النظر في استمرارية دوام الطلبة

 

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

 

النظام التعليمي له مدخلات ومخرجات، وتقاس جودته بالمخرجات وهي نواتج للمدخلات، والمدخلات هي: الإمكانات البشرية والمادية والمنهج الدراسي وتتمثل الإمكانات البشرية في المعلم والطالب والوظائف الأخرى المساندة لها والمادية كالمبنى المدرسي والتقنيات ووسائل النقل والأدوات.

ولأهمية أخذ هذه المكونات في النظام التعليمي لدى القائد التربوي عند صنع القرار بعين الاعتبار تكون النواتج ذات جودة عالية في التعليم وبما أن صنع القرار مهم في العمليات الإدارية كالتخطيط والتنظيم والاتصال والرقابة والتوجيه ولدى القائد متخذ القرار فينبغي الأخذ بهذه المكونات عند صياغة القرار لضمان جودته.

وبما لا يدع مجالا للشك أن القرار الوزاري بشأن استمرار الطلبة أيام الامتحانات أثار ردود أفعال مؤيدة ومعارضة للقرار في الحقل التربوي والمجتمع، ومن خلال معايشتنا للواقع التربوي والاجتماع الذي عقد على مستوى محافظة الداخلية للقيادات التربوية لمناقشة تطبيق هذا القرار وآلية تنفيذه؛ هناك بعض المبررات التي تحول دون تطبيق هذا القرار خلال هذه الفترة ومنها أن القيادات التربوية في الميدان التربوي لم يتم استشارتها أو الاجتماع بها مسبقًا لتوضيح مبررات تطبيقه من بداية الفصل الدراسي الأول، وإنما جاء على نهاية الفصل الدراسي مما يتطلب الاستعداد المسبق لذلك، والسبب في ذلك أنه لم يراعِ محاور العملية التعليمية (المعلم والطالب)، وهما ركنان أساسيان في النظام التربوي التعليمي التعلمي فإذا تطرقنا إلى الصعوبات التي تواجه المعلم خلال فترة التطبيق نجد لا حصر لها؛ فتنظيم الامتحانات ليس بالأمر اليسير تمر عبر مراحل مختلفة إدارية وفنية، فقد يكون المعلم عضوًا فيها ومكلفاً بأعمال عليه القيام بها أثناء سيرها وعليه متابعة طلبته أثناء تأدية امتحانات مادته، ثم تصحيح الصفوف التي يدرسها، وقد تشتمل على عدة شعب ثم القيام بالتصحيح لعدة أيام ثم مراجعتها ثم رصدها في البوابة التعليمية، ويكون لديه أعمال إدارية أخرى؛ كالمناوبة ومشرف نشاط ومربي فصل في نفس الوقت؛ فهنا سؤال يتبادر إلى الذهن هل يكون المعلم لديه الاستعداد النفسي والجسدي للقيام بعمل آخر لمواصلة تدريس مادته او إيجاد برامج بديله لتنمية ومعالجة وغرس قيم لدى طلبته خلال هذه الفترة.

وإذا تناولنا المعوقات التي تواجه الطلبة في حال تطبيق هذا القرار من الناحية النفسية والمعنوية على سبيل المثال لا الحصر نجدها كثيرة والتي تؤدي إلى تشتيت ذهن الطالب فكيف ينظم وقته لأداء الامتحان وكيف يستعد للاختبار في اليوم الثاني؟ لا سيما أن روافد المدارس تبعد عنها مسافات بعيدة، علاوة على ضيق الوقت في فترة ما بعد الظهيرة.

وهناك صعوبات تتعلق بالمبنى المدرسي باعتبار أن بعض المدارس الحلقات بها مستمرة فهل تكفي الفصول الدراسية لاستيعاب الطلبة إذا ما أخذنا في الاعتبار عملية تنظيم الطلبة في الفصول الدراسية أثناء تأديتهم للامتحانات أم أنها ستكون شكلية.

وتبرز مشكلة أخرى في ذات الموقف؛ نظرًا لتفاوت وقت أداء الامتحان، من يقوم بالإشراف والمتابعة لهؤلاء الطلبة في حالة العجز في عدد المعلمين في ضوء معاناة المدارس أساسا من النقص في الكوادر الإدارية والفنية وإجازات الظروف الصحية كالأمومة وغيرها.

وبما أن المجتمع المحلي شريك في العملية التعليمية وفي ضوء تعزيز الشراكة المجتمعية من خلال التوجه في هذا المضمار وردود أولياء الأمور على هذا القرار في شبكات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض فإننا نقترح على وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في تطبيق هذا القرار خلال الفصل الدراسي الأول وترحيله مع بداية السنة المقبلة وأن تنتهج منهجية علمية في ذلك لترسيخ مغزى الوزارة من تطبيقه؛ حيث تعمل برامج توعوية في وسائل الإعلام المختلفة، المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر وسائط التواصل الاجتماعي ومجالس أولياء الأمور ومواءمة وثائق التقويم مع فترات العام الدراسي وإلغاء الاختبار النهائي بعمل اختبارات خلال الفصل الدراسي الواحد والاستفادة من تجربة التعلم الإلكتروني خلال أزمة كورونا والتنسيق مع بعض الجهات الحكومية كوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة العمل ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، لإطلاق برامج لطلبة المدارس تنفذها خلال هذه الفترة للطلبة لصقل وتنمية مواهبهم من جميع النواحي الأخلاقية والاجتماعية والنفسية والتربوية.

تعليق عبر الفيس بوك