خبراء يناقشون تعزيز آليات حماية حيتان بحر العرب الحدباء

 

مسقط- الرؤية

نظمت هيئة البيئة وجمعية البيئة العُمانية، وبتمويلٍ من بنك "إتش إس بي سي عُمان"، ورشة عمل، تستهدف استكشاف سبل حماية حيتان بحر العرب الحدباء، بحضور عدد من الخبراء والمختصين وصناع القرار المحليين والدوليين، وذلك بهدف حث الجميع لمزيد من التنسيق لدفع الجهود الرامية إلى ضمان سلامة الموائل الطبيعية لهذا النوع المهدد بالانقراض على الصعيد الإقليمي.

وتضمنت حلقة العمل عددًا من العروض التقديمية التي قدمها أبرز الخبراء الدوليين في المجال، بما في ذلك اللجنة الدولية لصيد الحيتان واتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة، ومجموعة الحيتان المتخصصة التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، بالإضافة إلى الجهات المحلية بما في ذلك هيئة البيئة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه التي تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على حيتان بحر العرب الحدباء في مياه عُمان.

وقال المهندس أحمد الشكيلي مدير دائرة صون البيئة البحرية في هيئة البيئة، إن أهمية هذه الورشة تكمن في حشد جميع الجهات المعنية للجلوس على طاولة لمناقشة المخاطر التي تهدد الحيتان والدلافين بشكل عام وبالتحديد الحيتان الحدباء بحكم أنها من الحيتان المستوطنة في المياه العمانية. وتستقطب الورشة عدد من الخبراء المحليين والدوليين لمناقشة هذه المشاكل والخروج بتوصيات تساهم في الحد من المخاطر البيئية ورسم خطة ومسار واضح  لإعداد الخطط الوطنية للمحافظة على هذه الكائنات البحرية.

وأضاف في تصريحات لـ"الرؤية" إن من أبرز المخاطر التي تواجه الحيتان الحدباء متعلقة بالأنشطة البشرية مثل: نشاط السفن من حيث النقل خاصة السفن الكبيرة لأن الحيتان من الكائنات الرئوية التي تحتاج الصعود للسطح حتى تتنفس؛ مما يؤدي إلى تصادمها مع هذه السفن وأيضا من الانشطة البشرية هي أنشطة الصيد التجارية. وأشار إلى المتغيرات المناخية وما تفرضه من ارتفاع في درجات حرارة المحيطات وتأثيرها على الحيتان الحدباء وغيرها من الكائنات الحية.

وأكد الشكيلي أن الهيئة تعمل في شراكة وثيقة مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الذي يعتبر من أهم الداعمين  لكثير من المشاريع والبرامج البحثية والتوعوية والتنفيذية لحماية هذه الكائنات، وعملت الهيئة على موضوع تحديث وتطوير التشريعات والقوانين البيئية التي تعنى بالمحافظة على الكائنات والحياة الفطرية بشكل عام ومن ضمنها الحيتان. وهناك قرابة 25 محمية معلنة بمراسيم سلطانية من ضمنها أكثر من 13 محمية تحمل طابع بحري، علاوة على خطة مستقبلية لدراسة بعض المواقع البحرية للمحافظة على مثل هذه الكائنات.

من جهتها، قالت صاحبة السمو السيدة تانيا بنت شبيب آل سعيد رئيسة جمعية البيئة العُمانية: "أتاحت حلقة العمل الفرصة لمناقشة سُبل تصميم وتنفيذ خطط لإدارة الحماية والصون من شأنها تمكيننا من إيجاد حلول فعالة للحد من المخاطر التي تتعرض لها حيتان بحر العرب الحدباء والكائنات البحرية الأخرى. وهناك حاجة لتدابير الصون المستدامة التي تتضمن نهجًا شاملًا للتخفيف من التهديدات لضمان بقاء هذا النوع الفريد من نوعه، وضمن هذه الورشة جرى مناقشة الوسائل التي يُمكن للحكومات والقطاعات الصناعية اتباعها مجتمعين لإعداد خطة تدابير الصون المُعتمدة على ما سبقها من التجارب والدروس العالمية، كما جرى مناقشة كيف يُمكن لعُمان التعاون والعمل مع بقية الدول الُطلة على موائل حيتان بحر العرب الحدباء، لتعزيز معايير الصون الإقليمية".

وقالت مليكة بيتيلي الرئيسة التنفيذية لبنك إتش إس بي سي عُمان: "جاءت ورشة العمل هذه ضمن برنامج شامل للصون وبناء القدرات والكفاءات في مجال صون حيتان بحر العرب الحدباء، وهو برنامجٌ متسقٌ مع أهداف الأُمم المُتحدة للتنمية المُستدامة نحو بناء القدرات لمكافحة التغير المناخي، ونحن سعداء لتقوية أواصر العلاقات مرةً أخرى مع جمعية البيئة العُمانية ضمن هذا المشروع، مما يتيح لنا فرصةً قيمة لدعم المساعي الهادفة لبناء أجيال المُستقبل من حماة البيئة والباحثين والخبراء في مجال البيئة البحرية".

يشار إلى أن حيتان بحر العرب الحدباء تُعد ضمن 20 نوعًا من الحيتان والدلافين الموجودة في مياه عُمان، وقد تم تصنيفها على أنها مهددة بالانقراض ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة للأنواع المهددة بالانقراض. وعلى مدار السنوات العشرين الماضية، تكرِّس جمعية البيئة العُمانية بالتعاون مع شركائها جهودها لفهم توزيع وبيئة الحيتان المختلفة الموجودة في بحار عُمان ومشاركتها مع الجهات المعنية لإيجاد حلول فعالة للحفاظ عليها.

تعليق عبر الفيس بوك