السياحة الثقافية في عُمان

 

 

سالم البادي (أبومعن)

الحديث في هذا المقال سيكون عن قطاع مهم جدًا ورافد اقتصادي وطني، إذا ما استثمر استثمارًا صحيحًا وسليمًا؛ وهو نوع من أنواع قطاع السياحة، ألا وهو السياحة الثقافية، كما نطرح بعض الحلول التي قد تسهم في تطويرها وتنميتها واستدامتها.

والسياحة الثقافية هي عبارة عن نوع من أنواع السياحة المختلفة، وتعريفها باختصار: تسليط الضوء على ثقافة دولة معينة، أو نمط حياة سكانها، أو ماضيها وتاريخها وحضارتها، أو طرازها المعماري، ويتم ممارسة هذا النوع من السياحة في الأماكن الحضارية؛ مثل: المتاحف، أو المدن والقرى التاريخية، أو في بعض الأماكن التي يتم عرض العادات والتقاليد فيها أو الفنون الشعبية كالمهرجانات السياحية، وتعمل على عرض نمط حياتهم، وقيمهم وتقاليدهم وعاداتهم ومورثهم الشعبي الأصيل.

ودمج السياحة مع الثقافة توأم لا يفترقان، وهناك العديد من الآثار الإيجابية عند دمج السياحة مع الثقافة؛ ومن أهميتها: تعزيز النمو الاقتصادي المحلي، والعمل على إيجاد فرص عمل للباحثين؛ لأنها توفر الكثير من الوظائف الموسمية، إضافة لتأثيرها الإيجابي على القطاع الاجتماعي؛ لأنها تعزز من الهوية الاجتماعية، وتعد من أهم وسائل التعلم، وتعمل على إضافة طابع اقتصادي على المعالم الثقافية.

ويعدُّ القطاع السياحي أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني، ويعد هذا القطاع من المصادر المهمة للحصول على الأموال الأجنبية.

والسياحة بمفهومها الحقيقي لها أهمية خاصة مُستمدة من تأثيرها على أداء الاقتصاد الوطني، وهي بمثابة محرك ديناميكي ذو تأثير فعال لجميع القطاعات الاقتصادية في الدولة وخارجها، فهي تتأثر وتؤثر على حركة الإنتاج، الاستهلاك، الرحلات، الاتصالات، الموانئ، الفنادق والبنوك...إلخ.

لذا؛ يجب العمل على تنويع وتوزيع المشاريع السياحية على المدن والمناطق السياحية، وتطويرها وتحسين مستويات المعيشة فيها. ومن بين الحلول المقترحة للنهوض بالسياحة الثقافية:

- أولًا: التفكير خارج الصندوق من خلال تنشيط أنماط جديدة ومتطورة لجذب أعداد من السياح، وتوفير دخل جديد لميزانية الدولة.

- ثانيًا: إعداد دراسة مكثفة وإستراتيجية جديدة لتنشيط السياحة الثقافية؛ بما يتواءم مع تطورات ومتغيرات المتسارعه والمتجددة في العالم.

- ثالثًا: تكثيف الحملات الترويجية للعديد من الأنماط السياحية بالدول الأوروبية إلى سلطنة عُمان خلال فترة المواسم السياحيه المختلفة.

- رابعًا: تجديد وتطوير الإجراءات والأساليب التي تسهم في زيادة حركة السياح.

- خامسًا: استقطاب جنسيات جديدة أخرى من السائحين.

- سادسًا: تنظيم وتقديم أفضل وسائل المواصلات الحديثة والمبتكر؛ فضلا عن تقديم أجود الخدمات.

- سابعًا: تجهيز المدن والقرى السياحية التي تضم القلاع والحصون والمتاحف والمكتبات الأهلية والبيوت الأثرية...وغيرها، ليتسنى الترويج والتسويق والإعلان والنشر عنها.

- ثامنًا: فتح خطوط طيران جديدة مع عروض تحفيزية وتشجيعية لزيارة هذه المعالم السياحية الثقافية من مختلف دول العالم.

- تاسعًا: فتح ونشر المراكز الثقافيه سواءً بالداخل أو الخارج؛ لأنها تؤدي لنتائج إيجابية لتنشيط السياحة الثقافيه بالبلاد.

- عاشرًا: تخفيض أسعار البرامج والرحلات السياحية الثقافيه قدر الإمكان.

- الحادي عشر: ترميم وصيانة البيوت والقرى التراثية التاريخية العمانية في جميع محافظات وولايات السلطنة.

- الثاني عشر: الترويج والتسويق والإعلان في المؤتمرات والندوات والاجتماعات واللقاءات العلمية والاجتماعية...وغيرها؛ لأنها تعتبر مصدرا مهما للتعريف بحضارة وتاريخ وثقافة سلطنة عُمان.

- الثالث عشر: استخدام المواقع السياحية الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها وأشكالها بطرق مبتكرة وحديثة للترويج والإعلان بشتى اللغات العالمية.

- الرابع عشر: تطوير وصيانة المرافق العامة والخاصة؛ مثل: الطرق والمطاعم والمقاهي والوجهات السياحية، وتوفير البنية الأساسية السليمة التى تساعد السائح على الإقامة فيها.

- الخامس عشر: ضرورة بناء قاعدة بيانات لجميع المواقع السياحية الثقافية.

- السادس عشر: تدريب وتأهيل وصقل مهارات الشباب العماني بالدورات والندوات السياحية.

- السابع عشر: دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع السياحة.

- الثامن عشر: الربط الإلكتروني بين الجهات والمؤسسات المعنية بالسياحة للحصول على خدمة تكاملية، وتطوير المنظومة الوطنية للسياحة.

- التاسع عشر: زيادة مخرجات التعليم في قطاع السياحة لتتواكب مع زيادة حركة القطاع السياحي.

... إنَّ سلطنتنا الحبيبة تزخر بمقومات سياحية لا تُعد ولا تُحصى، فضلا عن كنوز الثقافة العمانية التاريخية والحضارة المتجذرة منذ القدم؛ لذا فإنَّ توحيد الجهود الوطنية من أجل استدامة السياحة بلا شك، ستكون لها نتائجها الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية على الوطن والمواطن.

فلنجعل سلطنة عُمان وجهة سياحية ثقافية عالمية بإذن الله...،