تسمية المدينة جاءت من لدن جلالة السلطان انعكاسا لأرض الوطن الطيبة

بلعرب بن هيثم يرعى حفل افتتاح مدينة الطِيب في لوى.. ومعايير عالمية لتحقيق الاستدامة والعصرية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ 12 مليون متر مربع مساحة المدينة لاستيعاب 30 ألف نسمة

◄ المدينة تضم 1300 وحدة سكنية مفردة ومزدوجة

◄ تشييد المدينة وفق معايير تخطيطية حديثة بخدمات متطورة ومرافق متكاملة

◄ توفير فرص استثمارية متنوعة لتنشيط الحركة الاقتصادية

لوى- خالد الخوالدي

رعى صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد أمس، حفل افتتاح مدينة الطِيب النموذجية بولاية لوى، بحضور عدد من أصحاب السُّمو والمعالي وأصحاب السعادة المحافظين ووكلاء الوزارات والولاة، وأعضاء مجلس الشورى وبحضور عدد من المسؤولين والأهالي بالمحافظة وذلك بالتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ52 المجيد، وفي إطار توجه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو بناء مدن نموذجية مستدامة.

بلعرب بن هيثم يفتتح (5).JPG
 

وجاءت تسمية المدينة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- نابعةً من هذهِ الأرض الطّيبة التي لا تُنجبُ إلّا طيبًا وشاهدةً عليها، وانعكاسُ الأرضِ في الإنسان وصورته عليها بكلّ شواهدهِ وآثاره.

وتضمن الحفل كلمة لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ولوحات فنية تجسد عمان الأرض والإنسان، وعرضًا مرئيا عن المدينة ومكوناتها ومعايير التخطيط العمراني التي تعكس الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، من خلال تحقيق التخطيط المتناسب مع احتياجات المدن الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى تدشين المدينة النموذجية بمخططها المتكامل.

وتعد مدينة الطِيب نقلة نوعية في التخطيط العمراني ونموذجًا متكاملاً للمدن المستدامة، متوائمة مع متطلبات الاستراتيجية العمرانية الرامية لخلق مدن مستدامة تلبي تطلعات واحتياجات المجتمع وتوائم رؤية عمان 2040، لتوفر الخدمات الأساسية لبناء مجمعات عمرانية مستدامة في قالب تخطيطي حديث ومتكامل، والتي انطلقت بالتشارك المجتمعي والجهد التكاملي بين الوزارة وجميع الجهات الحكومية ذات الصلة وشركات مزودي الخدمات والمشاركة الفعّالة والمباشرة من الأهالي في كافة مراحل المدينة من التخطيطية وحتى التنفيذ.

وتبلغ مساحة المدينة حوالي 12 مليون متر مربع وعلى مقربة من طريق الباطنة السريع، وتستوعب حوالي 30 ألف نسمة، وتتوفر بها جميع الخدمات والمرافق العامة وتضم وحدات سكنية يصل عددها إلى 1300 وحدة سكنية مفردة ومزدوجة، وتم تخطيط المدينة لتستوعب مستقبلا 3400 وحدة سكنية وحوالي 50 ألف نسمة من قاطني المدينة وزوارها.

وخُططت المدينة بناء على الأوامر السامية للسلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والتي نصت على نقل وتسكين الأهالي المتأثرة ممتلكاتهم بأنشطة ميناء صحار إلى مخطط سكني متكامل الخدمات يضم كافة خدمات البنية الأساسية والمرافق المجتمعية وفق المرسوم السلطاني رقم (52/2013).

وتشمل المناطق المتأثرة (غضفان، الغزيل، الحد، وادي القصب، عقدة الموانع، الجعشمي، مخيليف، حلة الشيخ، حلة الحصن) الممتدة  من دوار الصناعية سابقاً بفلج القبائل إلى دوار لوى حتى حلة الحصن والموازية للشارع العام (صحار-خطمة ملاحة)، وتقع ضمن النطاق الحضري في منطقة النبر بولاية لوى، وتشتمل الأراضي فيها على عدة استخدامات تحقق التنوع وتضمن التوسع المستقبلي، حيث تتضمن استخدامات الأراضي في المدينة، الاستخدامات السكنية والتجارية والترفيهية والرياضية والتعليمية، وفق مساحات تلبي احتياجات كل قطاع، حيث  تشكل قطع الأراضي السكنية 29% من مساحتها بواقع يزيد عن 2900 أرض سكنية، بينما تم تخصيص 12% من مساحة المدينة للمناطق الخضراء والملاعب متاحة للتطوير المستقبلي وبواقع يزيد عن مليون متر مربع وبما يعادل 10 أمتار نصيب الفرد من المساحات الخضراء، و19% معابر للأودية وإحرامات جهد الكهرباء العالي، فيما تم تخصيص 17% من مساحتها لمناطق التطوير المستقبلية، وتشكل شبكة الطرق المتكاملة 15% من مساحة المدينة، و6% أراضٍ حكومية و2% أراض تجارية واستثمارية بواقع حوالي أكثر من 82 أرض حيث يتم طرحها بحسب الاحتياجات والنمو في المنطقة.

معايير تخطيطية حديثة

تعتبر مدينة الطيب نموذجًا متكاملًا  لتطبيق سياسات ومعايير التخطيط العمراني الحديث، كتصميم شبكات تصريف مياه الأمطار بصورة تتوافق مع تصميم المدينة لحمايتها من مخاطر الفيضانات والأمطار الغزيرة، من خلال تهذيب مجرى الوادي ووضع إحرامات على جانبي مجرى الوادي، واستغلال المساحات الجانبية كمنطقة خضراء لتعزيز التنقل النشط عبر ممرات للمشاة، وممرات خاصة  للدراجات الهوائية، وتعزيز البنية الأساسية الخضراء بزيادة نسبة الفرد من المسطحات الخضراء من 10 إلى 12 مترا مربعا، وتخطيط شبكات الخدمات والمرافق المجتمعية لتغطي جميع أجزاء المدينة لتلبي حاجة السكان ويسهل الوصول إليها وتصميمها بمواصفات عالية تضمن السلامة وسهولة الصيانة والتوسعات المستقبلية.

وتم تنفيذ مشروع  المدينة على عدة مراحل بدءًا من مرحلة تسوية الموقع وإعداد مخطط تقسيم الأراضي، وإنشاء خدمات البنية الأساسية من الطرق  والكهرباء والاتصالات والمياه والصرف الصحي، كما اشتمل المشروع على أراضٍ سكنية مختلفة المساحات، وفور اكتمال المسوحات في المدينة قامت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بتوزيع الأراضي على الأهالي، فيما قام  المكتب الفني التابع للوزارة بإجراءات التعويض ليباشر الأهالي تشييد المنازل والفلل بواقع دور ودورين تبعًا لاحتياجات كل أسرة، وتم مراعاة البعد الاجتماعي في توزيع الأراضي من خلال تمكين الأسر من السكن بجوار أقاربهم.

خدمات متطورة ومرافق متكاملة

تضم المدينة 8 أراض للمدارس بمختلف المراحل التعليمية ومركزا صحيا متكاملا، بالإضافة إلى تخصيص 13 قطعة أرض للجوامع والمساجد ومأتم ومرفق بها مجالس عامة ومنازل للأئمة ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم، علاوة على شبكة متكاملة للطرق والبنية الأساسية.

وتعزيزاً لاستدامة البنية الأساسية بالمدينة تم تشغيل 5 مدارس للمراحل التعليمية المختلفة، وتشغيل مركز صحي متكامل وجامعين و6 مساجد تتوسط التجمعات والأحياء السكنية الجديدة ومأتم، كما تحتوي على 12 ملعبًا لممارسة الرياضة وحديقة عامة ومحطتي وقود.

وتبلغ  المساحة المشغلة من المدينة حاليًا حوالي  7 ملايين متر مربع، تشمل منظومة متكاملة من خدمات البنية الأساسية منها: شبكة طرق بطول 106 كيلومترات، وحوالي 3313 عمود إنارة، تضمن التنقل السلس داخل  المدينة وفي  مداخلها ومخارجها، كما تضم المدينة شبكة  ألياف بصرية بطول 232 كيلومترًا ، وشبكة كهرباء على امتداد 416 كيلو مترًا،  فيما  تتجاوز أطوال   شبكة المياه 141 كيلو مترًا، ويصل طول شبكة الري إلى 65 كيلو مترًا، وشبكة تصريف الأمطار بطول  47 كيلو مترًا، ويبلغ طول شبكة الصرف الصحي 144 كيلومترًا.

 

منطقة جاذبة للاستثمار

طرحت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مؤخرًا 9 مواقع استثمارية بالمدينة للمزايدة بنظام حق الانتفاع، وذلك في إطار جهود سلطنة عُمان لرفد الاقتصـــاد الوطنـــي وتدعيم  المشــــاريع الاستثمارية المختلفــــة، وتماشيـــــا مــع مبادرات الــوزارة لدعــم وتنشــيط القطــاع العقــاري والحركــة الاقتصاديــة بالمحافظة وكذلك الاستفادة من ولاية لوى كمنطقة جاذبة للاستثمار، لما تتميز به من تكامل تخطيطي وما تمثله كمدينة نموذجية من قيمة مضافة حاضرًا ومستقبلًا.

تعليق عبر الفيس بوك