشبكة الدولية للمعلومات الإنترنت، من خلال قانون المجالس البلدية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (126/ 2020) وتعديلاته، ولائحته التنفيذية الصادرة بالقرار الوزاري رقم (44/ 2022) بتاريخ 28/ 2/ 2022، وكذلك نظام المُحافظات الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (36/ 2022)؛ حيث سيُساهم تواصلكم المستمر مع مُمثليكم في هذه المجالس إلى نقل همومكم وتطلعاتكم ومقترحاتكم ليضعها العضو المنتخب على طاولة المجلس ويطرحها للمناقشة وقد يتم الأخذ بالأفكار البناءة التي تخدم المصلحة العامة، إضافة إلى أن هذا التواصل سيُشعر هذا العضو بالأهمية البالغة لأصواتكم التي منحتموها إياه.

والرسالة التالية لكافة المترشحين لعضوية المجالس البلدية سواء من حالفهُ التوفيق أم من لم يُوفّـق، وأقول لكم بوركتم فأنتم جميعكم فائزون لأنكم في الأساس تصديتم لقضية وطنية كبيرة ونلتم شرف المنافسة فهدفكم هو خدمة شعبٍ وخدمة وطن بأكملهِ ومن لم يُحالفهُ التوفيق فاجتهدوا بمواصلة المشوار من خلال تقديم الدعم بالأفكار والاستشارات ومقترحات المشاريع التي تخدم العمل البلدي وكل ما من شأنهِ أن يقود نحو استثمار موارد المحافظة عمومًا.

أما من حالفهُ التوفيق وأصبح عضوًا ممثلًا لولايتهِ في المجلس البلدي للفترة الثالثة، فأبارك لكم وأتقدم لكم بالتهنئة وعليكم أداء الواجب وحمل الأمانة التي نلتموها من خلال ثقة الناخبين وأمامكم مسؤوليات كبيرة لا بد لكم من القيام بها خلال دورة المجلس لهذه الفترة ولن يكون أمام أيٍّ منكم مجالاً للتراخي حيث، لكل ولاية ممثلان اثنان فقط واختصاصات المجالس البلدية واضحة والصلاحيات الممنوحة لكم قانونًـا أصبحت متاحة ولم يعد هناك مجال للمجاملات على حساب المصالح البلدية للولايات أو عموم المحافظات، ولابد لكم من الاستفادة من الخبرات حيث إن لديكم من سكان ولاياتكم الكثير من الكفاءات الوطنية في مختلف مجالات العمل سواء من المتقاعدين أو الموظفين لأنَّ الجانب الاقتصادي واضح جدًا ضمن اختصاص المجالس البلدية خلال هذه المرحلة.

وأخيرًا.. فإننا انتخبنا لأننا استشعرنا الأهمية البالغة لوجود كفاءات تمثلنا في عضوية المجالس البلدية والتي يُعوّل عليها شعبًا بأكمله أن تقوم بواجبها كما أراد لها قائد مسيرتنا المظفرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم يحفظه الله تعالى.