يرى أن الشعر هو البوح بالكلمة الشاعرة بلغة تجتاز المألوف وتتلفع بجماليات المجاز

الشاعر السوري فرحان الخطيب لـ«الرؤية»: الأدب العُماني يتكئ على أرومة تليدة من منشأ تاريخي واحد

...
...
...
...
...
...
...

◄ المشهد الثقافي العُماني أثرى الحضارة العربية وتواصل مع حركة التحديث

◄ نحن العرب لنا ديوان شعري زاخر نظمًا وإبداعًا

◄ البعض فهم الحداثة استيرادًا مُعلّبًا.. فضاع كمن قلّد مشية الحجل!

◄ الحداثة في الشعر العربي بدأت منذ امرؤ القيس!

◄ بعض الشعراء ركن إلى خيار "الشعر النخبوي".. فابتعد الجمهور عنهم

◄ الشعر ما زال حاضرًا في الثقافة العربية رغم مآسي "وسائل التواصل"

◄ القصيدة العمودية لم تغب عن الساحة الشعرية العربية طوال القرون المنصرمة

◄ نظريات النقد العربي محدودة.. والنقد الصحفي لا يعدو كونه "إضاءات"

 

الرؤية- ناصر أبوعون

 

يؤكد الشاعر السوري فرحان الخطيب أن الأدب العُماني بما يزخر به من خصائص وصفات مميزة، يتكئ على ركائزة تليدة مترسخة في منشأ تاريخي واحد، مشيرًا إلى أن نهضة الأدب المعاصر انطلقت في الثلث الأخير من القرن الماضي، تزامنًا مع النهضة العمانية الشاملة التي بدأت في سبعينيات القرن العشرين، فظهرت أسماء عمانية لافتة ومهمة في الشعر والقصة والرواية.

وفرحان الخطيب، شاعر عربي سوري وعضو اتحاد الكتاب العرب، وجمعية الشعر، واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ونال جائزتي الزباء والقدس، وصدر له ثمانية دواوين شعرية، هي: "نواقيس الضحى"، و"ظل في الصحراء"، و"نبض خارج الجسد"، و"مر الهوى"، و"أتيتُ إليّ"، و"بوح ليس إلّا"، و"فيض قلب"، وكتابان للأطفال بعنوان: "تعال يا قمر"، و"أغنيات جولي وسيف"، وله قيد الطبع: "دفاتر اللهفة".

"الرؤية" التقت الشاعر السوري فرحان الخطيب ودار الحوار التالي...

 

 

 

** عودة إلى البدايات، متى اكتشفت قارة الشعر المفقودة داخل جغرافية روحك المتوثبة، وكيف ولجت إلى أبواب القصيدة؟

كانت تلح عليَّ برعمة تتفتح رويدًا رويدًا من شقوق تضاريس الروح، لكي ترى النور، وتصعد على دِراج الحياة، إنها برعمة الشعر الأولى التي لم تشأ أن تعيش الذبول، فامتدت سحابة عطرها على جدران أبجديتي الأولى، وتكاثفت ما بين غمام ورذاذ ومطر، فصرت أُنغّم البيتَ والبيتين في إعدادية العمر، شجعني عمي يوسف الذي كان يحتفي بالشعر الشعبي حفظا وتاليفا، ويمتحن معرفتي بمفردات اللغة، والتي حفظها من كتب التراث، كسؤاله عن معنى النبراس مثلًا، وما وطئت لذة الشعر عتبة عامي السادس عشر حتى كانت مجموعة شعرية محتشدة بالغزل وحب الوطن ناجزة بخط يدي، "ورود تتفتح" وآثرت الاحتفاظ بها حتى الان، لأقطف منها قصيدة واحدة لمجموعتي الشعرية الأولى "نواقيس الضحى" التي تتوأمت طباعتها مع تخرجي من الجامعة ومشاركاتي بالأمسيات والمهرجانات.

 

 

** تعريف الشعر بعيدًا عن الأدلجة، والخطابين القومي والعقائدي بما يدعم مرتكزات الهوية الثقافية؟

لم يجد كبار النقاد والمنظرين للشعر تعريفًا جامعًا مانعًا للشعر بعد، ولكن البوح بالكلمة عن جوّانية المشاعر بلغة تجتاز المألوف وتتلفع بجماليات المجاز والتعبير عما لا يقال بالخطاب المباشر، هو المبتدأ في الشعر، إلى أن تقعّد الشعر بتسميته وأوزانه، واعتلاء الشعراء صهوة القصيدة التي تتناسب أو لنقل تتقاطع بها أهواؤهم مع متطلبات القبيلة، ولاحقا المجتمع، ليصبح فيما بعد بوابة النفس الشاعرة إلى الناس دخولًا وخروجًا في الجماليات والأغراض الشعرية المعروفة، ومن هذا القبيل مرّ الشعر العربي بعصور ومحطات ولمّا يزل متوازنًا في تثبيت جذوره الأولى في منابتها البدئية، مع تطعيم وتشذيب وتقليم أغصانه كلما دعت الحاجة وليس أبو نواس ولاحقًا نازك الملائكة وبدر شاكر السياب الوحيدين العاملين في بستان اللغة والشعر، وسيبقى التطور بما لا يخيفني أبدًا من محاولات تهميش أو طمس الهوية، ولكنني راغب بالتأكيد في تحديثها حسب المقتضى.

 

** ننتقل إلى عُمان.. كيف تنظر إلى المشهد الأدبي في السلطنة؟

يتموضع الأدب العماني إلى جانب الآداب العربية المتعددة الفروع من الأقطار العربية، على الساحة الثقافية بوضوح ويقرأ باهتمام من قبل الدارسين والمثقفين العرب، وفي النهاية هو أدب يتكئ على أرومة تليدة من منشأ تاريخي واحد، توضّح في القرن الثاني للهجرة على يد بعض الدارسين، وتنامى من العصور السالفة إلى اللاحقة، ولكن نهضته المعاصرة نستطيع القول إنها تشكلت وتبلورت في الثلث الأخير من القرن العشرين عبر ظهور أسماء عُمانية لافتة ومُهمة في الشعر والقصة والرواية، وقد أثرى ذلك الحضور التواصل الثقافي بين مسقط وبقية العواصم العربية عبر المجلات والصحف والنشر المتبادل، وحضور المهرجانات والفعاليات المشتركة بين الدول العربية، وهذا ما يزيد من اطلاعنا على الأدب العماني بأشكاله المتعددة والذي نحترم ونقدر مبدعيه، متمنين لهم العطاء والإبداع الدائمين.

 

 

** يُطعن بالحداثة بوصفها إنجازًا غربيًا، وهي كذلك بالفعل.. أليس من حداثة عربية تحققت؟ وكيف يسهم الشعر في تأصيلها؟

كثير من النقاد العرب نوّهوا إلى أن الحداثة الشعرية العربية ليست مرتبطة بحداثة الغرب، ولا يجب أن نفهمها بهذا المضمار، وقد نوّه وأشار إلى ذلك أدونيس معتبرًا أن بيتًا تراثيًّا ربما فيه من الحداثة أكثر بكثير مما يوجد في قصيدة نثر معاصرة، وهو ذاته وكثير من الشعراء العرب بنوا حداثتهم على أسس قصيدة النثر التي وضعتها الناقدة الفرنسية سوزان برنار عبر دراستها لمواطنها الشاعر بودلير. ولكن أرى أننا- العرب- لنا ديوان شعري زاخر نظمًا وإبداعًا منذ امرؤ القيس حتى الآن، ونستطيع أن نقطّر من بحوره حداثةً تتلاءمُ ومعاصرتنا، لأن البعض فهم الحداثة استيرادًا مُعلّبًا، فضاع كمن قلّد مشية الحجل.

 

 

** رزح الشعراء العرب في العقود الثلاثة الأخيرة تحت نير العديد من المتغيرات السياسية والاجتماعية، محاطين بسياج اقتصادي شائك، ما خلف أثارا خطيرة على الإبداع، كيف يمكننا الانفلات من هذه الأزمة، والخروج بأقل كلفة من الخسائر؟

الشاعر كما في دراساتنا الأولية هو ابن بيئته، وقصيدته لسان حالها، مهما حاول أن يتشكّل بصلصال شعري آخر، وقد رمى الواقع نفسه على المنجز الإبداعي بكل ثقله، ولم يتعثر الشعراء في توصيف وتجسيد هذا الذي هم فيه، ولكنهم ظنوا أنفسهم بأنهم مطالبون بإيجاد الحلول، فبدأوا يبحثون عنها عبر قصائد أثقلت كاهلهم في التأليف، وأضاع المتلقي بوصلة الخلاص والانفراج من خلالها، فحدث أن الإثنين- أقصد الشاعر والمتلقي- وقعا في دائرة الغبش وضآلة الرؤية، فلا الشاعر بيده مفاتيح الأبواب المغلقة، ولا المتلقي وجد صالته في قصيدة عصماء، وبهذا وقع الفتور بينهما ما دعا إلى الكثيرين بالقول فليكن الشعر نخبويًا ولم يكن يومًا الشاعر "عرضحالجي" (أي مجرد كاتبٍ) وهذا صحيح في واقع الحال في ظل الأزمات التي تحاصرنا.

 

** لم يعد الشعر العربي يطرح أسئلة وجودية، ما السبب؟ ولماذا صارت أسئلة الشعر حائرة بين منجزه التراثي، ووظيفته الاجتماعية الحياتية، وبين طارئ خلخل قواعد التعاطي الشعري العربي، بانفتاحه على التجديد والتطور الشعري وفق تعبير عثمان حسن؟

يستغرق جوابي السابق بعضًا مما في سؤالك هذا، الشعراء العرب عنت لهم الوجودية بأن يواجهوا ذاتهم لأجل استنفارها وتكوين بل قيادة الإنسانية ضمن مجتمعهم بشرطها الحر والاختياري، ولكن ومن خلال سؤالك هل وجد الشعراء العرب أنفسهم أمام خيارات ومتاحة لهم عبر أمداء محيطهم، بالتأكيد لا، وهذا يحيلنا على الشق الثاني من السؤال، بل على الإجابة التي تضمنها هذا الشق، وهي أن أسئلة الشعر أصبحت حائرة مابين أن تذهب إلى المنجز التراثي، وتستلهم أحداثه وتسمي رموزه، وتسقط أحلامها، بل وتفرغ شحنة من حرية لم تجد لها مسربًا إلا عبر المنجز التراثي، ولذا كثرت قصائد الترميز والمحاكاة حتى وصل البعض إلى درجة الإيغال في الإبهام والغموض، ظنا منهم بأنهم وصلوا إلى مبتغاهم في تحريك اليومي الآني، وهو ليس كذلك، ما يتوافق مع كلام عثمان حسن، لأن الخلخلة مابين تقليد وتجديد، وأصالة ومعاصرة، وموروث وحداثة، أوقع الشعراء غير اليقظين لمهمتهم في دائرة وهم الشاعرية الحقة.

 

 

** هل من دور ووظيفة للشعر؟ وما هي أهم ملامح الأزمة التي يعيشها العربي في ظل غياب المؤسسات التنظيمية؟

لا يمكن للشعر- ورغم المتاهة الكبرى التي وضع فيها- أن يتخلى عن دوره ووظيفته، فهو ذات الإنسان في أشد لحظات استيقاظها صفاء وجلاء، وهو الحاني عليها كأم رؤوم يسرع في تلبية احتياجاتها التعبيرية بوصفها احتياجات ذاتية إلى موضوعية، ومن اعتبارها فردية إلى أن تكون جمعية، وبهذا نرى أن الفن للفن في خضم الوجع الإنساني العارم والمتعاظم لم يستطع أن يكون، وما قيمة فن شعري أو غيره إذا تخلّى عن من أحسن تربيته، عند ذلك يكون الشعر ولدًا عاقًا لا يصلح للحياة، وإذا كان من أزمة يعيشها فهو محاط بكل الأزمات التي تعيشها بيئة الشعر ذاتها، والتي ما فتئ الشعر يجترح كل المعابر الواضحة والجمالية حتى يكون حاضرًا بين الناس.

الشعر يصبح "ولدًا عاقًا" إذا لم يُحسن الشاعر اختيار قضاياه

أما المؤسسات التنظيمية فهي كبحور الخليل بن أحمد الفراهيدي، الشعر أوجدها وهو اكتشفها، وهكذا المؤسسات أوجدها الأدب، فالأعشى والحطيئة والمتنبي والجاحظ والمعري، لم يكونوا أبناء مؤسسات، ولكن يوجد الآن في عالمنا العربي اتحادات ونقابات تجمع الأدباء والشعراء، وتفعل الأدب في بلدانها، ونموذج جيد لدينا اتحاد الكتاب العرب في سوريا بما هو متاح. فالمؤسسات لا تصنع شاعرًا بل مُهمتها رعاية وترتيب بيت وبيئة المبدعين.

 

 

** تكاد القطيعة بين القارئ والشعر العربي الحديث أن تصبح شاملة.. ما العوامل التي أدت إلى هذه الأزمة؟

لا أرى ذلك، ومن قال إن العصور الغابرة كانت تغص الأماكن عند إلقاء الشاعر قصيدته، وإن كانت قد وصلتنا بعض صور عكاظ والمربد وغيرها من صور الحضور لوقائع النقائض بين الثلاثة الأخطل وجرير والفرزدق، أو في مجالس الخلفاء والأمراء وعادة ما يكون الحضور من النخبة أو الخاصة، والآن ورغم مزاحمة الوسائل الأخرى بأنواعها للشعر، ورغم المآسي والمحن التي يمر بها مُعظم الشعب العربي، نرى المهرجانات والأمسيات تتطرز بحضور بهي وجميل، ولا استثني الشعر الحديث من هذا الحضور إن كان قصيدة تفعيلة أو نثرا، أنا اتحدث عن الشعر.. الشعر. والشاعر .. الشاعر، ولي تجربة طويلة في ذلك.

 

 

** كثيرٌ من الأصوات تُبشِّر بعودة القصيدة العمودية لتتسيّد المناطق المضيئة في المشهد الشعري العربي.. هل تعتقد أن هذه بشارة أم خسارة في ظل أزمة النمطيّة والتكرار في الرؤية واللغة والصورة والإيقاع التي أصابت قصيدة التفعيلة خاصة في إطار حركة الشعر العربي المعاصر، منذ ستينيات القرن الماضي إلى حالة من السأم والإرهاق الجمالي؟

دعني أقولها وبكل صراحة إن القصيدة العامودية لم تغب عن الساحة الشعرية العربية طوال القرون المنصرمة حتى الآن، ولكن في منتصف القرن العشرين فرّع بدر السياب ونازك الملائكة منها قصيدة التفعيلة التي اعتمدت فقط على الخروج عن مألوف القافية، وبقي الوزن بتفعيلاته المتعددة، حتى إن معظم جيل الخمسينات والستينيات من القرن الماضي وإن حاول هدم القصيدة العامودية بقي محتفظا بروحها في قصيدة التفعيلة في معظم الأحيان، وكانت محاولة قصيدة النثر في خلع وزعزعة أركان قصيدة العمود أكثر إلا أن المحاولتين ما لبثتا أن آلت محاولتاهما إلى- وبالكاد- تثببت أركان وجودهما إلى جانب القصيدة العمودية، ومرد ذلك إلى نهضة الحداثة والمعاصرة المتبرعمة من نسغ قصيدة العامود، واشتغال شعراؤها على إعادة إحيائها بلغة رشيقة ومعاصرة وابتكار الومضة الشعرية ضمن البيت الشعري والبيتين بجماليات داهشة وتخلّق للبنى التركيبية والتجاور وانزياح المعنى، ما أعاد لها تموضعها؛ بل أرى الآن الكثير من الشعراء الشباب يكتبون القصيدة الخليلية وبروح حداثويَّة جميلة، وهذه بشارة طيبة تذهب بعيدًا في تجديد؛ بل بعث الهوية الثقافية بما لا يتعارض مع الأشكال الأخرى للشعر، وإن تسيّدت.

 

 

هناك فشل للنظريات النقدية التي تم شتلها في البيئة العربية، وبتعبير فخري صالح لا تتجذر في الواقع الثقافي، وظلت مجرّد أيقونات ثقافية نخبوية لا تتصل بحاجات حقيقية للثقافة العربية، ما تقييمك للمنتج النقدي العربي المشتت بين الأكاديمي والصحفي الانطباعي؟

يتضمن هذا السؤال ما يدعم إجابتي عن السؤال السابق، العرب وفي عصور سابقة لم يتوانوا عن الأخذ والعطاء مع الثقافات الأخرى وخاصة الهندية والفارسية والتركية، ولو رجعت إلى معاجمنا العربية لوجدت سيلا من المفردات المتبادلة، ولكن بقيت اللغة العربية كما هي وما جاءها هضمته ودخل في نسيجها وإلى الآن يتم هذا، وللنقد الغربي أيضًا حضور لافت في أدبياتنا، ولا أدل على ذلك من استشهادنا بدراساتنا النقدية لكل من: رولان بارت وتي. إس إليوت، وروسل، وسوزان برنار، ولكن بقي الأمر على أنها شتولٌ مقتطعة من مشاتلها المزروعة في الغرب لتخدم نصا أو رواية أو قصيدة من منتجنا الأدبي، وأوافق فخري صالح على انها لا تستطيع التجذر في غير بيئتها، وما زال النقد العربي يحاول أن يجد مكانه الذي يشمل مساحة الإبداع العربي ولكنه لم يصل على الرغم من وجود قامات لا ينكر فضلها في المتابعة النقدية العربية امثال صلاح فضل وعبد المالك مرتاض ويوسف سامي اليوسف وغسان غنيم وغيرهم أكاديميا، أما النقد الصحفي الانطباعي فيندرج تحت عنوان إضاءات أكثر منه كنقد أكاديمي مختص.

 

في ظل اتساع حرية التعبير على مواقع الإنترنت وتحطيم جدار الاحتكار داخل الصحافة الورقية وظهور مصطلحات من قبيل "المواطن الصحفي" و"شعراء الفضاء الأزرق" و"المؤسسات والصحف الإلكترونية" و"الجوائز وشهادات الدكتوراه الفخرية" التي تتطاير في الفضاء، ما ملامح مستقبل صناعة النشر؟

 

إنَّ هوية المجتمع الذي شكله الفضاء الأزرق (الإنترنت) هو متشابه مع الواقع الفعلي لأننا نحن من أوجده ونحن أصحابه، أقول إن قبل الإنترنت كان لدينا الكثير ممن تنطع للأدب وللمنابر ولحضور المنتديات والكتابة في بما لم يكن أهلا لذلك، وذهبوا هباء وبقي الأجدر بالبقاء؛ بل منهم الكثر الذين طبعوا كتبًا لهم، وضاعوا وكتبهم، وأضرب مثالا عندما توفي جرير رثاه ثمانون شاعرًا، أين هم، وأين الذين هجوه ولم يرد عليهم؟ إنِّهم كشهادات الدكتوراه والتفخيم والتبجيل التي تتطاير على الفيسبوك هذه الأيام، ولكننا بكل تأكيد أيضا لا ننكر الفائدة القصوى لهذا المعطى والمنتج الحضاري "الإنترنت" الذي يصل المبدعين الكبار بكل التنوع ببعضهم، ويمنحنا الاستفادة من نتاجهم الجميل، ويقدم لنا المواد التي نرغب بكل آن، ولا يخلد إلا من هو جدير بالخلود.

تعليق عبر الفيس بوك