السفيرة الصينية: العلاقات مع سلطنة عُمان ضاربة في عمق التاريخ.. ونواصل استكشاف فرص التعاون

 

الرؤية- فيصل السعدي

 

رعت سعادة السفيرة لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى سلطنة عمان حفل جمعية الصداقة العُمانية الصينية، الذي أُقيم على مسرح الكلية العلمية التصميم، وتضمن ندوة حول العلاقات التاريخية العُمانية والعربية مع الصين.

وقالت سعادة السفيرة لي لينج بينج- في كلمة لها- إن القمة الصينية العربية الأولى والقمة الصينية الخليجية الأولى في المملكة العربية السعودية بحضور فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، تسهمان في تعزيز الصداقة وتعميق التعاون العملي بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات في ظل الوضع الجديد، مشيرة إلى أن هاتين القمتين "بمثابة أكبر الجهود الدبلوماسية حجمًا وعلى أعلى المستوى تجاه الدول العربية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية". وأضافت سعادتها: "هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها الكلية العلمية للتصميم، ومن خلال لقائي مع الطلبة رأيت مستقبل سلطنة عمان والآفاق المشرقة لعلاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية، بما فيها عمان".

وأكدت أن الصين ترتبط مع الدول العربية بعلاقات صداقة قديمة تمتد إلى تاريخ طريق الحرير القديم منذ أكثر من 2000 عام، كما انطلق طريق البخور من مدن قوانغتشو وتشوانتشو وبعض المدن القديمة الصينية الأخرى، مرورًا بمضيق الملقا ومضيق هرمز، حتى وصل إلى العراق وعُمان واليمن وسوريا ومصر ودول أخرى.

وشددت على أن السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، يظل عنوانًا رئيسيًا لتاريخ التواصل بين الصين والدول العربية. وأضافت أن الصين أقامت علاقات شراكة ذات طابع استراتيجي مع 12 دولة عربية؛ بما في ذلك سلطنة عُمان على صعيد ثنائي. وقالت إن لدى الأمتين الصينية والعربية هدف مشترك، وهما تتجهان نحو إقامة مستقبل مشترك.

وذكرت السفيرة الصينية أن سلطنة عُمان تُعد رابع أكبر شريك تجاري لجمهورية الصين الشعبية في المنطقة العربية خلال الأربعين عامًا الماضية، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تطور التعاون التجاري بشكل سريع ومتنامٍ وشمل الكثير من المجالات. وتابعت أن عُمان شريك تجاري مهم للصين في منطقة الخليج، وأن البلدين يعملان على زيادة تشجيع الشركات من الجانبين للاستكشاف والتعاون النشط في المجالات غير النفطية كذلك.

وتضمنت الندوة تقديم مجموعة من أوراق العمل حول العلاقات المتبادلة بين البلدين؛ حيث قدَّم الأستاذ الدكتور محمد بن سعد المقدم، ورقة العمل الأولى، تحدث فيها عن العلاقات العُمانية الصينية عبر التاريخ سواءً القديمة أم الحديثة. واستعرضت مريم بنت سعيد البرطمانية باحثة دكتوراة في التاريخ ورقة العمل الثانية البحث الفائز بمنحة اليونسكو لدراسات طريق الحرير "طريق الحرير البحري من القرن 11- 15 ودوره في التقارب الحضاري العُماني الصيني من خلال رحلتي عبد الله الصحاري وتشنغ خه". وأشارت إلى أنّ البحث يركّز على نتائج التفاعلات والتبادلات الثقافية ما بين عُمان والصين، وتسليط الضوء على طريق الحرير البحري، والدور الذي قام به في تأسيس علاقات متنوعة في السياسة والتجارة والمجالات الأخرى ذات الأبعاد الثقافية بين عُمان والصين. وأضافت أنّ البحث ركّز على الفترة (من القرن 11- 15 الميلادي) لإبراز دور البعثات والرحالة والتجار العمانيين والصينيين في الحفاظ على هذه العلاقات، وتطويرها وتتويجها بمبادرة الحزام والطريق الصينية التي تُشارك فيها سلطنة عُمان كمشروع مستقبلي.

وتخلل الحفل معرضًا مصاحبًا يحتوي على أكثر من 150 صورة تُبرز العلاقات العُمانية الصينية بشكل خاص والعلاقات العربية الصينية بشكل عام، وصورًا أخرى من الطبيعة في جمهورية الصين الشعبية.

تعليق عبر الفيس بوك