الفجوة بين الأجيال والتمرد على التقاليد.. من يحتوي الشباب قبل فوات الأوان؟!

...
...
...
...

باحجاج: الفجوة بين الجيلين في الوقت الحالي ما زالت "تحت السيطرة"

مصدر القلق يتمثل في اقتحام "الأجندات الغربية" لأفكار الشباب

الفهدي: منصات التواصل الاجتماعي أثرت على الجيل الجديد

باعبود: لا يمكن تجنب الفجوات.. ولكن يمكن تقليصها

الرؤية- خالد الكعبي

خلق التطور التكنولوجي بمختلف المجالات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي فجوة كبيرة بين الأجيال الحديثة والقديمة، لتتغير أفكار النشء ويبدأ بعضهم في التمرد على العادات والتقاليد المجتمعية في ظل تعنت الأسرة وعدم مواكبتها للتطورات التي يشهدها العالم، واقتحام منصات التواصل الاجتماعي لجميع المنازل مما أحدث انفتاحا اجتماعيا وثقافيا كبيرا.

ويؤكد الدكتور عبدالله باحجاج وجود فجوة بين الأجيال وذلك بسبب اختلاف المعطيات الزمنية والمكانية المعاصرة، سواء التكنولوجية أو الفكرية أو المالية، بالإضافة إلى عدم مقدرة الآباء على مسايرة التطورات التكنولوجية من جهة، ودورهم السلبي في تحصين أبنائهم لمواجهة الثورة على المبادئ من جهة ثانية، موضحا أن الفجوة بين الجيلين في الوقت الحالي لاتزال تحت السيطرة وتنحصر غالبا في التمسك من عدمه ببعض العادات والتقاليد والمبادئ بالنسبة للجيل الجديد، والاستنكار لكل جديد بالنسبة للجيل القديم.

ويعتبر أن الفجوة التي تسبب قلقا هي التي تتأسس الآن بصورة راديكالية وتحت ضغوطات مالية وتقليص فرص العمل والعولمة ودور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل أفكار الجيل الجديد، لافتا إلى أن مصدر القلق يكون في اقتحام الأجندات الغربية لأفكار الشباب واستغلال الأوضاع الحالية لتمرير أفكار مثل الإلحاد والنسوية وغيرها إذا ما استمرت الفجوة تتعمق بين الجيلين، خاصة وأن وراؤها دولا ومؤسسات تموّل ماليا لاختراق عقول الجيل الجديد.

ويرى الدكتور صالح الفهدي أن هناك أسبابا عديدة خلف غياب القيم والعادات والتقاليد لدى الأجيال الجديدة، منها اقتحام منصات التواصل الاجتماعي لخصوصيات الناس والترويج للأفكار المغلوطة واستهداف الشباب وتسليع الإنسان ليتجرد من قيمه السامية لصالح المؤسسات المادية، وتسويق الانحدار القيمي، مضيفا: "في الجانب الآخر تغيَّرت تركيبة مجتمعنا وطرق معايشه، فأصبح الاعتماد على التربية مرتبطا بالأب والأم، وهُما في الأصلِ يعانيان من ضعف ثقافة التربية، ليجدا نفسيهما أمام مسؤوليات التربية الجسيمة، فخلطوا بين التربية والرعاية، وأصبح أغلبهم يقوم بمسؤوليات الرعاية ظناً منه أنها تربية".

ويشير الفهدي إلى أن التعليم لا يقوم بتعزيز القيم بصورة جذرية، وإنما يعتمد على الكتاب اعتمادا أساسيا دون الأنشطة الأخرى التي تعزز القيم بصورة أعظم أثرا، مضيفا أن هذه الأمور أخرجت جيلا مهزوزا وهشا لا يمتلك اتخاذ القرار ولا يتمتع بالشخصية المتكاملة ولا يدرك الأهداف الرئيسية في حياته.

ويستعرض الدكتور عبدالله باحجاج عدة حلول لهذه المشكلة ومنها: "وجود استراتيجية وطنية لتقليص حجم الفجوة وسد الثغرات لتحصين الشباب، تنظيم ورش حوارية في المدارس والجامعات يكون أطرافها الطلبة ومجالس الآباء والشيوخ والأعيان ومختصو المؤطرات الفكرية، توظيف الإعلام الحكومي والخاص عبر برامج مخطط لها وموجهة، محاربة الفساد والمحسوبية والواسطات، إعادة الاعتبار لمفاهيم الوطنية والانتماء والهوية، إعادة النظر في بعض السياسات والقوانين مثل الحد الأدنى للمرتبات وقانون اختار أرضك لكن وفر التمويل".

ويذكر باحجاج أنه في حال عدم المسارعة لتقليص هذه الفجوة بين الأجيال، ستحدث إشكاليات كبرى تمس المعتقدات أو السياسات أو القيم، في ظل محاولات الغرب لفرض أفكاره ومعتقداته داخل المنطقة.

ويقول الدكتور عبدالله باعبود إنِّه لا يُمكن تجنب فجوات الأجيال، وأن أفضل حل لتقليص الفجوة هو التوصل إلى طرق لاستيعاب الأجيال الجديدة، ومواجهة المشكلات الناشئة بين الأجيال والعمل سويا لتحقيق علاقات أفضل. وأضاف: "يمكن تقليل هذه الفجوة عن طريق تحسين الاتصال والتواصل بذهن منفتح وحسن الاستماع، وقضاء المزيد من الوقت مع البعض مثل النزهات العائلية والإجازات والتسوق ومشاهدة الأفلام معًا، والتعامل مع حالات عدم التطابق وتحديد بعض حالات عدم التطابق في الأسرة واستخدام الحل الوسط، ومواكبة الاتجاهات بالنسبة للآباء وتحديث أفكارهم حول القضايا الحالية المتعلقة بالأطفال مثل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وأن يمنح الآباء وقتا كافيًا لأطفالهم، بالإضافة إلى الاحترام المتبادل وقبول الاختلاف والسعي إلى الفهم والتكيف مع التغيرات".

تعليق عبر الفيس بوك